أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية استشهاد الشاب مثقال سليمان ريان (27 عاماً)، إثر إصابته برصاص مستوطن إسرائيلي في الرأس، في بلدة قراوة بني حسان، غرب مدينة سلفيت، شمالي الضفة الغربية المحتلة، اليوم السبت.
واستُشهد ريان خلال تصديه لهجوم من عشرات المستوطنين على أطراف البلدة الشمالية، ضمن العشرات من أهالي القرية الذين هبّوا لتلبية نداء سكان المنطقة والمزارعين الذين هاجمهم المستوطنون.
وقال رئيس بلدية قراوة بني حسان، إبراهيم عاصي، لـ"العربي الجديد"، إنّ قرابة 40 إلى 50 مستوطناً مسلحاً هاجموا المزارعين وعمال البناء ورعاة الأغنام في الجهة الشمالية من البلدة، دون سابق إنذار، وبدأ المستوطنون بالتهجم على الأهالي وشتمهم وتهديدهم، وإطلاق النار باتجاههم.
وأضاف عاصي أنّ سكان المنطقة التي تقع على أطراف البلدة تواصلوا مع أهالي قراوة بني حسان، ليندفع الأهالي للدفاع عن منطقتهم وسكانها والتصدي للمستوطنين، لكن الأهالي كانوا عزّلاً لا يملكون سوى الحجارة للدفاع عن أنفسهم.
وأكد عاصي أنّ مستوطناً أطلق النار بشكل مباشر تجاه ريان وأصابه في رأسه، لينقله الأهالي إلى مركز للعلاج، وليعلن عن استشهاده لاحقاً، بسبب إصابته الخطيرة، مشيراً إلى أنّ جيش الاحتلال تدخّل لاحقاً لحماية المستوطنين، وقام بإطلاق القنابل الغازية، ما أدى إلى وقوع إصابات باختناق، بينما انسحب المستوطنون.
ولفت عاصي إلى أنّ المستوطنين أطلقوا الرصاص الحي بكثافة بنيّة القتل، معلناً أنّ جنازة ريان ستنطلق، غداً الأحد، بعد صلاة الظهر مباشرة في مسقط رأسه.
ويعد هذا الاعتداء الثاني خلال يومين، حيث قام مستوطنون بسرقة 7 رؤوس أغنام، أمس الجمعة، من المنطقة نفسها، واندلعت مواجهات مشابهة بين الأهالي والمستوطنين. ويقيم مستوطنون بؤرة استيطانية على تلة تقع على أراضي بلدة ديراستيا المجاورة، ولا تبعد عن منازل قراوة بني حسان سوى أقل من كيلومتر واحد، وتقع قرب مستوطنة حفات يائير المقامة على أراضي قرى سلفيت.
وقد أقام المستوطنون هذه البؤرة منذ قرابة ثمانية أشهر، بحسب عاصي، حيث شيّدوا غرفاً زراعية، ويربون الأغنام في المنطقة، ويحاولون فرض سيطرتهم على المنطقة.
وريان هو الشهيد السادس والأربعون في الضفة الغربية، بما فيها القدس المحتلة منذ بداية العام الجاري، وهو الثاني الذي يستشهد برصاص مستوطنين منذ بداية العام، حيث أعدم مستوطن آخر الشهيد طارق معالي في 21 يناير/كانون الثاني الماضي، داخل بؤرة استيطانية مقامة على جبل الريسان غرب رام الله وسط الضفة الغربية، بدعوى محاولته تنفيذ عملية طعن.
وبحسب التقرير السنوي لهيئة مقاومة الجدار والاستيطان، فإنّ الاعتداءات التي نفذها المستوطنون خلال عام 2022 بلغت 1187 اعتداء، وأسفرت عن استشهاد ستة فلسطينيين، بعمليات إطلاق نار أو طعن أو دهس.
الاحتلال يفرج عن زوجة منفذ عملية الدهس في القدس
على صعيد آخر، أفاد المحامي خلدون نجم، من طاقم الدفاع عن زوجة الشهيد حسين خالد قراقع من بلدة العيسوية منفذ عملية الدهس في القدس المحتلة، أمس الجمعة، بأنّ محكمة الاحتلال قررت الإفراج عن زوجة قراقع التي اعتقلت بعد ساعات قليلة من تنفيذ العملية.
ونفذ قراقع يوم أمس، عملية دهس ضد مستوطنين في مستوطنة "راموت" المقامة على أراضي بلدة بيت حنينا، شمال غرب القدس المحتلة.
وفي تصريح خاص لـ"العربي الجديد"، أكد المحامي خلدون نجم أنّ المحكمة تجري في هذه الأثناء جلسة بخصوص شقيقي الشهيد اللذين كانا اعتقلا أمس الأول مع زوجة شقيقهما الشهيد.
وعلم أنّ زوجة الشهيد نفت خلال التحقيق معها علمها بنيّة زوجها تنفيذ الهجوم.
على ذات الصعيد، أعلنت سلطات الاحتلال قبل قليل ارتفاع عدد قتلى الهجوم إلى ثلاثة مستوطنين بعد وفاة مستوطن عصر اليوم متأثراً بجراحه.
الاحتلال يبلغ عائلة الشهيد قراقع بقرار إغلاق منزلها ومواجهات في المكان
ولاحقاً، اقتحمت قوات الاحتلال، مساء اليوم السبت، منزل عائلة الشهيد حسين خالد قراقع، الكائن في بلدة الطور إلى الشرق من البلدة القديمة من القدس، وإخطارها بإخلاء المنزل وتفريغه من محتوياته حتى ساعة منتصف الليل.
وأفاد مع عم الشهيد حسين، ويدعى عدنان قراقع لـ"العربي الجديد"، بأنّ قوات الاحتلال التي لا تزال موجودة بمعداتها في البلدة أمهلت العائلة رسمياً بإخلاء المنزل وتفريغه من محتوياته حتى الساعة الحادية عشرة من هذه الليلة تمهيداً لإغلاقه.
وبعد إخطارها بتفريغ منزلها، بدأت العائلة فعلاً بجمع محتويات منزلها، في وقت تدور فيه الآن مواجهات عنيفة مع قوات الاحتلال التي تتواجد بأعداد كبيرة في محيط المنزل تمهيداً لتنفيذ أمر الإغلاق.