الأمم المتحدة تعبر عن قلقها إزاء الضربات الإسرائيلية على سورية

28 نوفمبر 2023
تعالت أصوات القلق بعد غارات إسرائيلية على مناطق عدة في سورية (Getty)
+ الخط -

ألقت نائبة المبعوث الخاص للأمم المتحدة في سورية، نجاة رشدي، اليوم الثلاثاء، الضوء على التصعيد المتزايد في منطقة الشرق الأوسط خلال اجتماع مجلس الأمن الدولي في نيويورك. حيث تعالت أصوات القلق بعد غارات إسرائيلية على مناطق عدة في سورية، مما أدى إلى تعليق الخدمات الإنسانية التي تديرها الأمم المتحدة من مطار دمشق، وشددت رشدي على أن استهداف البنية التحتية المدنية يعتبر مخالفاً للقانون الدولي.

جاء ذلك بعد غارات جوية شنّتها إسرائيل على مواقع في جميع أنحاء سورية، منها القنيطرة ودرعا ودمشق والسويداء وحمص، مع الإبلاغ عن قصف مدفعي إسرائيلي على جنوب سورية. وأشارت إلى أن تلك الغارات تزامنت "مع تقارير عن إطلاق صواريخ وقذائف من جنوب سورية فوق الجولان السوري المحتل باتجاه إسرائيل".

كما ألقت الضوء على التصعيد المستمر الذي يشهده الصراع في سورية، بما في ذلك الغارات الجوية والمدفعية من قبل مختلف الأطراف الدولية والمحلية، بما فيها النظام والولايات المتحدة وتركيا وأطراف من المعارضة ومنظمات إرهابية، مما يزيد من معاناة السكان المدنيين ويؤدي إلى تدهور الوضع الإنساني.

ونقلت رشدي تحذيراتها إلى المجلس الدولي بشأن التطورات الأخيرة التي تشهدها سورية، حيث لا تزال الأوضاع المأساوية تتفاقم، وسط تزايد الاحتياجات الإنسانية والصراعات المستمرة في المنطقة.

كما شددت على أربع رسائل كان مبعوث الأمين العام الخاص لسورية غير بيدرسون قد أكد عليها، ومن ضمنها "الحاجة إلى وقف التصعيد داخل سوريا، ووقف إطلاق النار على الصعيد الوطني، واتباع نهج تعاوني لمواجهة الجماعات الإرهابية المدرجة على قائمة مجلس الأمن، بما يتماشى مع القانون الدولي". وأشارت إلى ضرورة العودة للتركيز "على العملية السياسية المهملة".

وفي سياق الأزمة الإنسانية في سورية، أكدت مديرة العمليات والدعم في مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية، إيديم وسورنو، على الوضع الصعب الذي يواجهه النازحون وخاصة النساء والفتيات. وأوضحت أن نسبة 80% من الموجودين في مخيمات النزوح والمواقع غير الرسمية من النساء والفتيات، مع تفاقم الأوضاع بشكل خاص.

وفي سياق الأسر التي تكلّف النساء بمسؤولية تأمين احتياجاتها، أشارت وسورنو إلى أن 92% من هذه الأسر غير قادرة بشكل كامل على تلبية احتياجاتها الأساسية. وأكدت على وجود 5.7 ملايين شخص في سورية يحتاجون إلى مساعدات حرجة خلال أشهر الشتاء الباردة، مع تفاقم الوضع بسبب نقص المأوى، وعدم توفر التدفئة الملائمة، وندرة الملابس والأدوات المنزلية.

وأوضحت أن هناك عجزاً يصل إلى 70% في التمويل اللازم لتقديم الدعم الحيوي للمتضررين. وركزت على أن مستويات التمويل المنخفضة بنسبة 33% فقط من الميزانية الكلية لخطة المساعدات الإنسانية لسورية للعام الحالي تعد غير مسبوقة في مواجهة أزمة إنسانية بهذا الحجم. وأعربت عن قلقها البالغ إزاء تأثير هذا النقص في التمويل على قدرة الجهات المانحة على تلبية احتياجات الملايين في جميع أنحاء سورية، وذلك في ظل انعدام المساعدة الغذائية لملايين الأشخاص، وتدهور الرعاية الصحية للنساء الحوامل، وعدم تلقي مئات الآلاف من الأطفال الرضع لقاحاتهم الروتينية.