علّق الاتحاد الأفريقي، اليوم الإثنين، عضوية بوركينا فاسو رداً على انقلاب 24 يناير/كانون الثاني الذي أطاح بالرئيس روش مارس كريستيان كابوري.
وأعلن "مجلس السلام والأمن" التابع للتكتل المكون من 15 بلداً على "تويتر"، أنه صوّت "لصالح تعليق مشاركة بوركينا فاسو في كافة أنشطة الاتحاد الأفريقي إلى حين إعادة النظام الدستوري في البلاد بشكل فاعل".
وكان قادة المجموعة الاقتصادية لغرب أفريقيا، قد أعلنوا، الجمعة الماضي، في ختام قمة افتراضية، تعليق عضوية بوركينا فاسو على خلفية الانقلاب العسكري الذي أطاح بالرئيس روك مارك كريستيان كابوري. وطالبت المجموعة بالإفراج عنه.
وفي أول خطاب له، عبر الرجل القوي الجديد في البلاد، بول هنري سانداوغو داميبا، عن تفهمه "للشكوك المشروعة" التي أثارها الانقلاب، مؤكداً على أن بوركينا فاسو "ستواصل احترام الالتزامات الدولية لا سيما في ما يتعلق باحترام حقوق الإنسان".
في ختام قمة افتراضية، قرر قادة دول المجموعة الاقتصادية لغرب أفريقيا الجمعة تعليق عضوية بوركينا فاسو من دون فرض عقوبات عليها راهناً على خلفية الانقلاب العسكري الذي شهدته الإثنين.
كما طالبت المجموعة بالإفراج عن الرئيس المخلوع روك مارك كريستيان كابوري الموضوع رهن الإقامة الجبرية وعن مسؤولين آخرين معتقلين.
وفي 3 فبراير/شباط، ستعقد المجموعة قمة جديدة في أكرا بحضور رؤساء دول المنطقة، بحسب مشارك في الاجتماع طلب عدم كشف هويته، لوكالة "فرانس برس".
شكوك مشروعة
وفي أول خطاب له منذ توليه السلطة، قال الرجل القوي الجديد في بوركينا فاسو، بول هنري سانداوغو داميبا مساء الخميس على التلفزيون الوطني إن بلاده بحاجة إلى شركائها "اليوم أكثر من أي وقت مضى".
وأكد أنه يتفهم "الشكوك المشروعة" التي أثارها الانقلاب، مشدداً على أن بوركينا فاسو "ستواصل احترام الالتزامات الدولية لا سيما في ما يتعلق باحترام حقوق الإنسان". كما أكد أن استقلال القضاء "سيكون مضموناً أيضاً".
وتعهد المقدم داميبا "بالعودة إلى الحياة الدستورية الطبيعية". وقال: "عندما تتوافر الشروط" من دون أن يحدد برنامجا زمنيا. وأكد رئيس المجلس العسكري أن "الأمن" هو أولويته على رأس هذا البلد الذي يعاني من هجمات جهادية عنيفة شبه يومية.
وطالب الوزراءَ السابقين بعدم مغادرة بوركينا فاسو من دون إذن. كما وعد النقاباتِ بالتشاور معها وإشراكها في المرحلة الانتقالية. وأكد في خطابه المتلفز أنه يريد ربط جميع "القوى الحية" للأمة بـ"خريطة طريق" بهدف إصلاح بوركينا فاسو.
واختتم دامباري كلمته بشعار معروف لبوركينا فاسو هو شعار الدولة في عهد الرئيس السابق توماس سانكارا "الوطن أو الموت، سننتصر".
وكان هذا الزعيم التقدمي وأيقونة عموم أفريقيا توماس سانكارا، قد قتل في 1987 في انقلاب، دبره مقربون منه، كان بينهم بليز كومباوري الذي تولى السلطة.
وبدأت محاكمة قتلته في أكتوبر/تشرين الأول 2021 ، لكن الانقلاب أدى إلى توقفها وستستأنف الإثنين.
من يعمل معه؟
يبدو أن العديد من المنظمات تميل إلى العمل معه. وقالت جمعية "لننقذ بوركينا فاسو" التي طالبت بشدة باستقالة كابوري: "نحن مهتمون بنجاح هذا الجيش في استقرار البلاد".
وعبرت أحزاب معارضة لكابوري بينها "المؤتمر من أجل الديمقراطية والتقدم" القريب من الرئيس السابق بليز كومباوري الذي طرده الشارع في 2014 بعد 27 عاما في السلطة، عن استعدادها "للنظر في الرؤية التي ستقدم لها" من قبل المجلس العسكري.
ويفترض أن تطرح مسألة مستقبل كابوري قريباً. وقالت مصادر عدة إن الرئيس الذي يخضع لإقامة جبرية يتمتع بصحة جيدة ووضع طبيب بتصرفه.
وأعلن التلفزيون مساء الخميس الماضي، خفض ساعات حظر التجول الذي فرض الإثنين: من الساعة 21:00 (بالتوقيت المحلي وتوقيت غرينتش) إلى الساعة 05:00 ليصبح من منتصف الليل إلى الساعة الرابعة.
(فرانس برس)