تتواصل الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع للأسبوع الرابع، في وقت أحرزت فيه المفاوضات بين الجانبين في جدة تقدماً، وسط توقعات بالتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار "قريبا".
صوّت مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بفارق ضئيل، الخميس، لصالح تعزيز مراقبة الانتهاكات التي يشهدها النزاع الجاري في السودان، رغم معارضة الخرطوم.
وصوّت 18 من أعضاء المجلس البالغ عددهم 47 لصالح القرار، بينما عارضه 15 وامتنع 14 عن التصويت.
ويدعو القرار إلى وضع حد للعنف، وتوسيع تفويض خبير أممي متخصص في السودان ليشمل مراقبة الانتهاكات "الناجمة مباشرة عن النزاع الحالي".
نقلت وكالة "فرانس برس" عن شهود عيان أن مقاتلي الدعم السريع، خلال الأسابيع الماضية، يتمركزون في شوارع سكنية، ويختبئ الجنود داخل شاحنات مموهة تحت الأشجار.
كذلك، شوهد مقاتلون يتجولون في الشوارع بزيهم العسكري مستقلين شاحنات صغيرة ويحملون الرشاشات الثقيلة، وأبلغ العديد من سكان العاصمة، البالغ عددهم خمسة ملايين نسمة تقريبا، عن تعرض منازلهم لاعتداءات.
أكد عضو مجلس السيادة الانتقالي في السودان الفريق ياسر العطا، الخميس، أن قوات مجموعة "فاغنر" الروسية تقاتل في البلاد، وأن لديهم قناصا قتيلا من عناصرها.
وأفاد العطا في مقابلة صحافية حول التدخل الخارجي في النزاع بالبلاد: "نحن لم نطلب من أي دولة إسنادنا في الحرب لعلمنا بحساسية الموضوع، لكن لدينا قتيلا قناصا من (فاغنر)".
وتابع: "هناك معلومات ترد إلينا، لم نتأكد من صحتها، بأن هناك محاولات لدول شقيقة (دون تحديد) للبحث في مساعدة المليشيا المتمردة (في إشارة إلى قوات الدعم السريع)، كما أن قواته (قائد الدعم السريع محمد حمدان دقلو) تحوي مرتزقة من تشاد والنيجر ومالي وغيرها".
وبشأن عمل "قوات فاغنر" في الذهب بالسودان، علق العطا قائلا: "كل العالم يعرف أماكن وجودهم. فأي مكان فيه شركات لاستخراج الذهب لحميدتي في السودان أو على الحدود مع ليبيا أو أفريقيا الوسطى، يوجد فيه عناصر من (فاغنر)".
حثت بريطانيا مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة على الضغط من أجل المساءلة بشأن العنف في السودان، وذلك خلال اجتماع طارئ في جنيف اليوم الخميس، لكن السودان عارض ذلك قائلاً إنّ الأحداث الجارية هناك هي "شأن داخلي".
وحث وزير الدولة البريطاني للتنمية وشؤون أفريقيا آندرو ميتشيل المجلس المؤلف من 47 عضواً على "إرسال رسالة موحدة تعبر عن القلق والفزع" قبل تصويت متوقع. وقال مبعوث السودان للمجلس إنّ ما يحدث في السودان شأن داخلي.
حث مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك، اليوم الخميس، الدول التي لها نفوذ في أفريقيا، على المساعدة في إنهاء القتال بالسودان، وقال إنّ الطرفين المتحاربين انتهكا القانون الإنساني الدولي.
وقال تورك، في جلسة خاصة لمجلس حقوق الإنسان في جنيف "أستغل هذه الفرصة لأحث جميع الدول ذات النفوذ في المنطقة على التشجيع، بكل الوسائل الممكنة، على حل هذه الأزمة".
وأضاف "أدين بشدة هذا العنف الطائش، الذي داس فيه الجانبان على القانون الإنساني الدولي".
قال مصدر من الوساطة، لـ"رويترز"، إنّ المحادثات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في مدينة جدة السعودية أحرزت تقدماً، وإنّ من المتوقع التوصل إلى اتفاق على وقف لإطلاق النار قريباً.
