دان ناشطون أردنيون ومناهضون للتطبيع مشاركة سيدات أردنيات بمشروع "يسلمو إيديك"، مطالبين الهيئات والاتحادات النسويّة الوطنيّة بإيلاء الاهتمام بالتوعية بمخاطر التطبيع.
ونشر موقع "إسرائيل بالعربية" التابع لوزارة خارجية الاحتلال الاثنين إطلاق مشروع "يسلمو إيديك" بين سيدات أردنيات وممثلات عن دولة الاحتلال.
وحذر الناشطون الأردنيون من استخدام السيدات الأردنيات كأدوات لترويج للاحتلال، فيما شارك الجمعة الماضية لاعبون من إسرائيل في رالي "الباها " الدولي بمنطقة وادي رم والعقبة.
"عندما تقابل أشخاصا من بلد مختلف وعقلية مختلفة، إنك تفهم أننا جميعا متشابهون. نحن نفس الأشخاص ولدينا نفس الأحلام"
— إسرائيل بالعربية (@IsraelArabic) March 22, 2021
مشروع تعارف "يسلمو ايديك" بين نساء أردنيات وإسرائيليات تم نسجه حول الفن وزيادة الدخل ولم يخلُ من تردد في البداية لكن الطرفان اصبحا كالعائلة في نهاية المطاف. pic.twitter.com/zhW5F3G1FC
وبعيداً عن العلاقات الرسمية الحكومية مع إسرائيل، فإن الموقف الشعبي الأردني يعارض التطبيع مع دولة الاحتلال، ويرفض بشكل كبير العلاقات معها، وكان هذا الرفض يتجسد في الفعاليات الاحتجاجية في الشارع الأردني قبل تفشي وباء كورونا، ثم على صفحات التواصل الاجتماعي، في ظلّ النقد الغاضب من اتفاقيات التطبيع العربية مع الاحتلال.
وقال مسؤول لجنة مقاومة التطبيع في حزب "جبهة العمل الإسلامي" الأردني، المهندس محمد مروان لـ"العربي الجديد" نحن نستغرب قيام الحكومة الأردنية بتسهيل التطبيع، في الوقت الذي تتآمر فيه دولة الاحتلال الإسرائيلي على الأردن والحقوق الأردنية في القدس.
وأضاف "المشكلة أن إسرائيل لا تألو جهداً في تهديد الأردن وكينونته، لكن على المواطنين عدم انتظار أي رد فعل حكومي من السلطة تجاه التطبيع، فالرهان الآن على المواطنين". وتابع "على الجميع عدم الانجرار للمشاركة في مثل هذه الفعاليات، بل فضحها واستنكارها"، لافتاً إلى أن هناك أحيانا من يشارك دون معرفة بالأبعاد التطبيعية، ومن هم وراءها.
وأوضح أنه جرى استغلال الأوضاع المادية الصعبة في قضية السيدات الأخيرة في منطقة وادي عربة، مشدداً على أن الاحتلال يحاول التسلق على احتياجات الناس، محذراً من خبث التوقيت الإسرائيلي الذي يأتي بالتزامن مع ذكرى احتفالات الأردنيين بمعركة الكرامة. ولفت إلى أنها ليست المرة الأولى التي تسعى فيها دولة الاحتلال لاختراق هذه المنطقة عبر الجمعيات المشبوهة وأحيانا رحلات مدرسية.
من جهته، يقول منسق الحملة الوطنية الأردنية لإسقاط اتفاقية الغاز مع إسرائيل هشام البستاني، في حديث لـ"العربي الجديد"، إن مثل هذه الاختراقات التطبيعية نتاج للخطاب الحكومي الذي يكتفي بإدانة الاحتلال صوتيا وكلاميا، ولا ينتقل إلى حدود الفعل، مضيفاً "لا يمكن أن ندين قرارات الاحتلال المرتبطة بالاستيطان والتوسع ونستمر باتفاقية الغاز، التي تدر لدولة الاحتلال 10 مليارات دولار".
وتابع "نحن أمام خطاب رسمي متناقض، وهناك محاولة للحاق في ملف التطبيع الطاغي، في علاقات بعض الدول الخليجية كالإمارات والبحرين مع دولة الاحتلال" محذرا من محاولات البعض إرسال رسالة أن التطبيع الشعبي أصبح مقبولا، محذراً الحكومة من نتائج هذه المبادرات التطبيعية. وأوضح أن هناك رفضا شعبيا متجذرا للتطبيع، وأن هناك محاولات تعتيم رسمي على الرافضين للتطبيع ونشاطاتهم، والمقاومين له.
بدوره، دان تجمع "اتحرّك لمجابهة التطبيع"، في بيان اليوم، المشاركة في مشروع "يسلمو إيديك"، مطالبين الهيئات والاتحادات النسويّة الوطنيّة بالتحرك. وأضاف التجمع أن هذا النشاط يظهر مدى الانحطاط، حين يتم إطلاق مشروع تطبيعي تحت اسم "يسلمو إيديك" بين سيدات أردنيات وممثلات عن العدو الصهيوني، وحين تقبل تلك النساء أن يتم استخدامهن كأدوات للترويج للعدو الصهيوني، ويساهمن في إظهار "إنسانية" المجندات في جيش الاحتلال أو الداعمات له.
واستدرك "إذا كان المبرر للسقوط في وحل التطبيع والخيانة هو الوضع المعيشي، كما تشير إحداهن، فإن الحرة تجوع ولا تأكل بثدييها، فلا مبرر للتطبيع، وعليه، فإن المشروع وكل من ساهم في تمريره وترويجه هو مُدان منبوذ يجب تجريمه، ولا يمثل إلا نفسه".
وأهاب تجمع "اتحرّك" بجميع الهيئات والاتحادات النسويّة الوطنيّة بأن تولي اهتمامًا بهذا الأمر وتضع في قمة أولوياتها إطلاق برامج للتوعيّة بمخاطر الإنخراط بتلك المشاريع وعدم استغلال المرأة في مشاريع تُسهم في "أنسنة" العدو وإزالة صفة الاستعمار والعدوانية عنه.