ارتفعت وتيرة الاشتباكات بين مسلحي عشائر عربية و"قوات سوريا الديمقراطية" "قسد" في ريف حلب الشمالي الشرقي وسط قصف مدفعي متبادل، تزامناً مع استمرار الاشتباكات في ريف دير الزور بعد سيطرة "قسد" على مدينة الشحيل، شمال نهر الفرات.
وقالت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" إن الاشتباكات ارتفعت وتيرتها، ظهر اليوم الاثنين، بين مسلحين من العشائر العربية المنضوية في فصائل "الجيش الوطني السوري" من جهة، و"قوات سوريا الديمقراطية" "قسد" من جهة ثانية، حيث حاول مقاتلو العشائر التقدم على محور أم جلود والبوهيج في ناحية منبج.
وبحسب المصادر، تزامن ذلك مع قصف متبادل بالمدفعية الثقيلة بين الطرفين في محاور قرى جطل وتل علي والياشلي والحمران وعرب حسن كبير وأم جلود. وأشارت المصادر ذاتها إلى أن قوات النظام ساندت "قسد" في القصف المدفعي على خطوط التماس مع مناطق سيطرة "الجيش الوطني".
في غضون ذلك، أعلن "مجلس الباب العسكري" التابع لقسد عن إحباط محاولة تسلل في جبهات قرى البويهج والبوغاز والحمرا، فيما أعلن "مجلس منبج العسكري" التابع لقسد أيضا عن إحباط هجوم في محور منبج، وقصف عربة عسكرية في محور قرية الخالدية غربي مدينة منبج، وإيقاع خسائر بشرية.
وذكرت وسائل إعلام محلية أن "قسد" استعادت السيطرة على مدينة الشحيل في ريف دير الزور الشرقي شمال نهر الفرات بعد انسحاب مسلحي العشائر منها، فيما استمرت الاشتباكات بين الطرفين على محاور ذيبان. وأفادت بأن مسلحي العشائر استعادوا السيطرة على نقاط في الشحيل منها المستشفى التخصصي، وذلك بعد وصول تعزيزات إلى المنطقة. وذكرت أيضاً أن التعزيزات وصلت إلى بلدتي ذيبان والحوايج شرقي ديرالزور، لصد محاولة تقدم "قسد" هناك.
وحاولت المليشيا في وقت سابق اليوم التقدم من جهة حقل العمر النفطي، لكن مقاتلي العشائر جابهوا التقدم قبل وصوله إلى بلدة ذيبان.
وأوضحت مصادر "العربي الجديد"، أن "قسد" لم تنسحب إلى قاعدة حقل العمر، بل استقرت في موقع "مدرسة السواقة" في البادية الشمالية بين ذيبان وحقل العمر. ويبعد حقل العمر الذي تتمركز فيه "قسد" إلى جانب قوات أميركية نحو 10 كيلومترات عن ذيبان القريبة من الضفة الشمالية لنهر الفرات.
وكان مقاتلون من العشائر العربية قد سيطروا مؤخراً على مجموعة من القرى والبلدات بعد اشتباكات مع "قسد" في ريف دير الزور، وكانت "قسد" قد أصدرت مساء أمس بياناً اتهمت فيه شيخ قبيلة العكيدات العربية إبراهيم الهفل بالعمالة لجهات خارجية وبدأت محاولة اقتحام مسقط رأسه ذيبان.
ويستمر التصعيد للأسبوع الثاني على التوالي في المنطقة عقب اعتقال "قسد" قائد مجلس دير الزور العسكري التابع لها، أحمد الخبيل أبو خولة، وعزله لاحقاً من مهامه في قيادة المجلس، وإنهاء مهام أربعة أشخاص آخرين ضمن المجلس. وقالت "قسد"، في بيان، إن ذلك له "علاقة مباشرة بتجاوزات وجرائم منها تجارة المخدرات".