الأمن المصري يعتقل 43 شاباً بتظاهرات التحرير لنصرة غزة

20 أكتوبر 2023
تم التحفظ على بعض المتظاهرين داخل إحدى الشركات السياحية بميدان التحرير (فيسبوك)
+ الخط -

ألقت قوات الأمن المصرية، عصر الجمعة، القبض على 43 شاباً في ميدان التحرير، وذلك على خلفية التظاهرات التي اندلعت دعماً لقضية فلسطين ونصرة قطاع غزة في مواجهة عدوان الاحتلال الإسرائيلي الممنهج ضد الشعب الفلسطيني الذي أسفر عن أكثر من 4 آلاف شهيد حتى الآن. 

وقال المحامي الحقوقي خالد علي، المرشح الرئاسي السابق، في تصريحات لـ"العربي الجديد"، إنهم فوجئوا بشن قوات الأمن المصرية هجوما على التظاهرات والمسيرات في ميدان التحرير رغم عدم تطرق التظاهرات لأي أمور سياسية داخلية بالشأن المصري، واقتصار التظاهرات على نصر القضية الفلسطينية فقط، والتنديد بعدوان الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة.

وأضاف أن عدد من تم القبض عليهم وصل إلى 43 شاباً، مشيراً إلى أن بعضهم نقل إلى قسم الشرطة، والبعض الآخر متحفظ عليه داخل إحدى الشركات السياحية في ميدان التحرير.

وتابع المحامي الحقوقي أنه تواصل مع السلطات الأمنية المختصة لمعرفة سبب القبض على الشباب، فأُخطر بأنهم يتظاهرون بدون الحصول على تصريح أمني، وأن التصريحات الأمنية الصادرة بالتظاهر في عدد من الميادين والأماكن ليس من بينها ميدان التحرير.

وأضاف علي أنه يتواصل مع آخرين من السياسيين والحقوقيين ومع قيادات أمنية بارزة في محاولة منهم لإخلاء سبيل الشباب المقبوض عليهم، قبل إحالتهم إلى النيابة العامة وتحويل الأمر إلى قضية.

تقارير عربية
التحديثات الحية

قوات الأمن المصرية تفض تظاهرات التحرير

فضت قوات الأمن المصرية تظاهرة حاشدة بميدان التحرير وسط العاصمة القاهرة، بعد نجاح آلاف المتظاهرين المنددين بالعدوان الإسرائيلي على الفلسطينيين في اقتحام الميدان، قادمين من عدة مناطق بالقاهرة أبرزها محيط الجامع الأزهر ومنطقة طلعت حرب، وميدان عابدين التي عاد إليها المتظاهرون مجدداً بعد فض التظاهرة، ولا تزال عمليات الكر والفر جارية، وسط حضور لافت للبلطجية في مواجهة المتظاهرين.

وحاولت قوات الأمن في البداية منع المتظاهرين من دخول الميدان، بيد أن كثافة الأعداد واندفاعها أجبرت قوات الأمن على التنحي، فيما سجد المتظاهرون شكراً واشتياقا على الأرض فور الدخول للميدان الذي طالما شهد تظاهرات ضد السلطة، وكانت الاعتصامات فيه سبباً في إسقاط نظام الرئيس المخلوع الراحل، حسني مبارك.

وفي الميدان، هتف آخرون بهتافات للقضية الفلسطينية وثورة يناير/كانون الثاني 2011، وهي هتافات وصفها متظاهرون بأنها غير مجدولة، كما هو الحال في تظاهرات حزب "مستقبل وطن" التي نظمها في منطقة المنصة شرق القاهرة وفي عدة ميادين بالمحافظات المختلفة، وحاول فيها الحزب خلط التأييد لقضية فلسطين، بتأييد الرئيس عبدالفتاح السيسي، ومنحه تفويضا جديداً، شبيها بالذي حصل عليه في 2013، ومضى بموجبه في طريقه لمنصبه الحالي رئيساً لمصر، وهو يحاول تجديد رئاسته لفترة ثالثة، وسط أزمات سياسية واقتصادية عصية.

