الاحتلال يحرق صالة المغادرين في معبر رفح.. وحماس تندد

17 يونيو 2024
من سيطرة جيش الاحتلال على الجانب الفلسطيني من معبر رفح، 7 مايو 2024 (رويترز)
+ الخط -
اظهر الملخص
- اشتباكات عنيفة في رفح بين المقاومة الفلسطينية وقوات الاحتلال الإسرائيلي، مع توغل الآليات العسكرية وقصف مدفعي وجوي، رغم مقترح وقف إطلاق النار من حماس.
- الاحتلال يحرق صالة المغادرين بمعبر رفح، مما يخرج المعبر عن الخدمة ويزيد معاناة الفلسطينيين، في سلوك يستدعي إدانة دولية.
- تهجير أكثر من مليون فلسطيني واستشهاد نحو ألف بسبب سيطرة الاحتلال على المنطقة الحدودية، مع دعوات حماس لتحرك دولي لفتح المعبر وتسهيل دخول المساعدات.

عناصر من المقاومة تمكنوا من الاشتباك من نقطة صفر مع قوات الاحتلال

نشر جنود إسرائيليون صوراً لصالة المغادرين في معبر رفح وقد حُرقت

قال ناشطون وشهود عيان في مدينة رفح لـ"العربي الجديد"، اليوم الاثنين، إنّ عناصر من المقاومة الفلسطينية تمكنوا من الاشتباك من النقطة صفر مع قوات الاحتلال الإسرائيلي المتوغلة في محيط مسجد العودة، وسط المدينة، جنوبيّ قطاع غزة. وشهدت المنطقة، وفق الناشطين والشهود، تقدماً للآليات العسكرية الإسرائيلية وقصفاً مدفعياً وجوياً عنيفاً، وسط تصدٍ من المقاومة الفلسطينية للحشود العسكرية في المنطقة والجنود المنتشرين فيها.

وشاهد فلسطينيون سحب دخان تتصاعد من عشرات المنازل بعد حرقها من قبل الاحتلال الإسرائيلي، وهو نهج بات يستخدمه الجيش لزيادة تدفيع المدنيين الفلسطينيين الثمن. وفي السابع من مايو/ أيار المنصرم، بدأ الاحتلال الإسرائيلي بتنفيذ عملية عسكرية "واسعة" في مدينة رفح، رغم موافقة حركة حماس في حينه على مقترح قدمه الوسيط المصري لوقف إطلاق النار.

وسيطر جيش الاحتلال الإسرائيلي على المنطقة الحدودية بين قطاع غزة ومصر قبل أسبوعين، وبات محور "صلاح الدين" أو "فيلادلفيا" وفق التسمية الإسرائيلية مسيطراً عليه بشكل تام من قبل الاحتلال، الذي هجّر أكثر من مليون فلسطيني كانوا نازحين في مدينة رفح التي حدّدها الإسرائيليون منذ اليوم الأول منطقةً آمنة، لكنهم كانوا يشنون عليها عشرات الغارات قبل بدء اجتياحها الشامل.

حرق صالة المغادرين في معبر رفح

إلى ذلك، نشر جنود إسرائيليون عبر وسائل التواصل الاجتماعي صوراً لصالة المغادرين في معبر رفح البري الذي يفصل قطاع غزة عن الأراضي المصرية، وقد حُرقت بالكامل، وذلك بعد أيام من نشر صور للمعبر البري وقد تم تجريف ممراته وشوارعه الداخلية.

وقالت حركة حماس في بيان إن إقدام جيش الاحتلال على إحراق مبنى المغادرة ومنشآت أخرى داخل معبر رفح والتسبب في خروجه تماماً عن الخدمة "هو عمل إجرامي وسلوك همجي يأتي في إطار حرب الإبادة المتواصلة". وأضافت: "هذا السلوك النازي يستدعي إدانة دولية واسعة، واتخاذ ما يلزم من إجراءات لمحاسبة قادة الاحتلال على تدميرهم منشأة مدنية، دون مبرر سوى التعطش للتدمير وزيادة معاناة الفلسطينيين".

وتابعت الحركة: "إن الاحتلال يتحمل تبعات هذه الجريمة التي تتسبب في قطع تواصل الفلسطينيين مع العالم الخارجي، وحرمان آلاف المرضى والجرحى من السفر لتلقي العلاج في الخارج، ما يتطلب كذلك، تحركاً دولياً فاعلاً لفتح المعبر وتسهيل السفر لمواطنينا، وتسهيل دخول المساعدات الغذائية والإغاثية الطارئة للقطاع الذي يتعرض لحرب تجويع صهيونية بشكل متعمد".

ويعمد جنود الاحتلال الإسرائيلي إلى نشر صورهم بجوار الدمار الهائل الذي يحدثونه وتحدثه آلة التدمير الإسرائيلية، وصور ممتلكات الفلسطينيين والبنية التحتية المدمّرة، للتباهي بما يقومون به، في ظل غياب المحاسبة وملاحقة مجرمي الحرب الإسرائيليين.

وعمد الاحتلال منذ اليوم الأول لعملية رفح إلى اتباع سياسة التهجير والتدمير، عبر إخلاء المربعات السكنية نحو المناطق المدمرة في مدينة خانيونس أو المنطقة الوسطى في مدينة دير البلح، وسط القطاع. وبدا واضحاً أن الخطة العسكرية الإسرائيلية للتعامل مع رفح بدأت بالسيطرة على معبر رفح وإغلاقه أمام حركة المسافرين والبضائع، ثم التحول لاحتلال محور فيلادلفيا، فيما دمّر جيش الاحتلال أكثر من 90% من المناطق الشرقية لمحافظة رفح، وفق بيانات المكتب الإعلامي الحكومي.

ووفق تقديرات فلسطينية، فإن مدينة رفح شهدت بعد الاجتياح الإسرائيلي استشهاد نحو ألف فلسطيني، عدا عن تهجير مئات الآلاف من الفلسطينيين الذين لجأوا إليها منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، مع بداية الحرب.

المساهمون