يستعد الآلاف من فلسطينيي الداخل لتنظيم مسيرة العودة الـ26 إلى قرية اللجون المهجرة، يوم غد الأربعاء، تحت شعار "يوم استقلالهم يوم نكبتنا"، و"لا عودة عن حق العودة".
وكانت مسيرة العودة الأولى قد انطلقت بمبادرة جمعية الدفاع عن المهجرين في عام 1998 إلى قرية الغابسية، وبعدها انتقلت المسيرة إلى قرى صفورية والدامون ومعلول والبروة وأم الزينات وإندور وهوشة والكساير وأم الزينات واللجون وصفورية والكفرين ومسكة والرويس والدامون والكويكات وخبيزة ولوبيا والحدثة ووادي زبالة والكابري وعتليت وحظيرة.
وعن سبب إحياء فلسطينيي الداخل يوم النكبة في "يوم الاستقلال" الإسرائيلي بمسيرة جماعية، قال رئيس جمعية المهجرين، سليمان فحماوي، لـ"العربي الجديد"، إن "فكرة تأسيس الجمعية وطرح قضية المهجرين في الداخل الفلسطيني جاءت بعد اتفاقية أوسلو. في اتفاقية أوسلو ذُكر بند في الاتفاقية أن قضية فلسطينيي الداخل المهجرين شأن فلسطيني، وليس قضية لاجئين، وفُصل عن اللاجئين خارج الوطن. وعلى إثر هذه القضية، أقمنا مؤتمراً في سنة 1995 في تأسيس لجمعية الدفاع عن حقوق المهجرين، وكان اسمها في ذلك الحين اللجنة القطرية للدفاع عن حقوق المهجرين".
وأضاف: "انطلقنا في أول مسيرة واخترنا التاريخ (يوم استقلالهم يوم نكبتنا) للتأكيد أن إسرائيل تحتفل باستقلالها على أنقاض قرانا ومدننا الفلسطينية المدمرة، وعلى جراح شعبنا الفلسطيني". وشدد على أنه "كانت الفكرة أننا في هذا اليوم ندعو إلى زيارة قرانا المهجرة التي دمرت في يوم استقلال دولة إسرائيل، وهذا هام بالنسبة إلينا".
وأصدرت جمعية الدفاع عن المهجرين اليوم بياناً جاء فيه: "عام آخر يمر على نكبة شعبنا العربي الفلسطيني، حيث قامت المنظمات العسكرية الصهيونية، ومن بعدها إسرائيل، بطرد حوالى مليون فلسطيني إلى خارج الوطن وتنفيذ المجازر والتهجير القسري المبرمج ليصبح معظم أبناء شعبنا بين ليلة وضحاها يفترشون الأرض ويلتحفون السماء في مخيمات اللجوء".
وأضاف البيان: "كذلك قامت (المنظمات العسكرية الصهيونية ومن بعدها إسرائيل) بهدم وتدمير أكثر من 530 قرية ومدينة عربية عن بكرة أبيها ومصادرة أملاكنا وأراضينا بموجب العشرات من القوانين التعسفية، معتبرة شعبنا غائباً عن أرضه ووطنه وهو حيّ يرزق وهم يستبيحون مقدساتنا، وما زالوا مستمرين في مخططاتهم الإجرامية، حيث سنّت العديد من القوانين المتعلقة بخصخصة أملاك اللاجئين والمهجرين، وكذلك القانون سيئ الذكر، والذي يتعلق بإحياء ذكرى النكبة وقوانين أخرى".
وذكر البيان: "مهما شرّعت المؤسسة الإسرائيلية من قوانين لتكميم الأفواه والمسّ بحرية التعبير، فإننا مصرون على إحياء ذكرى النكبة التي حلت بشعبنا، ونحن الذين على مرمى حجر من قرانا ومدننا المنكوبة وننظر بحسرة لصمت مآذن المساجد وأجراس الكنائس يوم أسكتت لتتحول زرائب لأبقار المستوطنين وخمارات وبؤر للدعارة وتعاطي المخدرات، ومقابر أجدادنا تدنس وهي تستصرخ الضمير الإنساني منذ أكثر من خمسة وسبعين عاماً مضت".
وتابع: "إيماناً منا بانتمائنا الفلسطيني، وتحديداً للقسم والعهد اللذين قطعناهما على أنفسنا بالعودة ورفض كل البدائل، من تعويض وتبديل وتوطين، فإننا نتوجه إلى أبناء شعبنا، وهيئاته الاجتماعية والسياسية للمشاركة الفعّالة في مسيرة العودة التي نظمتها جمعية الدفاع عن حقوق المهجرين بدعم ومشاركة لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية واللجنة الشعبية التي أقرت وتبنت هذه الفعاليات النضالية".
وذكر البيان أن "مسيرة العودة السادسة والعشرين إلى قرية اللجون المهجرة تأتي في ظل الظروف القاسية التي يمر بها أبناء شعبنا الفلسطيني في الشتات، والداخل الفلسطيني وقطاع غزة والضفة الغربية المحتلتين، من الاعتداء على مقدساتنا الإسلامية والمسيحية والمسجد الأقصى وكنيسة المهد وعلى المقابر، وما بقي من معالم قرانا المهجرة".
واختُتم البيان بالقول: "لن ننسى أسرانا وأسيراتنا القابعين خلف قضبان السجون الإسرائيلية، ونبعث لهم تحية الصمود والثبات إلى حين تحريرهم، وجماهير شعبنا تتوجه بالدعاء لله العلي بشفاء الأسير وليد دقة، ابن فلسطين الأبية، ولكافة أسرانا وأسيراتنا، ولا عودة عن حق العودة".