أعلنت الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً، مساء الأحد، ارتفاع ضحايا الهجوم الحوثي على محطة وقود في مدينة مأرب النفطية، إلى 21 قتيلاً، في حين ما زالت السرية تغلف نشاط الوفد العماني الذي وصل إلى صنعاء أمس السبت، في مسعى لإقناع جماعة الحوثيين بوقف الحرب وإنهاء النزاع المتصاعد منذ 6 أعوام.
وقالت وكالة "سبأ"، الخاضعة للحكومة الشرعية، إن "حصيلة ضحايا المحرقة الإرهابية التي ارتكبتها مليشيا الحوثي في مدينة مأرب بصاروخ باليستي وطائرة مسيرة، ارتفعت إلى 21 شهيداً بينهم طفلان".
ونقلت الوكالة عن مصدر طبي، لم تسمه، أن من بين الضحايا، الطفلة ليان طاهر عايض ( 5 أعوام)، والطفل حسان الحبيشي (10 أعوام)، فضلاً عن عدد من الجرحى المدنيين، ولم تكشف الوكالة عن هوية باقي الضحايا، لكن وزير الإعلام معمر الإرياني، أشار إلى أن جميع من سقطوا هم من المدنيين، وأشار إلى أن هناك عددا من الجرحى لا يزالون في حالة حرجة.
ارتفاع حصيلة الجريمة الارهابية النكراء التي ارتكبتها مليشيا الحوثي المدعومة من ايران باستهدافها محطة للوقود في حي الروضة بمدينة مأرب بصاروخ باليستي وطائرة مسيرة مفخخة "ايرانية الصنع" الى (21 مدني) بينهم طفلان، فيما لا زال عدد من الجرحى في حالة خطيرة
— معمر الإرياني (@ERYANIM) June 6, 2021
وقوبل الهجوم الحوثي بتنديد رسمي وسياسي واسع، إذ شدد رئيس الحكومة اليمنية، معين عبدالملك، على أن "الجريمة الإرهابية وكل ما سبقها من جرائم حرب ارتكبتها المليشيات لن يفلت مرتكبوها من العقاب، وستلاحقهم دماء هؤلاء الأبرياء حتى اجتثاث مشروعهم الدموي والتدميري"، وذلك خلال اتصال هاتفي أجراه مساء الأحد مع محافظ مأرب سلطان العرادة، لتقديم التعازي بالضحايا المدنيين.
كما اعتبرت أحزاب التحالف الوطني الموالية للحكومة الشرعية، الهجوم الحوثي بأنه "تأكيد على أن المليشيات الحوثية ماضية في نهجها الإرهابي، ولا يمكن أن تجنح للسلام أو أن تستجيب للجهود، الإقليمية والدولية الرامية لإيقاف الحرب"، وفقاً لبيان نشرته الوكالة الرسمية.
وجاء الهجوم بعد ساعات من وصول وفد عماني رفيع إلى العاصمة اليمنية صنعاء، للقاء قيادة جماعة الحوثيين بهدف إقناعها بالمبادرات الدولية المطروحة لوقف الحرب وإنهاء الأزمة.
ولا تزال تحركات الوفد العماني بصنعاء محاطة بسرية تامة لليوم الثاني على التوالي، إذ تجنبت وسائل الإعلام الحوثية الإشارة إلى أي تفاصيل، كما لم ينشر الناطق الرسمي لجماعة الحوثيين محمد عبدالسلام أي مستجدات منذ التصريحات التي أدلى بها لحظة وصوله إلى مطار صنعاء الدولي، ظهر أمس السبت.
ومن المؤكد أن اجتماعات الوفد العماني ستكون بشكل مباشر مع زعيم الجماعة، عبدالملك الحوثي، وخصوصاً بعد فشل المشاورات التي جرت طيلة الأسابيع الماضية مع الوفد التفاوضي الذي كان يقيم في مسقط.
وعلى الرغم من عدم وجود مؤشرات واضحة لحدوث تحول نوعي في عملية السلام، إلا أن مراقبين يتوقعون أن سلطنة عمان لن تغامر بإرسال وفد رفيع للمرة الأولى إلى صنعاء، إلا في حالة ثقتها بتحقيق اختراق جوهري في جدار الأزمة المعقدة.
ولم تنعكس الزيارة على الفور على خفض التصعيد العسكري، إذ شهدت الأطراف الغربية لمحافظة مأرب، 9 غارات جوية للتحالف السعودي على مواقع للحوثيين، وفقا لوسائل إعلام حكومية.
تحرك حكومي في تعز
على صعيد آخر، وجه محافظ تعز، نبيل شمسان، الأجهزة العسكرية والأمنية بحماية مؤسسات الدولة، وذلك بعد ساعات من قيام وحدات عسكرية بإغلاق عدد من المقرات الحكومية الإيرادية تحت مزاعم محاربة الفساد.
وشدد محافظ تعز، في مذكرة وصلت إلى "العربي الجديد"، على ضرورة تنفيذ حملة أمنية لحماية مكاتب السلطة المحلية في المدينة، واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة.
واستجابت قيادة محور تعز العسكري لتلك التوجيهات، ووفقاً لمذكرة أخرى، فقد وجه قائد المحور، خالد فاضل، بتوقيف عدد من الضباط الذين قاموا بإغلاق مكاتب المالية والضرائب والإدارة العامة للبريد والمقار الإيرادية.
وحسب المذكرة، فقد شملت التوجيهات التحقيق مع عدد من القادة على رأسهم، العقيد مرتضى اليوسفي، والعقيد عبد الحكيم الشجاع، ومحمد كامل، وعارف الخزرجي.