عبّر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، الاثنين، عن قلقه العميق "إزاء التوترات المتصاعدة والتكهنات المتزايدة بشأن صراع عسكري محتمل في أوروبا".
وجاءت تصريحات غوتيرس للصحافيين المعتمدين لدى مقر الأمم المتحدة في نيويورك. وقال في تصريحاته "إن الثمن والمعاناة الإنسانية والدمار والضرر الذي سيلحق بالأمن الأوروبي والعالمي باهظ للغاية ولا يمكن تصوره"، وشدد على أنه "لا يمكننا ببساطة حتى قبول إمكانية وقوع مثل هذه المواجهة الكارثية".
وأكد غوتيريس على أنه سيظل منخرطًا بشكل كامل في الساعات والأيام القادمة في جهوده الدبلوماسية. وأشار إلى المحادثات التي أجراها، صباح الإثنين بتوقيت نيويورك، مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، ووزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا، بشكل منفصل. وحول رسالته للطرفين، قال غوتيريس إنها كانت واضحة "لا بديل عن الدبلوماسية". وأكد غوتيريس على أنه "يمكن حل جميع القضايا العالقة بما فيها تلك الأكثر استعصاءً من خلال الأطر الدبلوماسية". وعبر عن اعتقاده "الراسخ أن هذا المبدأ (الحل الدبلوماسي) سوف يغلب"، وشدد على أن فريق الأمم المتحدة المحلي في أوكرانيا ما زال يعمل بكامل طاقمه.
ثم تحدث عن واجبه كأمين عام للأمم المتحدة قائلاً: "بصفتي الأمين العام للأمم المتحدة، من واجبي أن أطالب بالاحترام الكامل لميثاق الأمم المتحدة، وهو أحد الأعمدة الأساسية للقانون الدولي. يقول الميثاق بوضوح، وأنا أقتبس: يفضّ جميع الأعضاء منازعاتهم الدولية بالوسائل السلمية على نحو لا يعرض السلم والأمن الدوليين والعدل للخطر". وأضاف "يمتنع جميع الأعضاء في علاقاتهم الدولية عن التهديد باستخدام القوة أو استخدامها ضد السلامة الإقليمية أو الاستقلال السياسي لأية دولة، أو بأي طريقة أخرى لا تتفق مع مقاصد الأمم المتحدة"، مناشدا نزع فتيل التوترات وتهدئة الأوضاع على الأرض.
وشدد غوتيريس على أنه "لا مكان للخطاب التحريضي. يجب أن تهدف البيانات العامة إلى تخفيف التوترات وليس تأجيجها". ثم رحّب بالموجة الأخيرة من الاتصالات والالتزامات الدبلوماسية، بما في ذلك بين رؤساء الدول. مؤكدا بالوقت ذاته على أن "هناك الكثير مما يتعين القيام به، وأتوقع أن يكثف الجميع جهودهم". وأكد أن مساعيه الحميدة متاحة للجميع وأنه لن يدخر أي مجهود للبحث عن حل سلمي. ثم حذر من التخلي عن الدبلوماسية وقال "إن ذلك لن يعني تجاوز الخط بل سقوط من الحافة". ثم ختم بنداء قال فيه "لا تخذلوا قضية السلام".
وفي وقت سابق من اليوم، كان المتحدث الرسمي باسم الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، قد قال إن غوتيريس يجري اتصالات مع عدد من المسؤولين الدوليين وتحدث الإثنين، بشكل منفصل، مع كل من وزراء خارجية أوكرانيا، دميترو كوليبا، وروسيا، سيرغي لافروف عبر الهاتف. وأكد أن محادثته مع لافروف تمحورت حول عدد من القضايا بما فيها الملف الأوكراني.
وأكد دوجاريك أن الأمين العام أعرب في محادثاته عن قلقه العميق إزاء التوتر الذي تشهده الحدود الأوكرانية الروسية. ورحب في الوقت ذاته بالمناقشات الدبلوماسية الجارية لخفض التصعيد ونزع فتيلة التوتر.
وأشار دوجاريك إلى أن غوتيريس ما زال يستبعد وقوع حرب تنجم عن اجتياح روسي لأوكرانيا. وردا على سؤال حول كيفية توصله لهذا النتيجة، قال: "إن ذلك يعتمد على تحليلاته وآماله".
وأكد دوجاريك أن الأمم المتحدة لا تعتزم إخلاء أي من موظفيها في أوكرانيا، ويصل عددهم إلى 1620 موظفا، 220 منهم من جنسيات أجنبية مختلفة و1400 موظف أوكراني.
وكان غوتيريس قد صرح خلال مؤتمر صحافي، الشهر الماضي، أنه مقتنع أن الغزو الروسي لن يحدث، وأكد دوجاريك احتفاظ غوتيريس بقناعته تلك.