الأزمة السياسية العراقية: العامري يعلن قبوله بمبادرة التهدئة

03 اغسطس 2022
قالت وسائل إعلامية محلية إن الإطار كلف العامري بالتفاوض مع الصدر (فرانس برس)
+ الخط -

تشهد العاصمة العراقية بغداد منذ صباح اليوم الأربعاء، سلسلة من اللقاءات السياسية المكثفة هي الأولى من نوعها منذ عدة أسابيع، كان أبرزها لقاءات رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي مع الرئيس العراقي برهم صالح، وزعيم تحالف "الفتح"، هادي العامري.

وأكدت معلومات متقاطعة على وجود اتفاق واسع داخل تحالف "الإطار التنسيقي"، الذي يضم القوى الحليفة لإيران حول تكليف العامري في إدارة التفاوض والحوارات مع باقي القوى الأخرى، في خطوة يُفهم منها أنها تنحية نوري المالكي من صدارة التحالف ضمن مساعي تخفيف التوتر الحالي مع مقتدى الصدر.

وعقب اجتماع استمر أكثر من ساعة بين رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي وهادي العامري، أصدر الأخير بيانا أعلن فيه تأييده لمبادرة الكاظمي لإجراء حوار شامل هدفه الخروج من الأزمة السياسية، مجدداً دعوته إلى التهدئة وضبط النفس.

وأضاف العامري في بيانه: "نؤكد أنه لا حل للأزمة الحالية إلا عبر تهدئة التشنجات، وضبط النفس، والجلوس إلى طاولة الحوار البناء الجاد، لذلك نؤيد ما جاء في بيان الكاظمي الذي دعا فيه إلى حوار وطني شامل".

وقال "نشد على أيدي كل الخيرين الساعين للوصول إلى مخرج لهذه الأزمة يرضي كل الأطراف".

وفي وقت سابق من اليوم الأربعاء تداولت وسائل إعلام عراقية مقربة من "الإطار التنسيقي"، معلومات بشأن تخويل قادة التحالف لزعيم تحالف "الفتح"، هادي العامري بالتفاوض مع زعيم "التيار الصدري" مقتدى الصدر للخروج من الأزمة السياسية الراهنة التي يعيشها العراق.

وبحسب المصادر، فإن "قادة الإطار خولوا العامري بالتفاوض مع الصدر والموافقة على أي قرار يتخذه الأول".

ومن المقرر أن يعقد قادة "الإطار التنسيقي"، اجتماعا، مساء اليوم الأربعاء، في بغداد، فيما أكدت مصادر سياسية لـ"العربي الجديد"، أن هناك انقساما غير بسيط بين قادة التحالف حيال الأزمة السياسية الراهنة.

وقال نائب في البرلمان لـ"العربي الجديد": "ليس جميع التحالف يريد تقديم تنازلات تهدئة، كما أن هناك من يعتبر أن أي تنازل سيعتبر بمثابة تقليد عند الصدر في أي أزمة، إذ سيقوم بإنزال أنصاره للشارع لإرغام الآخرين على ما يريد"، مشيرًا إلى أن اجتماع اليوم سيناقش ملفات كثيرة لكنها بالمجمل تدور حول الأزمة.

لقاءات لحلحلة الأزمة

وعقد الكاظمي اليوم الأربعاء، لقاء مع الرئيس العراقي برهم صالح، وقال الأخير في بيان، إن اللقاء بحث "الأوضاع العامة في البلد والتطورات السياسية الأخيرة، حيث تم التأكيد على أهمية ضمان الأمن والاستقرار، والتزام التهدئة والاستناد إلى حوار حريص ومسؤول يبحث الأزمة ويضع خارطة طريق واضحة وحلولاً تحمي المصلحة الوطنية العليا وتُطمئن المواطنين وتُحقق مصالحهم وتطلعاتهم".

بالمقابل، عقدت السفيرة الأميركية في بغداد، آلينا رومانوسكي، اليوم الأربعاء، اجتماعا مع رئيس مجلس القضاء فائق زيدان، إضافة إلى مستشار الأمن القومي قاسم الأعرجي، جرى بحسب بيانين عراقيين منفصلين بحث الأوضاع السياسية والأمنية ودعم القضاء.

بعثة الأمم المتحدة ترحب بدعوات الحوار الوطني وتدعو لإيجاد حلول عاجلة

كما عقدت ممثلة الأمين العام للأمم المتحدة في العراق جينين هينيس بلاسخارت، اجتماعا اليوم الأربعاء مع الرئيس العراقي برهم صالح، وذكر بيان للرئاسة العراقية أن الأخير بحث مع الممثلة الأممية "التطورات السياسية، وسبل الخروج من الأزمة الراهنة وضمان الأمن والاستقرار في البلد، وتأمين الحوار والتلاقي بين الجميع لإيجاد حلول ناجعة تُحقق تطلعات المواطنين".

وعقب اللقاء أصدرت بعثة الأمم المتحدة في بغداد، اليوم الأربعاء، بيانا رحبت فيه بالدعوات للحوار الوطني، فيما دعت القادة الى إعطاء الأولوية للمصالح الوطنية لإيجاد حلول عاجلة للأزمة.

وذكر بيان للبعثة أن "الحوار هو الطريقة الأكثر فاعلية للخروج من الأزمة السياسية العراقية التي طال أمدها".

وأضاف البيان، ان "الحوار الهادف بين جميع الأطراف العراقية، أصبح الآن أكثر إلحاحًا من أي وقت مضى، حيث أظهرت الأحداث الأخيرة خطر التصعيد السريع في هذا المناخ السياسي المتوتر".

وتابع البيان: "لا يمكن لأي حزب أو جماعة الادعاء بأن الأزمة لا تعنيهم أو تؤثر عليهم"، مؤكدا "الحاجة إلى إيجاد حلول من خلال حوار شامل للجميع".

وذكر البيان أن "العراقيين لا يحتاجون إلى صراعات مستمرة على السلطة أو مواجهات، بل بحاجة إلى حلول والتزام بتنفيذها لإخراج بلادهم من أزمتها السياسية"، موضحا ان "العراق يواجه قائمة واسعة من القضايا المحلية العالقة التي تدعو أصحاب المصلحة السياسيين لتحمل مسؤولياتهم والعمل من أجل المصلحة الوطنية".

المساهمون