اختتام مباحثات فيينا: الوفود تعود إلى عواصمها للتشاور واستئناف التفاوض الأسبوع المقبل

20 ابريل 2021
مسار المباحثات يمضي إلى الأمام على الرغم من الصعوبات والتحديات الراهنة (تويتر)
+ الخط -

اختتمت أطراف الاتفاق النووي اجتماعها اليوم الثلاثاء في فيينا، في إطار الجولة الرابعة من مباحثات اللجنة المشتركة للاتفاق النووي، على مستوى نواب وزراء خارجية الدول الأعضاء في الاتفاق، وهي إيران وفرنسا وبريطانيا وألمانيا وروسيا والصين. فضلاً عن مباحثات أخرى أجرتها هذه الأطراف، باستثناء طهران، مع الوفد الأميركي في فيينا.

واستمرت مباحثات اللجنة المشتركة اليوم نحو ساعة ونصف الساعة، واتفق المجتمعون على مواصلة التفاوض الأسبوع المقبل بعد عودة الوفود إلى بلدانها للتشاور.

استمرار المباحثات رغم الصعوبات

وأعلنت الخارجية الإيرانية، في إيجاز صحافي اطلع عليه "العربي الجديد"، أن رئيس الوفد الإيراني لمباحثات فيينا عباس عراقجي جدد التأكيد، خلال اجتماع اليوم، على مواقف الجمهورية الإسلامية بشأن تنفيذ الاتفاق النووي و"المسار الذي ينبغي أن يُسلك"، مضيفاً أن "مسار المباحثات يمضي إلى الأمام على الرغم من الصعوبات والتحديات الراهنة".

وأوضح عراقجي أن "الوفد الإيراني سيوقف المفاوضات إذا اتجه مسار الحوارات نحو إضاعة الوقت والمساومات والطلبات غير المنطقية".

ودعا عراقجي في حديث للتلفزيون الإيراني واشنطن إلى "اتخاذ الخطوة الأولى"، مؤكداً أن "المفاوضات صعبة، لكننا حتماً سنتجنب أن تصبح استنزافية، وفي الوقت نفسه لا نتعجل". وأوضح أن "جهوداً تبذل لتحديد مجموعة إجراءات على أميركا اتخاذها لرفع العقوبات ونتحقق منها، وبعد ذلك تتخذ إيران إجراءاتها".

روحاني يضع شرط تحقيق نتائج سريعة 

من جهته، قال الرئيس الإيراني حسن روحاني، مساء اليوم الثلاثاء، إن مفاوضات فيينا "تشهد تقدماً نحو 60 إلى 70 في المئة"، مؤكداً أنه "إذا تحرك الأميركيون بصدق؛ يمكننا الوصول إلى النتيجة في وقت قصير".

وأضاف روحاني وفقاً لوكالة "إرنا" الإيرانية: "لا نستعجل في المفاوضات، لكننا سنستثمر الفرصة بشكل كامل" لرفع العقوبات.

وقال إن "حضور إيران القوي في مباحثات فيينا دليل على فشل الضغوط القصوى للأعداء"، مؤكداً أن الحكومة تتفاوض وفق الأطر التي حددها المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي.

وأكد خامنئي قبل شهر أن السياسة الإيرانية "القطعية" هي رفع جميع العقوبات والتحقق من ذلك، قبل العودة إلى تنفيذ التعهدات النووية.

وتأتي تصريحات روحاني فيما نقلت قناة "برس تي في" الإيرانية الناطقة باللغة الإنجليزية، عن "مصدر مطلع" من فيينا، بعد اجتماع اليوم، قوله إن "أميركا لا تريد رفع العقوبات مرة واحدة، وتسعى إلى رفع بعض العقوبات خلال فترة زمنية طويلة وعلى مراحل".

وأضاف المصدر أن "أميركا حددت فترة زمنية قصيرة للتحقق من رفع بعض العقوبات لتجرى فيها تعاملات مالية رمزية"، مشيراً إلى أن واشنطن "رفضت حتى الآن فترة التحقق اللازمة من رفع العقوبات النفطية من 3 إلى 6 أشهر".

وكانت الخارجية الإيرانية قد كشفت عن اتفاق المشاركين في اجتماع اليوم على تشكيل فريق عمل ثالث الأسبوع المقبل، لبحث "الترتيبات العملية اللازمة لتنفيذ رفع العقوبات، وثم عودة أميركا إلى الاتفاق النووي"، مشيرة إلى عودة الوفود إلى العواصم للتشاور واستئناف اجتماع اللجنة المشتركة على مستوى نواب وزراء الخارجية، والحوارات الفنية على مستوى الخبراء الأسبوع المقبل.

أنريكه: الدبلوماسية هي السبيل الوحيد

من جهته، قال رئيس اجتماع اليوم أنريكه مورا، المدير السياسي للاتحاد الأوروبي، إن "هناك حاجة إلى المزيد من العمل الصعب" في مباحثات فيينا، متحدثاً عن الاتفاق اليوم على تشكيل فريق الخبراء الثالث.

وأكد مورا في تغريدة عبر "تويتر" أن الدبلوماسية هي السبيل الوحيد لمواجهة التحديات" بشأن خطة العمل الشاملة المشتركة، مشيراً إلى "تقدم قد حصل خلال الأسبوعين الماضيين".

بدوره، قال المبعوث الروسي في فيينا، ميخائيل أوليانوف، إن المشاركين خلال اجتماع اليوم "عبروا عن رضاهم للتقدم الحاصل" في المفاوضات بشأن إحياء الاتفاق النووي، لافتاً إلى استئنافها الأسبوع المقبل، لتمكين الوفود من التشاور مع عواصمها.

كما أصدرت مفوضية السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي بياناً، باعتبارها منسق اللجنة المشتركة للاتفاق النووي، بشأن مباحثات فيينا، قالت فيه إن المشاركين في اجتماع اليوم بحثوا "التقدم الحاصل في القضايا المطروحة في فيينا بشأن التدابير اللازمة لرفع العقوبات والقضايا النووية، لعودة الولايات المتحدة إلى خطة العمل الشاملة المشتركة وتنفيذها المؤثر والكامل".

وأشار البيان إلى اتفاق الأطراف على تشكيل مجموعة عمل ثالثة للخبراء، للبدء بمناقشة الترتيبات اللازمة، مؤكداً عزم المجتمعين على "متابعة الجهود الدبلوماسية المشتركة من خلال اللجنة المشتركة، أو عبر استمرار اتصالات المنسق المنفصلة مع جميع أعضاء الاتفاق والولايات المتحدة".

وأكد البيان استئناف اللجنة المشتركة اجتماعها الأسبوع المقبل.

المساهمون