استمع إلى الملخص
- يأتي تعيين بيرغر في إطار مبادرة "اللا ورقة" لإنشاء مناطق آمنة في سورية لإعادة اللاجئين، بدعم من إيطاليا، مع محاولة إقناع دول أوروبية أخرى بالانضمام رغم المعارضة الفرنسية.
- بدأ بيرغر مسيرته في المؤسسات الأوروبية عام 1997، حيث شغل مناصب متعددة تتعلق بالشرق الأوسط، منها مدير وحدة إدارة الأزمات وممثل الاتحاد الأوروبي في عدة دول.
كشفت صحيفة إل فوليو الإيطالية أن ممثل السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل عيّن السفير النمساوي كريستيان بيرغر مبعوثاً خاصاً جديداً للاتحاد الأوروبي إلى سورية. وأوضحت الصحيفة، في تقرير نشرته اليوم الجمعة تحت عنوان "إيطاليا تقنع الاتحاد الأوروبي بتعيين مبعوث خاص في سورية"، أن بيرغر الذي شغل منصب سفير الاتحاد الأوروبي في تركيا، وفي مصر التي يستعد لمغادرتها بعد انتهاء فترة عمله فيها، والتي استمرت أربع سنوات، صاحب خبرة طويلة في الشأن السوري.
واعتبرت الصحيفة أن قرار الاتحاد الأوروبي تعيين مبعوث خاص إلى سورية جاء "ثمرة للعمل الدبلوماسي الإيطالي في بروكسل، انطلاقاً من أن بلادنا هي محور "مناورة" تطبيع العلاقات مع بشار الأسد، وقد اتُخذت في بروكسل خطوة أخرى مهمة في هذا الاتجاه". وأشارت إلى الاجتماع الذي عقده ممثلو بعض الدول الأوروبية لمناقشة مبادرة "اللا ورقة" المقدمة من قبل مفوضية الاتحاد الأوروبي، والتي تهدف إلى "تصحيح معاييرنا العملياتية حتى نتمكن من التحرك في الظروف الحالية"، كما تقول الوثيقة التي نقلتها حصريا صحيفة فايننشال تايمز.
ونقلت الصحيفة عن مصدر مطلع على الملف قوله إن "الهدف من هذه المبادرة هو إنشاء مناطق آمنة في سورية، حيث يمكن إعادة اللاجئين إلى وطنهم فقط على أساس طوعي وعلى أي حال تحت رعاية المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، التي أكدت على (العمل الجيد) الذي نفذه الأسد حتى الآن في الترحيب بعودة الفارين من الحرب في لبنان، بمن في ذلك العديد من السوريين ممن هم في سن التجنيد ويعتبرون منشقين عن النظام". ولفتت إلى أن أجهزة الاستخبارات السورية التزمت، وفقاً للعديد من المنظمات غير الحكومية، بـ"موقف يمكن انتقاده بدرجة أقل كثيراً مما ترى بعض الدول الأوروبية، لكن الاتجاه باتت معالمه واضحة الآن"، وفق تعبيرها.
والحقيقة أن الخط الإيطالي - الذي يتضمن دعم النظام لتوفير فرص عمل وتقديم المساعدة لمن يقرر العودة إلى سورية - يشق طريقه الآن حتى بين الدول التي كانت في وقت ما الأكثر معارضة، وفقاً للصحيفة الإيطالية. وأشارت إلى أن هولندا أعلنت الأسبوع الماضي أنها ستعيد أولئك الذين رفضت طلبات لجوئهم إلى سورية، كما تتجه ألمانيا أيضا إلى مواقف أكثر انفتاحاً، بعد أن أعلن المستشار أولاف شولتز في يونيو/حزيران عن رغبته في ترحيل المهاجرين المدانين بالإرهاب إلى سورية وأفغانستان.
وأضافت الصحيفة الإيطالية أن إيطاليا تأمل في إقناع الألمان بالاصطفاف إلى جوارها من أجل تشكيل قوة أكبر في مواجهة الفرنسيين، الذين يقودون بدلاً من ذلك جبهة الرافضين للجلوس إلى الطاولة ذاتها مع الأسد للحديث عن المهاجرين. وأوضحت أن من بين الدول المؤيدة هناك أيضا المجر التي أرسلت يوم أمس وزير خارجيتها، بيتر سيارتو، إلى مينسك للمشاركة في المؤتمر الدولي السنوي الثاني حول الأمن الأوراسي- المنافس لمؤتمر ميونخ - الفريد من نوعه بين دول الاتحاد الأوروبي. ومن المرجح أنه أتيحت له الفرصة لمصافحة بسام صباغ، وزير الخارجية السوري، الذي وجهت له الدعوة ليكون من بين المتحدثين في المؤتمر.
وكان وفد الاتحاد الأوروبي في مصر قد نشر يوم 27 أكتوبر/تشرين الأول الماضي على حسابه الخاص بمنصة إكس بياناً قال فيه "نودع هذا الأسبوع سفير الاتحاد الأوروبي كريستيان بيرغر بعد نهاية فترته في مصر والتي استمرت أربع سنوات. من خلال تفانيه في تعزيز علاقات التعاون بين الاتحاد الأوروبي ومصر، نجح بيرغر في تجسيد قيم الاتحاد الأوروبي القائمة على الشراكة والحوار والتفاهم المتبادل".
من هو كريستيان بيرغر؟
قبل قدومه إلى مصر، عمل بيرغر سفيرا ورئيسا لوفد الاتحاد الأوروبي إلى تركيا في الفترة من 2016 إلى 2020، وسفيرا في تركمانستان. وشغل من عام 2011 إلى 2016 منصب مدير/نائب مدير عام إدارة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بهيئة العمل الخارجي الأوروبي في بروكسل. ومن 2008 إلى 2011 كان ممثلا للاتحاد الأوروبي ورئيس وفد الاتحاد الأوروبي في القدس المحتلة.
وشغل في الفترة من 2006 إلى 2008 منصب مدير وحدة إدارة الأزمات وبناء السلام بالمفوضية الأوروبية. كما عمل من 2005 إلى 2006 ممثلا للاتحاد الأوروبي لدى المبعوث الخاص للجنة الرباعية للشرق الأوسط (جيمس ولفنسون)، حيث عمل بشكل رئيسي على اتفاق رفح (معبر الحدود بين مصر وغزة). انضم بيرغر إلى المؤسسات الأوروبية في عام 1997. في البداية كان مسؤولا عن العلاقات مع سورية، ثم مستشارا سياسيا لقضايا الشرق الأوسط. وعمل في مناصب سابقة مع منظمة الأمن والتعاون في أوروبا بفيينا، وقوات مراقبة فض الاشتباك التابعة للأمم المتحدة في سورية (يوندوف)، وغزة والقدس.