الأمن العراقي يكشف تورط ضباط مع شبكات تهريب النفط في البصرة

30 ديسمبر 2022
غالبية عمليات تهريب نفط العراق تجري عبر إيران (أحمد الربيعي/فرانس برس)
+ الخط -

كشفت السلطات الأمنية العراقية، اليوم الجمعة، مجريات التحقيق مع شبكة تهريب النفط في البصرة، والتي أطيح بها مطلع الشهر الفائت، مؤكدة أن الشبكة تضم نحو 50 شخصاً بينهم ضباط كبار.

وكان رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، قد أعلن بعد أيام من تشكيل حكومته، تفكيك أكبر شبكة لتهريب النفط في محافظة البصرة جنوبي البلاد، بينما كشف جهاز أمني أنّ الشبكة تضم ضباطاً وموظفين كباراً.

ووفقاً لبيان لجهاز الأمن الوطني، صدر اليوم الجمعة، فإنّ "مهمة الضباط المتورطين والمهربين في ملف تهريب النفط الخام في البصرة هي تسهيل وحماية حركة الصهاريج وإصدار البرقيات الرسمية بالحركة"، مبيّناً أنّ "كمية الأموال المتحصلة يومياً من تهريب النفط وللخرق الواحد تقدر بـ490 مليون دينار عراقي (نحو 260 ألف دولار)، تقسم على أفراد الشبكة".

وأكد أنّ "عدد المتهمين بقضية تهريب النفط الخام في البصرة بلغوا 49 شخصاً ما بين ضابط ومنتسب ومهرب"، مشيراً إلى أنّ "عملية السرقة للخرق (خرق أنبوب النفط) تستمر لمدة شهر واحد، ثم تقوم ذات القوة المكلفة بالحماية والمتورطة بالسرقة بالإبلاغ عن الخرق، ثم فتح خرق آخر في مكان جديد".

وأشار إلى أن "عملية تهريب النفط الخام تجري ليلاً فقط، ويهرب يومياً من 20-30 صهريجاً، وتحوي حمولة الصهريج الواحد من 36 ألف لتر إلى 44 ألف لتر".

وأعلنت السلطات العراقية، في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، إحباط عمليات عدة لسرقة النفط في محافظة البصرة أقصى جنوبي العراق، وضبط مواقع وعجلات تستخدم للمتاجرة، وتدوير المشتقات النفطية بصورة غير رسمية في مناطق متفرقة من البلاد.

وغالباً ما تجري عمليات التهريب النفطي من العراق، عبر إحداث ثقوب في الأنابيب الوطنية الناقلة، وربط أنابيب أو خراطيم بنواظم سيطرة عليها لسحب كميات من النفط لغرض تهريبها.

من جهته، أعلن ضابط في قيادة عمليات البصرة، أن القوات الأمنية تنفذ خطة انتشار واسعة لمنع عمليات التهريب، مبيناً لـ"العربي الجديد"، أن "القوات ووفقاً للخطة الموضوعة، تنفذ كمائن وحواجز تفتيش مباغتة في الطرق غير الرسمية التي تنفذ عبرها عمليات التهريب".

وأكد الضابط، مشترطاً عدم ذكر اسمه، أنّ "غالبية عمليات التهريب تجري عبر إيران، وأن أغلب شبكات التهريب مرتبطة بجهات متنفذة من أحزاب وجماعات مسلحة".

وسبق أن أعلنت القوات الأمنية العراقية، في الأشهر السابقة، عن إحباط عدد من عمليات تهريب النفط، والقبض على المتورطين بها، إلا أنها لم تكشف عن الجهات التي تقف وراءها، كما لم تكشف مجريات التحقيق مع المعتقلين، أو الأحكام التي قد تصدر بحقهم.

ومع نجاح القوات الأمنية، بإحباط عدد من عمليات التهريب، والقبض على المتورطين بها، إلا أنها لم تكشف عن الجهات التي تقف وراءها، كما لم تكشف مجريات التحقيق مع المعتقلين، أو الأحكام التي قد تصدر بحقهم.

المساهمون