في الوقت الذي تواصل فيه الشرطة والمخابرات الإسرائيلية حملات الاعتقال المكثفة في صفوف الفلسطينيين داخل أراضي 48، ذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن المنظمات الإرهابية اليهودية تخطط وتنظم أنشطتها العدوانية ضد الفلسطينيين بشكل علني، وتحظى بدعم مستويات سياسية.
وأفادت الإذاعة، في تقرير نشرته اليوم الأحد، بأن أعضاء التنظيمات الإرهابية ينظمون عبر الشبكة العنكبوتية بشكل جلي أعمالاً إرهابية، دون أن تتم مواجهتهم بموقف حاسم.
وقالت الإذاعة إن ما يفاقم من خطورة الأمر هو دعم شخصيات سياسية لنشاطات هذه التنظيمات، فيما تبرر هذه الشخصيات دعمها بحجة أن ذلك ما يفرضه واجب "الدفاع" عن اليهود "على الرغم من أن الحديث يدور عن أنشطة إجرامية".
وكانت القناة الـ"12" الإسرائيلية قد كشفت النقاب قبل يومين عن أن مفتش عام الشرطة "كوبي شفتاي" قد حمّل في اجتماع أمني إيتمان بن غفير، زعيم الحركة الكهانية، المسؤولية عن إشعال الأوضاع التي قادت إلى تفجر الأوضاع في القدس وغزة وداخل فلسطين، عبر تنظيم الاستفزازات في حي الشيخ جراح.
وعلى الصعيد ذاته، تواصل شرطة ومخابرات الاحتلال استهداف فلسطينيي الداخل بتنفيذ حملة اعتقالات واسعة في صفوفهم. وتركزت الاعتقالات التي نفذتها الليلة الماضية في أوساط فلسطينيي النقب، جنوب فلسطين، حيث تم اعتقال العشرات، من بينهم طلاب جامعيون، عدا عن تسليم بلاغات استجواب لعدد كبير من الطلاب لمقابلة الشرطة والمخابرات.
كذلك نفّذت الشرطة الإسرائيلية عمليات اعتقال واسعة في المثلث والجليل والمدن المختلطة، وتحديداً في اللد والرملة.
وأطلقت السلطات الإسرائيلية سراح عدد من المعتقلين، مقابل شروط قاسية، مثل تقييد حركتهم وتنقلهم.
من ناحية ثانية، حملت شخصيات إسرائيلية حكومة بنيامين نتنياهو قسطاً كبيراً من المسؤولية عن تدهور العلاقة بين إسرائيل والفلسطينيين داخل أراضي 48.
وكتب يئير لبيد زعيم المعارضة والمكلف بتشكيل الحكومة الإسرائيلية القادمة، عبر حسابه على "تويتر"، "حكومة نتنياهو تتحمل المسؤولية عن المواجهات بين فلسطينيي الداخل والتنظيمات الإرهابية اليهودية التي تثير القلاقل في المدن العربية لتعمدها عدم الاهتمام بجهاز شرطي قادر على مواجهة هذه التنظيمات، لا سيما منظمتي "لاهافا" و"لا فميليا".
وقال الكاتب الإسرائيلي سامي بيرتس إن إسرائيل تدفع ثمن تعمدها إهمال معالجة المشاكل التي يعاني منها الفلسطينيون في الداخل، مما جعلها تنفجر في وجهها مرة واحدة.
وفي تحليل نشرته صحيفة "هآرتس" اليوم، أشار إلى أن الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة، وتحديداً التي رأسها بنيامين نتنياهو، لم تهتم للمشاكل التي يعاني منها الفلسطينيون في الداخل، ومن ضمنهما استشراء الجريمة المنظمة، مما جعل تل أبيب تواجه تبعات هذه المشاكل في الوقت الحالي.
وأضاف أنه كان يتوجب على إسرائيل معالجة مشاكل فلسطينيي الداخل، لكنها تجاهلتها لأن الحديث يدور عن مشاكل تتعلق بهم.
أما أفيغدور ليبرمان، زعيم حزب "يسرائيل بيتينو" اليميني المعارض، فقد عزا الأوضاع التي قادت إلى المواجهات الأخيرة إلى أنشطة الحركات الدينية اليهودية المتطرفة، وأداء الحركة الإسلامية في الداخل بقيادة الشيخ رائد صلاح.
وفي مقابلة مع قناة "12" الإسرائيلية رأى ليبرمان أن تحوّلاَ طرأ على التوجهات القومية لفلسطينيي الداخل، وتحديداً في مدينة "اللد" والنقب، مدعياً أنهم باتوا يبدون التعاطف مع حركة حماس.
في المقابل، يواصل زعيم الحركة الكهانية الإرهابية النائب إيتمار بن غفير التعبير عن تصميمه على مواصلة استفزازاته للجمهور الفلسطيني.
وقال في مقابلة مع إذاعة الجيش الإسرائيلي، صباح اليوم، إنه مهتم بفتح مكاتب برلمانية له في كل مكان في إسرائيل، مشدداً على أنه سيواصل جولاته الاستفزازية تحديدا في مدينتي اللد والرملة.