استشهاد أسير فلسطيني في سجون الاحتلال هو الثامن منذ 7 أكتوبر

08 فبراير 2024
اعتقل الشهيد محمد الصبار في عام 2022 تحت بند الاعتقال الإداري (إكس، Getty)
+ الخط -

أعلنت هيئة الأسرى والمحررين ونادي الأسير الفلسطيني، مساء اليوم الخميس، عن استشهاد أسير فلسطيني في سجون الاحتلال الإسرائيلي، هو الثامن منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، حيث تعرض الأسرى لحملة انتقامية إسرائيلية بعد ذلك التاريخ.

وقالت الهيئة في بيان، إنّ المعتقل الإداري محمد أحمد راتب الصبار (21 عاماً) من بلدة الظاهرية جنوب الخليل جنوبي الضفة الغربية أعلن عن استشهاده جرّاء تعرضه لجريمة طبيّة ممنهجة بعد نقله من سجن "عوفر" إلى مستشفى (هداسا)، "وذلك وفقًا للمعطيات المتوفرة".

والأسير الصبار معتقل منذ مايو/ أيار عام 2022، وكان آخر أمر لتجديد اعتقاله الإداري صدر في نوفمبر/ تشرين الثاني 2023، لمدة أربعة شهور، وهو الابن الأصغر لعائلة مكونة من سبعة أفراد، له ثلاث أخوات وأخ أكبر منه، علمًا أنّ هذا الاعتقال هو الأول الذي يتعرض له. 

ويعتقل الاحتلال الإسرائيلي آلاف الفلسطينيين تحت بند الاعتقال الإداري وهو -بحسب تعريف منظمة "بيتسيلم" الحقوقية- "حبس شخص دون محاكمة بدعوى أنّه يعتزم مخالفة القانون مستقبلاً ولم ينفذ بعد أي مخالفة. هذا الاعتقال مدته غير محددة ويستند إلى أدلة سرية"، وتجدد مدة الاعتقال بشكل دوري دون محاكمة المعتقل أو تقديم أدلة ضده.

وقالت مؤسسات الأسرى إن الاحتلال "نفذ جريمتين بحق الشهيد الصبار، أولاً باستمرار اعتقاله الإداري التعسفي تحت ذريعة وجود (ملف سري)، وثانياً بتنفيذ جريمة طبيّة بحقه وحرمانه من العلاج، فالصبار وقبل اعتقاله كان يعاني من مشكلة خلقية في المعدة والأمعاء، وكان يتلقى علاج ودواء بانتظام وطعاما خاصا، وبعد اعتقاله منذ نحو عامين إداريًا، نفّذت إدارة السّجون بحقّه جريمة طبيّة بحرمانه من العلاج، وتضاعفت الجريمة بعد السابع من أكتوبر، بحرمانه من الحد الأدنى من العلاج".

وقال نادي الأسير الفلسطيني، أمس الأربعاء، إنّ أعداد المعتقلين الإداريين في سجون الاحتلال تصاعدت بشكل هائل لتصل إلى 3484 معتقلًا ومعتقلة، منذ 7 أكتوبر، مؤكدًا أن هذا العدد لم يُسجل فعليًا حتى في سنوات انتفاضة عام 1987، علمًا أنّ عدد المعتقلين الإداريين بلغ قبل 7 أكتوبر نحو 1320.

وبينت مؤسسات الأسرى أنّ أعداد الأسرى المرضى في السّجون تضاعفت أيضاً منذ ذلك التاريخ "جرّاء الحرمان المضاعف من العلاج بهدف قتلهم، إلى جانب جرائم التعذيب والتنكيل وسياسة التجويع".

ويعتبر الصبار الشهيد الثامن من بين الأسرى الذين استشهدوا داخل سجون الاحتلال بعد السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، إلى جانب مجموعة من معتقلي غزة الذين كشفت وسائل إعلام إسرائيلية عن استشهاد عدد منهم في معسكر "سديه تيمان"، ولم يكشف عن هويتهم. وبذلك يرتفع عدد شهداء الحركة الأسيرة المعلن عنهم منذ عام 1967 إلى 245 شهيداً.

ويبلغ عدد الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي اليوم أكثر من 9000، فيما بلغ العدد قبل السابع من أكتوبر أكثر من 5250 أسيراً.

وشنت إدارة سجون الاحتلال الإسرائيلي حملة تنكيل يتخللها ممارسات تعذيب بحق آلاف الأسرى الفلسطينيين منذ بدء الحرب على غزة مع تقييد الزيارات وتشديد ظروف الاعتقال.

وفي 25 يناير/ كانون الثاني الماضي، أعلن القائم بأعمال مفوض إدارة سجون الاحتلال كوبي يعكوبي، المقرب من وزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن غفير، أنه بصدد تشديد ظروف الأسرى الفلسطينيين وإقامة هيئة خاصة للتعامل معهم.

وقال يعكوبي، فور تسلم مهامه، إنه يعتزم تطبيق سياسة بن غفير في ما يتعلق بتشديد ظروف الأسرى، مشدداً على أن هدفه الأول هو مفاقمة أوضاعهم.

المساهمون