يلتقي وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي في لوكسمبورغ، غداً الاثنين، للبحث في فرض حزمة سادسة من العقوبات على موسكو على خلفية الحرب في أوكرانيا، غير أن التكتل لا يزال منقسمًا حول مسألة حظر واردات الغاز والنفط الروسيين.
وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون ديرلاين، خلال زيارتها كييف الجمعة، إن الاتحاد الأوروبي ملتزم الآن بفرض عقوبات على روسيا لمعاقبة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بشكل متزايد، على خلفية قراره غزو جارته الموالية للغرب.
وأضافت "فرضنا للتو عقوبات شديدة على روسيا ونستعد لحزمة سادسة".
وتشمل الحزمة الخامسة من العقوبات الأوروبية على موسكو، التي فُرضت اعتبارًا من الجمعة، حظرًا أوروبيًا على واردات الفحم الروسي، ما يشكّل خطوة أولى مهمة نحو حظر أوسع على موارد طاقة أخرى.
لكن الإجماع مطلوب بين دول الاتحاد الأوروبي الـ27 لفرض أي عقوبات، وتحجم الدول التي تعتمد على الغاز الروسي، من بينها ألمانيا وإيطاليا والنمسا والمجر، عن إضافته إلى قائمة الحظر.
ومنذ بداية الحرب في أوكرانيا في 24 شباط/فبراير، حقق الكرملين أكثر من 25 مليار يورو من مبيعات الغاز والنفط والفحم إلى الاتحاد الأوروبي، بحسب مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل.
ويُتوقّع أن يؤدي حظر مشتريات الفحم إلى اقتطاع نحو ثمانية مليارات يورو سنويًا من هذا المبلغ، بحسب المفوضية الأوروبية، وهو مبلغ قليل نسبيًا من إجمالي عائدات الوقود الأحفوري.
غير أن دول الاتحاد الأوروبي متفقة بشكل أكبر على تمويل تزويد أوكرانيا بالأسلحة.
أموال إضافية للأسلحة
من ناحية أخرى، يصادق الوزراء على الإفراج عن 500 مليون يورو إضافية لتمويل وتسليم أسلحة جديدة إلى كييف، وفقاً للعديد من الدبلوماسيين في الاتحاد الأوروبي، ليصل المجموع المتوافر إلى 1,5 مليار يورو.
وقال بوريل الجمعة، خلال مرافقته فون ديرلاين في كييف: "أكيد أننا سنطرح على الطاولة (مبلغ) 500 مليون (يورو) آخر لمواصلة دعمكم. نحن مستعدون لتخصيص هذه الموارد حسب طلباتكم".
وتابع "هذا واضح بالنسبة لنا من وجهة نظر عسكرية، علينا توفير نوع الأسلحة التي تحتاجون إليها لمواصلة القتال".
وقال السبت "العقوبات مهمة، لكنها لن تحل المشكلة في دونباس. ستكون المعركة في دونباس حاسمة بالنسبة لنتائج الحرب".
وكان الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي أعلنت أن القوات الروسية قد انسحبت من جميع أنحاء كييف لإعادة جمع صفوفها وشن هجوم كبير، في محاولة للاستيلاء على منطقة دونباس بأكملها.
وتخضع أجزاء من تلك المنطقة الأقرب لروسيا منذ 2014 لسيطرة انفصاليين موالين للكرملين تسلّحهم موسكو.
والهدف الاستراتيجي المتصور لروسيا هو إنشاء "جسر بري" يمتد من حدودها عبر جنوب شرق أوكرانيا، ليصل إلى شبه جزيرة القرم التي احتلتها روسيا ثم ضمتها إليها قبل سبع سنوات.
ولمواجهة ذلك، تحتاج أوكرانيا إلى أسلحة ذات مدى أبعد من المدى التي تستطيع أسلحتها الوصول إليه، بهدف الهجوم على السفن والطائرات الحربية الروسية.
وأعلنت سلوفاكيا، الجمعة، أنها زودت كييف بنظام دفاع روسي مضاد للطائرات من طراز إس-300.
وقال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، خلال زيارة لكييف السبت، إن دولته ستزوّد أوكرانيا بأنظمة صواريخ جديدة مضادة للسفن بالإضافة إلى 120 آلية مدرعة.
ومن المقرر أن يلتقي وزراء الاتحاد الأوروبي في لوكسمبورغ غداً المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان، الذي فتح تحقيقات في جرائم حرب محتملة في أوكرانيا.
(فرانس برس)