ملف قطاع غزة والخطوات السلبية تجاهه، جعلت حركة "حماس" في حالة ترقّب. وقد أكدّت مصادر مطلعة لـ"العربي الجديد"، أنّ "اقتراح كتائب القسام (الذراع العسكرية لحركة حماس)، القاضي بإحداث فراغين، أمني وسياسي في قطاع غزة، جدي وتبلور قبل نحو شهر، وأنّ تسريبه للإعلام كان بغرض الضغط على الأطراف التي تتلاعب بغزة، ولا تريد تحريك التفاهمات الأخيرة التي جرت في مصر مع تيار القيادي المفصول من فتح محمد دحلان".
وذكرت المصادر أنّ "تسريب جزء من الخطة كان مقصوداً لإحداث حراك خارجي ولإعادة البوصلة إلى ملف غزة بعد شهر من تعثر تطبيق التفاهمات بين حماس وتيار دحلان، ما استدعى حراكاً جديداً في القاهرة لتهدئة الأوضاع وإعادة ترتيبها".
وأشارت مصادر لـ"العربي الجديد" إلى أنّ "قيادة كتائب القسام في قطاع غزة باتت تخشى أكثر من أي وقت مضى على الحاضنة الشعبية للمقاومة، في ظل الأزمات الطاحنة التي يعيشها المواطن الفلسطيني، إضافة إلى الأزمات الاقتصادية التي تضرب كل ما هو اقتصادي وتجاري في القطاع المحاصر منذ 11 عاماً.
وكانت "العربي الجديد" انفردت بنشر تفاصيل تعثر تفاهمات حماس ودحلان أخيراً، بشكل مفاجئ، بعد زيارة الرئيس الفلسطيني محمود عباس للقاهرة ولقائه نظيره المصري، عبد الفتاح السيسي، وما تلا ذلك من انتكاسة في التفاهمات التي اعترض عليها عباس.
في هذا السياق، أفاد عضو المكتب السياسي لحركة حماس، خليل الحية، أنّ "قيادة حركته تبحث مقترحاً قدمته كتائب القسام بالتخلي عن أي دور في إدارة قطاع غزة"، داعياً إلى "ضرورة أن يضيء المقترح الضوء الأحمر لكل المراقبين والمتابعين".
ولفت الحية، في حوار مع قناة "فلسطين اليوم" التابعة للجهاد، مساء الإثنين، إلى أنّ "المقترح الذي قدمه الجهاز العسكري موجود على طاولة بحث قيادة الحركة، وهي من تقرر القبول به أو لا". وأضاف أنه "قدّم الجهاز العسكري مقترحاً وكان أحد الحلول يقول، لماذا نبقى نتحمل هذه المسؤولية؟ لتتخلى حماس عن المسؤولية ويتحمل المجتمع الدولي والاحتلال وكل القوى المسؤولية".
وشدّد الحية على أن "المقترح لا بدّ أن يضيء الضوء الأحمر لكل المراقبين في المنطقة أن هناك حالة من الغليان الداخلية أمام كل مكونات الحالة الفلسطينية والمقاومة، والتي لا يمكن أن تقبل ببقاء غزة تحت ذبح الحصار الذي يفرضه الاحتلال ويتلذذ به جزء من شعبنا ممثلاً بإجراءات عباس".
وتصريح الحية أول تأكيد من "حماس" على تقديم كتائب القسام مقترحاً لحل الأزمة بعد نفيّ القيادي، صلاح البردويل، علمه بالمقترح، ويأتي التأكيد فيما يواصل وفد من "حماس" و"الجهاد" ووفود فنية مناقشات جادة مع المسؤولين المصريين لتنفيذ التفاهمات الأخيرة وإحداث اختراق في جدار الحصار المضروب على القطاع".