طُوي ملف الرهينة الفرنسية في مالي، صوفي بترونان (75 عاماً)، بعد صفقة بدأت الأسبوع الماضي، قضت بإفراج سلطات باماكو عن أكثر من 130 مسلحاً في الأيام الأخيرة، مقابل بترونان والزعيم السابق للمعارضة سومايلا سيسي. ومن شأن هذه الخطوة أن تسمح بمرحلة هدنة، تتمكن خلالها أطراف المرحلة الانتقالية في مالي، من تمريرها بهدوء، بعد إطاحتهم الرئيس إبراهيم بو بكر كيتا في أغسطس/آب الماضي. وعن إطلاق بترونان آخر رهينة فرنسية في الساحل الأفريقي، ذكرت وسائل إعلام فرنسية، أمس الأربعاء، أنه تم الإفراج عن موظفة الإغاثة صوفي بترونان بعد أن اختطفها مسلحون في منطقة غاو شمالي مالي، في 24 ديسمبر/كانون الأول 2016. وأكدت عائلة الرهينة المُحرّرة لقناة "بي أف أم تي في" الإخبارية الفرنسية، الإفراج عن المختطفة وقالت: "يمكننا أن نقول مساء الثلاثاء إنها حرة، حتى لو لم تؤكد السلطات الفرنسية ذلك". وأضافت: "هذه نتيجة معركة سيباستيان (ابن صوفي) لمدة أربع سنوات، لقد بذل كل ما يمكن أن يقدمه الابن، وضحى بوقته في حياته الشخصية والمهنية".
برز دور نجل صوفي سيباستيان في عملية تحرير والدته
وكانت بترونان قد بدت في آخر شريط مصور ظهرت فيه في منتصف يونيو/حزيران 2018 مرهقة فيما وجهها هزيل، وناشدت فيه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للتدخل. أما سومايلا سيسي، الذي حل ثانياً ثلاث مرات في الانتخابات التشريعية المالية، فقد اختطف في 25 مارس/آذار الماضي، أثناء حملته الانتخابية للانتخابات التشريعية في معقله الانتخابي في نيافونكي، في منطقة تمبكتو (شمال غرب).
وذكرت الكاتبة ماريا مالاغارديس في صحيفة "ليبراسيون" أن بترونان فوجئت بخطفها أساساً، كونها انسجمت مع السكان المحليين في غاو، مشيرة إلى أن ابن المختطفة، حاول تسريع عملية الإفراج عن والدته، عبر إحالة قضيتها إلى مفاوض محلي، بعد أن اكتشف تلكؤ الدولة الفرنسية. وعلّل ذلك بنية فرنسا شنّ حرب على المسلحين، من دون الاكتراث بمصير والدته. لكن ماكرون عاد وذكر اسم بترونان في مايو/أيار 2019، في حفل تكريم جنديين فرنسيين سقطا في مالي، وهو ما دفع نجل المختطفة إلى التريث، حتى الإفراج عن والدته.
بدوره، اعتبر بيار كوشيه في صحيفة "لاكروا" أن الإفراج عن بترونان كان ممتازأ، إلا أن هناك 8 رهائن على الأقل لدى المسلحين في مالي. ونقل عن الطبيب الفرنسي، جاك بيجيه، قوله إن "الإمام محمود ديكو، كان جزءاً من المفاوضات التي أدت إلى نهاية سعيدة". واعتبر أن رفع المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إيكواس)، العقوبات عن مالي، أول من أمس الثلاثاء، ساهم في دفع الأمور قدماً. ولا تُعدّ بترونان الرهينة الوحيدة في دول الساحل الأفريقي (السنغال، مالي، موريتانيا، بوركينا فاسو، النيجر)، فقد خُطف أوروبيون كثر وفرنسيون كثر منذ عام 2003 في المنطقة.
ومن بين الرهائن الفرنسيين، بيار كامات، الذي خُطف بين 24 نوفمبر/تشرين الثاني 2009 و23 فبراير/شباط 2010، على يد "القاعدة في المغرب الإسلامي"، وأُفرج عنه بموجب عملية تبادل مع حمادة ولد محمد خيرو، مؤسس "حركة التوحيد والجهاد في غرب أفريقيا". وفي إبريل 2010 خطف "القاعدة في المغرب الإسلامي" الفرنسي ميشال جرمانو، وقُتل في 22 يوليو/تموز من العام عينه، إثر فشل القوات الموريتانية في تحريره.
يبقى هناك نحو 8 رهائن في مالي لدى المسلحين
في 16 سبتمبر 2010، خُطف كل من بيار لوغران، تييري دول، دانيال لارّيب وزوجته فرانسواز، مارك فيريه، على يد تنظيم "القاعدة في المغرب الإسلامي" في النيجر. وفي 24 فبراير 2011، حُرّرت فرانسواز لارّيب، ثم أُفرج عن البقية في 29 أكتوبر/تشرين الأول 2013. في 7 يناير/كانون الثاني 2011، خُطف أنطوان ليوكور وفنسان ديلوري على يد تنظيم "القاعدة في المغرب الإسلامي"، وحين حاولت القوات الفرنسية تحريرهما في اليوم التالي، قُتلا. وخُطف سيرج لازاريفيتش وفيليب فيردون، في نوفمبر 2011 في مالي، وحُرّر الأول في ديسمبر/كانون الأول 2014، فيما أُعدم الثاني. كما خُطف جيلبيرتو رودريغيز ليال في نوفمبر 2012، لكنه توفي في الأسر.
في نوفمبر 2013، خُطف الصحافيان جيسلان دوبون وكلود فيرلون في مالي، وقُتلا فوراً على يد تنظيم "القاعدة في المغرب الإسلامي". وفي 1 مايو/أيار 2019، خُطف السائحان لوران لاسيمويا وباتريك بيك، في بنين، ليصار إلى تحريرهما بعد أيام بعملية عسكرية فرنسية.
(العربي الجديد، فرانس برس)