 وحمل متظاهرو التحرير لافتات تقول: "لن نبلع طعم التفويض"، خشية من صاحبها بأن يصورها الإعلام الرسمي بأنها تفويض للرئيس، وسط ترديد التكبيرات وهتافات: "دي مظاهرة بجد مش تفويض لحد"، و"تفويض إيه ياعم..فلسطين أهم"، و"مش هنمشي"، في إطار المطالبة بالاعتصام بالميدان، في مواجهة محاولات من قيادات أمنية بإقناع المتظاهرين بالمغادرة. 

بالمقابل نجح حزب مستقبل وطن في أخذ "لقطة" جهز لها من يوم أمس، بإعداد سرادقات بمختلف الميادين محاطة بصور السيسي ولافتات تدعو للوقوف وراء السلطة في موقفها من قضية فلسطين رفضاً لتهجير الفلسطينيين إلى سيناء.

ورغم ذلك، شهدت التظاهرات سجالات بين المتظاهرين الذين رفض بعضهم حمل صورة السيسي لأنهم جاؤوا "لفلسطين وليس له (السيسي)"، ورغم الهتافات المعدة مسبقاً والتي قادها منظمو التظاهرة من منتسبي الحزب بأزيائهم الموحدة، اشتعلت خلال التظاهرات هتافات "غزة غزة رمز العزة"، "بالروح بالدم نفديك يا فلسطين"، و"أرض سيناء مش للبيع"، "حق غزة مش هيضيع"، "بص شمال وبص يمين كلنا فدا فلسطين". 

في المقابل، جاءت هتافات المنظمين لتعكس مضمون اللافتات المنتشرة والمثبتة من يوم أمس وتقول إن "المتظاهرين يدعمون فلسطين والجمهورية الجديدة، ويقفون خلف القيادة السياسية والسيسي زعيم الأمة العربية".

ولوحظ اختفاء الوجبات، والتي كانت ظاهرة في التظاهرات السابقة المؤيدة للسلطة سابقأً، فيما علق متظاهرون بسخرية بأن "المنظمين يدركون أن المتظاهرين مختلفون هذه المرة، وقادمون بحب حقيقي، ولو كان منظما من قبل الحزب"، وخرج بعض هؤلاء عن النص بحرق علم إسرائيل.

كما لوحظ أن هناك تجمعات من اتحادات عمالية وطلابية، ونقابات، فيما ارتدى المنظمون زيا موحداً أصفر وأخضر في أطراف الميادين، بينما انتشر أفراد أمن بزي مدني وسط المتظاهرين "تحسباً لاندساس عناصر مثيرة"، فيما يبدو.

وجرى نقل مشاركين في التظاهرات للمنصة وبعض الميادين بالمحافظات بحافلات تابعة لوزارات وجهات رسمية، مع توزيع أزياء مكتوب عليها تحيا مصر وفلسطين، ولافتات ملونة ومكتوب عليها "إحنا معاك للآخر ياريس". 

وسخر أحد المتظاهرين بتظاهرة في ميدان الحصري بالجيزة من طريقة حزب مستقبل وطن بالقول إنه "يحاول استثمار حدث إنساني وقومي نبيل، لغاية نفعية سياسية صغيرة وهي دعم السيسي في أزمته السياسية، تماما كما فعل اليهودي الذي أراد استثمار مساحة في نعي ابنه فكتب 'كوهين ينعى ولده ويصلح ساعات'".

ويذكر متظاهر سبعيني أن نفس هذه المشاهد مرت به وهو شاب، "أيام الاتحاد الاشتراكي في الستينيات، حينما كان يتم استدعاء الجماهير لقضية ما، تخدم السلطة في الأساس، لكن الجماهير تكون فاقدة للحماس، غير أن الجماهير متحمسة بالفعل في الاتجاه الصحيح هذه المرة".

متظاهر آخر قال لـ"العربي الجديد" إنها "تشبه بالأحرى يوم التفويض في 30 يونيو/حزيران 2013، حيث جرى تشغيل مكبرات صوت بأغان وطنية، غير أن "المشاركين فيها مؤمنون بالفعل بالقضية".

وشهدت مختلف التظاهرات تأدية صلاة الغائب على الشهداء، عقب صلاة الجمعة في مساجد عدة. 

المساهمون