الأمم المتحدة: وقف إطلاق النار في أوكرانيا ليس ضمن أولويات روسيا

19 ابريل 2022
زار غريفيث أوكرانيا وجال في بعض المناطق التي شهدت معارك عنيفة ومجازر جماعية (Getty)
+ الخط -

قال مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، مارتن غريفيث، لـ"العربي الجديد"، "إن وقف إطلاق النار ليس في قمة سلم أولويات الروس في الوقت الحالي".

وجاءت تصريحات المسؤول الأممي خلال مؤتمر صحافي عقده في مقر الأمم المتحدة في نيويورك، للحديث عن الوضع الإنساني في أوكرانيا وزيارته لعدد من العواصم من بينها موسكو وكييف.

وأضاف غريفيث، أن "التفاوض حول وقف إطلاق النار، حتى لو كان محلياً (على صعيد مناطق بعينها) هو أمر صعب، ولم يكن لدي أو لدى الأمين العام للأمم المتحدة أي أوهام بأنه سيكون هناك اختراق فوري في هذا الشأن. ولكن ما أردته هو التوضيح للطرفين بشأن ماهية تصوراتنا حول وقف إطلاق النار وكيفية مراقبته، ومدى استعدادنا (كأمم متحدة) للمضي قدماً حالما تسنح فرصة من هذا القبيل". وتابع: "ربما سنرى انفراجة ما عندما نقترب من احتفالات عيد الفصح (الأرثوذكسية) في الأسبوع المقبل. ولكن آمل أننا سنكون على أهبة الاستعداد لانتهاز أي فرصة ممكنة تسمح لنا بوقف القتال في أي مكان أو وقت".

وشرح غريفيث أنه يعمل على جمع الطرفين معاً بشكل مباشر لمباحثات حول المجال الإنساني، مما سيعني تعاوناً أفضل للوقوف على الأسباب الكامنة وراء التحديات في عدد من المجالات، من بينها على سبيل المثال الممرات الإنسانية.

وحول وجود أكثر من 800 ألف أوكراني عادوا إلى بلادهم في الأسابيع الأخيرة والتحديات التي تواجه الأمم المتحدة في سياق تقديم المساعدات الإنسانية لهم داخل أوكرانيا ومعنى عودتهم؛ قال غريفيث: "يشكّل لنا ذلك نوعاً من التحدي؛ لأنه يظهر تقلّب الوضع بشكل دائم في ما يخص التخطيط وتقديم المساعدات الإنسانية. حالياً يوجد لدينا قرابة 1.300 عامل في المجال الإنساني، وهم في الشرق والغرب، والآن يجب عليهم أن يتكيفوا مجدداً للتعامل مع الأماكن الجديدة التي ربما من الممكن العودة إليها".

ثم لفت الانتباه إلى أن أماكن كثيرة تحتاج إلى إعادة إعمار وترميم بسرعة. كما أن هناك حاجة لأماكن إقامة مؤقتة، بسبب تدمير البنايات، إلى أن يتم إصلاحها". وأشار إلى أن العودة إلى الأماكن التي انسحب منها الروس ليست بالضرورة آمنة بسبب المخلفات العسكرية.

ثم نوّه بتصريحات الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، لقناة "سي أن أن"، والتي ناشد فيها الأوكرانيين الذين فروا من البلاد عدم العودة في الوقت الحالي إلى "أن يكون الوضع آمناً ونكون مستعدين لهم". وأكد أن ذلك يشكل تحدياً كبيراً لمنظمات المساعدات الإنسانية، كما للحكومة الأوكرانية، حيث يوجد حالياً أكثر من ستة ملايين شخص نزحوا داخلياً. وقال إن الأمم المتحدة تعمل حالياً على تقديم المساعدات بشكل نقدي. وذكر أن الحكومة الأوكرانية طلبت تنسيق تلك المجهودات.

وحول زيارته لروسيا وأوكرانيا قال: "كان هدفنا من خلالها أن يدرك الجانبان الروسي والأوكراني رغبتنا بوقف إطلاق النار لأسباب إنسانية، ومن المفضل طبعاً التوصل لوقف إطلاق نار يغطي جميع البلاد. ولكن إذا لم (توافق الأطراف) فإننا نريد أن نحاول الحصول على وقف لإطلاق النار لوقت محدد وأماكن بعينها". كما تحدّث عما أسماه تحسين "نظام الإخطار الإنساني"، والمقصود به ممرات آمنة للناس وقافلات المساعدات في أوكرانيا.

وأثنى غريفيث على الدور الذي تلعبه تركيا، وعبّر عن أمله أن يكون لها دور إضافي، يشمل استضافة مجموعة للتنسيق حول الوضع الإنساني (بين الأوكرانيين والروس) بالتعاون مع الأمم المتحدة، وأكد أن الجانب الأوكراني وافق من الناحية المبدئية على ذلك، وأنه ينتظر الرد الروسي. وكشف أنه توجه بطلب للجانبين الأوكراني والروسي لتشكيل "مجموعة اتصال" لعقد لقاءات دورية بشكل شخصي أو افتراضي، بين الجانبين برعاية الأمم المتحدة، من أجل نقاش أمور تتعلق بالوضع الإنساني وتقديم المساعدات، ومن بينها مراقبة وقف إطلاق النار (إذا تم الاتفاق عليه)، وممرات آمنة، وأولويات أخرى إنسانية.

كما تحدث عن زيارته لأوكرانيا، وتجواله في بعض المناطق التي شهدت معارك شديدة، بما فيها بوتشا وإربين. وأشار إلى مقابر جماعية حفرها السكان لجمع الجثث. ولفت الانتباه إلى أنه يتم النظر فيها حالياً من قبل الخبراء لتحديد ما إذا كانت قد ارتكبت جرائم حرب. وأكد أنه ينوي العودة إلى روسيا للقاء عدد من المسؤولين هناك، بعد زيارته لتركيا خلال الأيام القادمة.