أسوأ اضطرابات في جنوب أفريقيا منذ سنوات: مواطنون يتسلحون لمواجهة أعمال النهب

15 يوليو 2021
أعمال عنف ونهب جنوب أفريقيا(Getty)
+ الخط -

قال رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوزا، أمس الأربعاء، إنه قد يأمر بنشر مزيد من القوات في الشوارع في إطار تصدي الجيش والشرطة لأعمال النهب والعنف المستمرة منذ أيام، فيما لجأ بعض المواطنين لتسليح أنفسهم من أجل حماية ممتلكاتهم وأعمالهم من الاضطرابات.

وأدت أسوأ اضطرابات تشهدها جنوب أفريقيا منذ سنوات، لمقتل أكثر من 70 شخصاً وإلحاق أضرار بمئات الشركات. وبدأت إمدادات الأغذية والوقود تتناقص.

واندلعت الاحتجاجات في أعقاب سجن الرئيس السابق جاكوب زوما (79 عاماً)، في الأسبوع الماضي، لعدم مثوله للتحقيق في قضايا فساد، واتسع نطاق الاحتجاجات إلى عمليات نهب تفجر خلالها الغضب الشعبي بسبب صعوبات المعيشة وعدم المساواة بعد 27 عاماً على إلغاء سياسة الفصل العنصري.

ونهب مثيرو الشغب مراكز تسوق ومخازن أو أضرموا فيها النار في عدة مدن معظمها في إقليم كوازولو ناتال مسقط رأس زوما ومدينة جوهانسبرغ كبرى مدن البلاد وإقليم خاوتينغ المحيط بها.

وتم نشر الجيش لمساعدة قوات الشرطة في احتواء الاضطرابات. وتقول قوات الأمن إنها ألقت القبض على أكثر من 1200 شخص لكن الحكومة أحجمت عن فرض حالة الطوارئ.

والتقى رامافوزا مع زعماء الأحزاب السياسية، أمس الأربعاء، لمناقشة سُبُل وقف الاضطرابات.

وجاء في بيان حكومي "رحب الرئيس رامافوزا بالمقترحات التي قدمها الزعماء السياسيون وقال إنه يجري بحث التوسع في نشر قوات الدفاع الوطني الجنوب أفريقية".

وبدا أن أعمال العنف تراجعت في بعض المناطق، أمس الأربعاء، لكن في مناطق أخرى تجددت أعمال الحرب والنهب.

وأدت الاضطرابات، وهي الأسوأ في جنوب أفريقيا منذ سنوات، إلى إغلاق مصفاة نفط وتعطيل المستشفيات التي تواجه عبء التعامل مع موجة ثالثة من كوفيد-19.

وقالت شبكة المستشفيات الوطنية التي تمثل 241 مستشفى عاماً تواجه بالفعل صعوبات في مواجهة أسوأ تفش لكوفيد-19 في أفريقيا، إنّ الأوكسجين والأدوية ينفدان، مشيرة إلى أن معظمها يصل عبر دوربان وكذلك المواد الغذائية.

وأضافت شبكة المستشفيات أنّ "تأثير النهب والدمار له عواقب وخيمة على المستشفيات وأن بؤرة الجائحة تقع داخل المناطق المتضررة حالياً من الهجمات". وقالت إنّ العاملين في المناطق المنكوبة لم يتمكنوا من الوصول إلى عملهم مما يؤدي إلى تفاقم النقص الناجم عن موجة ثالثة من الإصابات.

وفي الوقت الذي بدت فيه السلطات في دوربان عاجزة عن وقف النهب، أظهرت لقطات لتلفزيون "رويترز"، قيام أشخاص مسلحين، بينهم كثيرون من الأقلية البيضاء في جنوب أفريقيا، بإغلاق الشوارع لمنع المزيد من أعمال النهب. وصاح أحد الأشخاص قائلاً "اذهبوا إلى منازلكم واحموا بيوتكم".

وذكر مسؤول في قطاع النفط، أمس الأربعاء، أن العمل توقف مؤقتاً في مصفاة سابريف كبرى مصافي النفط في البلاد والموجودة في دوربان.

وقالت متحدثة باسم شركة "ميرسك" إنّ الشركة أغلقت جميع مستودعاتها ومخازنها في دوربان وجوهانسبرغ بسبب استمرار أعمال النهب في المدينتين.

وأضافت المتحدثة باسم الشركة في أفريقيا كيري روسر، لوكالة "رويترز"، "جرى إغلاق العديد من الأرصفة في ميناء دوربان خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية لكننا لم نتسبب حتى الآن في أي حالات طارئة من شأنها أن تمنع توقف السفن في دوربان".

وعبرت بعثة الأمم المتحدة في جنوب أفريقيا عن قلقها لاضطراب نقل الموظفين والأطقم الطبية ونقص الغذاء والدواء وغيرهما من السلع الأساسية بسبب العنف.

وقالت، في بيان، مساء الثلاثاء "سيؤدي هذا إلى تفاقم الصعوبات الاقتصادية والاجتماعية الموجودة بالفعل بسبب البطالة والفقر وعدم المساواة في البلاد".

وصدر حكم السجن على زوما، الشهر الماضي، لتحديه أمر محكمة بالمثول أمام لجنة تتولى التحقيق في قضايا فساد شهدها حكمه الذي استمر تسعة أعوام حتى عام 2018.

ويواجه أيضاً محاكمة منفصلة بتهم بينها الفساد والاحتيال والابتزاز وغسل الأموال. ودفع الرئيس السابق ببراءته في المحكمة في مايو/ أيار. وقالت مؤسسته، يوم الثلاثاء، إنّ العنف سيستمر لحين إطلاق سراحه.

(رويترز)