قمعت أجهزة الأمن الفلسطينية، ظهر اليوم الخميس، جنازة تشييع قائد كتيبة "مخيم عين بيت الماء" الشهيد أمير أحمد محمد خليفة (25 عاماً)، بعد ساعات من استشهاده برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي، وأطلقت الرصاص الحي في الهواء، واعترضت عبر المصفحات العسكرية وصول المشيعين إلى وسط مدينة نابلس، شمالي الضفة الغربية.
وضمن أجواء من التوتر الشديد، وإغلاق الشوارع المؤدية إلى مدينة نابلس، جرى تشييع الشهيد خليفة إلى مثواه الأخير في مقبرة مخيم العين غرب نابلس، لتندلع بعدها اشتباكات مسلحة بين المقاومين في المخيم، وأجهزة أمن السلطة التي لاحقت المسيرة حتى مدخل المخيم.
وقال شقيق الشهيد، خالد خليفة، لـ"العربي الجديد": "لا أفهم ما هو منطق السلطة، لقد منعوا جنازة أخي من الوصول إلى وسط مدينة نابلس، كما هي العادة مع كل الشهداء في المحافظة"، مضيفاً: "لقد حاصروا المشيعين بعد خروجهم من المستشفى، وأطلقوا الرصاص، ما أدى إلى تفرقهم، وبعدها عاد المشيعون للتجمع، والانطلاق مجدداً بالجثمان، لكن السيارات العسكرية المصفحة للسلطة حاصرت كل مداخل وسط مدينة نابلس، وأجبرت المشيعين على التوجه باتجاه واحد نحو مخيم بيت عين الماء (مخيم العين)".
وقال خليفة: "لقد استشهد أخي مشتبكاً مع الاحتلال الساعة الثالثة من فجر اليوم، قرب قرية زواتا، حين كان عناصر الأمن في بيوتهم نائمين، أو في مكاتبهم، واليوم تمنع السلطة تشييعه بجنازة تليق بشهيد مشتبك مثله".
وأكد خليفة لـ"العربي الجديد" أن شقيقه هو قائد كتيبة "مخيم العين"، وأن الكتيبة لا تنتمي لأي فصيل فلسطيني، وأن رفاقه في الكتيبة شاركوا في تشييعه وهم مسلحون، الأمر الذي لم يعجب السلطة إطلاقاً، لذلك هاجمت التشييع".
ولفت إلى أن "جيش الاحتلال يدخل مدينة نابلس ومخيماتها وقراها كل يوم، ولم نرَ أي عملية تصدٍّ لهم من قبل عناصر أمن السلطة، لكنهم تصدوا للمشيعين ورفاق سلاح الشهيد، رغم أن شباب كتيبة "مخيم العين" أخذوا على أنفسهم عهداً بأن سلاحهم يوجه فقط للاحتلال الإسرائيلي".
وقال خليفة: "أخي مطارد للاحتلال منذ نحو عامين، ووصيته كانت ألا يُتبنى من أي فصيل فلسطيني، وأن يُشيّع من رفاقه في الكتيبة".
ووفق شقيقه، فقد اشترى أمير سلاحه الشخصي "كارلو" والرصاص من عمله اليومي عاملَ مياومة في أكثر من مكان.
بدوره، قال رئيس تجمع الشخصيات المستقلة في الضفة الغربية، وعضو لجنة الحريات العامة خليل عساف، لـ"العربي الجديد": "من الواضح أن هناك أوامر عسكرية بعدم وجود مسلحين ومظاهر مسلحة خلال تشييع جنازات الشهداء، لأن عناصر الأمن لا يتصرفون من دون أوامر عليا".
وتابع: "كان من المعلوم للسلطة وقت خروج جنازة الشهيد، وخط سيرها، وهو ذات البرتوكول لتشييع جميع الشهداء من المستشفى إلى وسط مدينة نابلس (دوار الشهداء)، ومن ثم يتم الانطلاق بالشهيد إلى مسقط رأسه، سواء في المدينة، أو المخيم، أو القرية".
ولفت إلى أنه " كان هناك وجود أمني مكثف لعناصر ومركبات أمن السلطة، والسؤال الذي يطرح نفسه، إذا كان هناك قرار جديد بعدم وجود مسلحين في تشييع جنازات الشهداء، رغم أن مشاركتهم أصبحت عرفاً لا ينكره أحد، لماذا لا يخرج هذا القرار إلى العلن، ويعلن عنه الأمن أو المستوى السياسي؟".
واستشهد أمير خليفة (25 عاماً)، فجر اليوم، في اشتباك مع قوات الاحتلال التي اقتحمت قرية زواتا غرب نابلس، حيث أطلق أمير عليهم النار من سلاح "كارلو" المصنع محلياً، فردوا عليه بإطلاق وابل من الرصاص أصاب رأسه وظهره، وأدى لاستشهاده على الفور.
ووفق وزارة الصحة الفلسطينية، فإن خليفة استشهد بعد إصابته برصاصتين في الرأس والظهر، أطلقهما عليه جنود الاحتلال الإسرائيلي خلال عدوانهم على بلدة زواتا غرب نابلس.
وباستشهاد الشاب خليفة، يرتفع عدد الشهداء الفلسطينيين منذ مطلع العام الجاري حتى اليوم إلى 220 شهيداً.