اندلعت اشتباكات عنيفة، اليوم الأربعاء، بين الجيش التركي ومسلحين من حزب العمال الكردستاني، في قرى عراقية حدودية بمحافظة دهوك، ضمن إقليم كردستان شماليّ العراق.
وكثفت الطائرات التركية، منذ أسبوع، قصف المناطق الحدودية التابعة لقضاء العمادية، خصوصاً "سوري سكيري"، التي تضم مواقع لمسلحي الحزب، وتشهد تحركات لهم.
ونقلت وسائل إعلام عراقية محلية عن مصادر أمنية قولها إن "الاشتباكات وقعت في قرى كورهرزي، وبلافة، في سفوح جبال متين، واستمرت لأكثر من ساعتين"، مبينة أن "الاشتباكات أدت إلى اندلاع النيران في غابات ومزارع تابعة للأهالي في تلك القرى".
وشهدت قرى في بلدة العمادية في المحافظة ذاتها، ليل الثلاثاء، اشتباكات في قرى البلدة، بين الجيش التركي ومسلحي الحزب، دامت لمدة ثلاثة ساعات، وسببت حرائق في مزارع تلك القرى، فيما لم تعرف حجم الخسائر والأضرار الناجمة عن الاشتباكات.
إلى ذلك، نقلت محطة "رووداو" الإخبارية الكردية، المقربة من حكومة إقليم كردستان، عن شهود عيان، أن "مروحيات تركية قصفت ظهر اليوم الأربعاء، أطراف قرية سكيري وسلسلة جبال متين في العمادية.
وسبّب القصف الذي تتعرض له مناطق إقليم كردستان العراق التي يوجد فيها عناصر حزب العمال الكردستاني بين وقت وآخر موجات نزوح في صفوف الأهالي من عشرات القرى، الذين تركوا مناطقهم حرصاً على حياتهم.
وتواصل القوات التركية عملياتها العسكرية في الشمال العراقي، ضمن نطاق نينوى وإقليم كردستان، مع تركزها خصوصاً في مدن السليمانية وسنجار وسيدكان وسوران والزاب وزاخو وجبل قنديل، وتتضمن عملياتها قصفاً جوياً واغتيالات تطاول قيادات بارزة في حزب العمال الكردستاني.
واعتمدت قيادات "العمال الكردستاني" أسلوب التنقل واعتماد مواقع بديلة لعقد اجتماعاتها، خوفاً من عمليات الاستهداف، وقال ضابط في "البيشمركة"، لـ"العربي الجديد"، مشترطاً عدم ذكر اسمه، إن "عمليات قصف مقار الحزب لا تؤدي في الغالب إلى قتل قيادات الحزب وعناصره، التي غيرت أخيراً من تكتيكاتها واعتمدت أسلوب التنقل وتغيير الأماكن"، مبيناً أن "تحركات تلك العناصر وزجّ نفسها في المناطق السكنية الكردية واعتماد مقارّ بديلة تسبب هلعاً لدى الأهالي وخوفاً من القصف التركي".
وتستهدف العمليات التركية منذ منتصف عام 2021 مقارّ عناصر "الكردستاني" وتحركاتها في عدة مناطق ضمن إقليم كردستان العراق، يقع أغلبها بمحاذاة الحدود مع تركيا. وأدت تلك العمليات خلال الفترة الماضية إلى قتل المئات من مسلحي "الكردستاني"، وتدمير مقارّ ومخازن سلاح ضخمة تابعة للحزب، وفقاً لبيانات وزارة الدفاع التركية.