قال القائد الثاني لقوات الدعم السريع في السودان عبد الرحيم حمدان دقلو، الأربعاء، إنه "يؤسفنا القتال مع إخوتنا في القوات المسلحة"، وإن "أنصار النظام السابق دفعوا الجيش إلى هذه المرحلة".
جاء ذلك في تسجيل مصور نشرته قوات "الدعم السريع" على صفحتها عبر "فيسبوك"، دون أن تشير إلى مكان أو زمان تصويره.
وظهر عبد الرحيم دقلو الأخ الأكبر لقائد "الدعم السريع" محمد حمدان دقلو "حميدتي" في الفيديو وهو يخاطب عدداً من قواته، وهو الظهور الثالث له منذ اندلاع القتال بين الجيش و"الدعم السريع" في 15 إبريل/ نيسان الماضي.
وقال دقلو: "إخواننا في القوات المسلحة سيطر عليهم الفلول (أنصار نظام الرئيس السابق عمر البشير) وهم من أوصلوهم إلى هذه المرحلة". وأضاف: "يؤسفنا القتال مع إخواننا في القوات المسلحة"، داعيا ضباط وجنود الجيش السوداني إلى الانضمام إلى قوات الدعم السريع والوقوف معهم.
أكد رئيس حكومة الوحدة الليبية عبد الحميد الدبيبة، الأربعاء، دعم بلاده لجهود مباحثات جدة بين ممثلي الجيش السوداني وقوات الدعم السريع لوقف إطلاق النار بين الطرفين.
تصريحات الدبيبة جاءت خلال لقائه بالعاصمة طرابلس مع سفير السودان لدى ليبيا إبراهيم محمد إبراهيم، بحضور رئيس الأركان الليبي محمد الحداد، بحسب بيان لـ"منصة حكومتنا" (تابعة للحكومة).
وذكر البيان أنّ "الدبيبة أكد لأعضاء السفارة السودانية دعم ليبيا لجهود مباحثات جدة، والعمل مع الدول الشقيقة والصديقة كافة لاستقرار السودان وتقديم الدعم اللازم من الغذاء والدواء للشعب السوداني".
وأشار البيان إلى أنّ السفير السوداني قدم موقفاً حول الأوضاع في بلاده، و"تنسيق الجهود بين البلدين، ودور حكومة الوحدة الوطنية في تقديم الدعم الإنساني للشعب السوداني في كافة المجالات".
من جانبه، أكد رئيس الأركان الليبي "على تنسيق الجهود العسكرية لمتابعة الحدود الليبية السودانية، وضمان استقرار المنطقة في هذه الظروف"، وفق البيان.
أطلق الاتحاد الأوروبي، الأربعاء، جسراً جوياً إنسانياً لتلبية الاحتياجات الإنسانية المتزايدة في السودان الذي يشهد معارك بين الجيش وقوات الدعم السريع.
وقال بيان للمفوضية الأوروبية في بروكسل، إنه تم نقل 30 طناً من المواد الأساسية، بما في ذلك مياه ومواد للنظافة الصحية ومعدات إيواء من مستودعات الأمم المتحدة في دبي إلى بورتسودان.
وأضاف البيان أنه "ولدى وصولها (المساعدات) تم تسليمها إلى يونيسف (منظمة الأمم المتحدة للطفولة) وبرنامج الأغذية العالمي".
ووفق البيان "تم تنظيم الجسر الجوي الإنساني في إطار القدرة الأوروبية للاستجابة الإنسانية، وهي أداة تهدف لسد الثغرات في الاستجابة الإنسانية للمخاطر الطبيعية والكوارث التي يسببها الإنسان.
وأوضح أنّ الاتحاد خصص بالفعل 200 ألف يورو للإغاثة الفورية ومساعدات الإسعافات الأولية للسكان المصابين أو المعرضين للخطر في العاصمة الخرطوم، وغيرها من المناطق المتضررة من العنف المستمر.
وتابع أنّ هذا التمويل يُضاف إلى مبلغ 73 مليون يورو مخصصة للسودان بالفعل كمساعدات إنسانية في عام 2023.
تابع آخر أخبار العربي الجديد عبر Google News
