اغتيال نصر الله يكشف عمق الاختراق الإسرائيلي في صفوف حزب الله

29 سبتمبر 2024
أنقاض مبان في أعقاب غارات إسرائيلية على الضاحية الجنوبية، 27 سبتمبر 2024 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- اغتيال نصر الله والهجوم الإسرائيلي: اغتيل حسن نصر الله في مقر قيادة حزب الله بعد تفجير إسرائيل لمئات من أجهزة البيجر والوكي توكي المفخخة، بموافقة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

- اختراقات أمنية واستهداف القادة: اغتالت إسرائيل ثمانية من أكبر تسعة قادة عسكريين في حزب الله هذا العام، مما أدى إلى إصابة وتشويه نحو 1500 من مقاتلي الحزب. ورغم الخسائر، رشح حزب الله هاشم صفي الدين كخليفة لنصر الله.

- قدرات حزب الله ودعم إيران: يمتلك حزب الله نحو 40 ألف مقاتل وترسانة ضخمة من الأسلحة، رغم فقدانه 20-25% من قدراته الصاروخية. تستمر إيران في دعم الحزب وتخطط لإرسال مزيد من الصواريخ.

نقلت وكالة رويترز عن أكثر من 12 مصدراً في لبنان وإسرائيل وإيران وسورية تفاصيل عن الأضرار التي ألحقتها إسرائيل بحزب الله قبل وعقب اغتيال أمينه العام حسن نصر الله، بما في ذلك خطوط إمدادها وهيكلها القيادي. وطلب الجميع عدم الكشف عن هوياتهم بسبب حساسية الأمر. واغتيل نصر الله في مقر قيادة حزب الله يوم الجمعة الماضي بعد أسبوع واحد فقط من تفجير إسرائيل لمئات من أجهزة البيجر والوكي توكي المفخخة. 

وقال مصدر مطلع على تفكير إسرائيل لـ"رويترز" قبل أقل من 24 ساعة من الضربة إن إسرائيل أمضت 20 عاماً في تركيز جهود المخابرات على حزب الله ويمكنها استهداف نصر الله عندما تريد وحتى وإن كان في مقر الجماعة. ووصف المصدر المعلومات الاستخبارية بأنها "ممتازة"، من دون سرد تفاصيل. وأفاد مسؤولان إسرائيليان لـ"رويترز" بأن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ودائرته المقربة من الوزراء منحوا الموافقة على الهجوم يوم الأربعاء. ووقعت الضربة بينما كان نتنياهو في نيويورك لإلقاء كلمة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة.

وتجنب نصر الله الظهور العلني منذ حرب 2006، وأخذ حذره لفترة طويلة وكانت تحركاته محدودة ودائرة الأشخاص الذين يقابلهم صغيرة للغاية، وفقاً لمصدر مطلع على الترتيبات الأمنية لنصر الله. وأضاف المصدر أن الاغتيال يشير إلى أن جماعته اخترقها جواسيس لصالح إسرائيل. وقال مصدر أمني مطلع على تفكير حزب الله لـ"رويترز" قبل أسبوع إن نصر الله بات أكثر حذراً أكثر من المعتاد منذ تفجيرات أجهزة البيجر في 17 سبتمبر/أيلول خشية أن تحاول إسرائيل اغتياله، واستدل المصدر على ذلك بغيابه عن جنازة أحد القادة وتسجيله المسبق لخطاب أذيع قبل أيام قليلة.

ولم يستجب المكتب الإعلامي لحزب الله لطلب التعليق على هذه القصة. وتقول إسرائيل إنها استهدفت نصر الله بإسقاط قنابل على مقر تحت الأرض أسفل مبنى سكني في جنوب بيروت. ويقول ماجنوس رانستورب، الخبير المخضرم في شؤون حزب الله بجامعة الدفاع السويدية "هذه ضربة هائلة وفشل استخباري لحزب الله. علموا أنه كان يعقد اجتماعاً. كان يجتمع مع قادة آخرين وهاجموه على الفور".

وإلى جانب نصر الله، يقول الجيش الإسرائيلي إنه اغتال ثمانية من أكبر تسعة قادة عسكريين في حزب الله هذا العام واغتيل معظمهم في الأسبوع الماضي. وقاد هؤلاء وحدات تتراوح من فرقة الصواريخ إلى قوة الرضوان وحدة النخبة العسكرية بالجماعة. وتعرض نحو 1500 من مقاتلي حزب الله لإصابات وتشوهات نتيجة انفجارات أجهزة البيجر والوكي-توكي يومي 17 و18 سبتمبر/أيلول.

 مُستنزف

أظهر حزب الله القدرة على استبدال القادة سريعاً وهاشم صفي الدين، ابن خالة نصر الله، مرشح منذ فترة طويلة ليكون خليفته. وقال دبلوماسي أوروبي معلقاً على نهج الجماعة "إذا قتلت واحداً، يظهر آخر جديد".

وسيواصل الحزب القتال، وطبقاً لتقديرات الولايات المتحدة وإسرائيل، فإن لديها نحو 40 ألف مقاتل قبل التصعيد الحالي إلى جانب مخزونات كبيرة من الأسلحة وشبكة أنفاق ممتدة قرب حدود إسرائيل.

وبفضل الدعم الإيراني الذي تلقاه على مدى عقود، كان حزب الله قبل الحرب الحالية من بين الجيوش غير النظامية الأكثر تسليحاً في العالم مع ترسانة تضم 150 ألف صاروخ وقذيفة وطائرة مسيرة، وفقاً للتقديرات الأميركية. وبحسب تقديرات إسرائيلية، يعادل هذا 10 أمثال حجم الترسانة التي كانت لديه في عام 2006 خلال حربه الماضية مع إسرائيل. وعلى مدار العام الماضي، تدفق مزيد من الأسلحة إلى لبنان من إيران إلى جانب كميات كبيرة من المساعدات المالية، بحسب مصدر مطلع على تفكير حزب الله. ولم تتوفر سوى القليل من التقييمات العامة المفصلة بشأن مدى الضرر الذي لحق بهذه الترسانة نتيجة الهجوم الإسرائيلي خلال الأسبوع الماضي، والذي ضرب معاقل حزب الله في سهل البقاع بعيداً عن الحدود اللبنانية مع إسرائيل.

وقال دبلوماسي غربي لـ"رويترز" قبل هجوم الجمعة، إن حزب الله فقد ما بين 20 و25 % من قدراته الصاروخية في الصراع الدائر بما يشمل مئات الضربات الإسرائيلية الأسبوع الماضي. ولم يقدم الدبلوماسي أدلة أو تفاصيل عن تقييمه. وأشار مسؤول أمني إسرائيلي إلى أن "قسماً جيداً للغاية" من مخزونات حزب الله الصاروخية دُمر من دون أن يقدم مزيداً من التفاصيل.

وفي الأيام القليلة الماضية، استهدفت إسرائيل أكثر من ألف هدف تابع لحزب الله. ولدى سؤاله عن قوائم الأهداف واسعة النطاق للجيش، قال مسؤول أمني إن إسرائيل واكبت بناء حزب الله لقدراته على مدى عقدين بالاستعدادات لمنعه من إطلاق صواريخ في المقام الأول، في دعم لمنظومة القبة الحديدية للدفاع الجوي التي غالباً ما تسقط الصواريخ التي تُطلق على إسرائيل. ويقول المسؤولون الإسرائيليون إن حقيقة أن حزب الله لم يستطع سوى إطلاق 200 صاروخ فقط يومياً خلال الأسبوع الماضي دليل على أن قدراته تضاءلت.

تواصل مع إيران

وقبل الضربة التي استهدفت نصر الله، قالت ثلاثة مصادر إيرانية لـ"رويترز"، إن طهران تخطط لإرسال مزيد من الصواريخ إلى حزب الله تأهباً لحرب يطول أمدها. وذكر المصدر الإيراني الأول أن الأسلحة التي كان من المقرر إرسالها تشمل صواريخ باليستية قصيرة ومتوسطة المدى منها صواريخ زلزال الإيرانية ونسخة مطورة تتميز بالدقة تعرف باسم فاتح 110. ولم يتسن لـ"رويترز" الوصول إلى المصادر بعد اغتيال نصر الله.

ورغم استعداد إيران لتقديم الدعم العسكري، أكد المصدران الإيرانيان الآخران أنها لا ترغب في التورط بشكل مباشر في مواجهة بين حزب الله وإسرائيل. ويأتي التصعيد السريع في الأعمال القتالية خلال الأسبوع الماضي في أعقاب مناوشات على مدى عام بالتوازي مع حرب غزة.

(رويترز)