فصائل محلية في السويداء تحتجز ضباطاً من النظام السوري إثر اختفاء الشيخ رائد المتني

22 يونيو 2024
مظاهرة في السويداء جرت في 5 سبتمبر 2023 (سام حريري/ فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- فصائل محلية في السويداء احتجزت ثلاثة ضباط وعنصر من قوات النظام السوري ردًا على اختفاء الشيخ رائد المتني، للضغط من أجل كشف مصيره.
- اتهامات توجه لأجهزة أمن الدولة بخطف الشيخ المتني بسبب مواقفه المؤيدة للحراك الشعبي، وسط تحذيرات من تصعيد الوضع من قبل عائلته.
- تزايد حالات الاختطاف والقتل في السويداء ودرعا، مع تقارير تشير إلى استغلال الأجهزة الأمنية للفلتان الأمني لتعزيز سيطرتها، واستمرار الاحتجاجات ضد النظام.

احتجزت فصائل محلية في محافظة السويداء، جنوبيّ سورية، اليوم السبت، ثلاثة ضباط وعنصراً من قوات النظام السوري، وذلك رداً على اختفاء الشيخ رائد المتني. 

وأعلنت الفصائل احتجاز أربعة عناصر من الجيش والقوى الأمنية التابعة للنظام السوري، بينهم ثلاثة ضباط برتبة عميد وعقيد ونقيب، بالإضافة إلى صف ضابط من جهاز أمن الدولة، وذلك لقاء معرفة مصير الشيخ رائد المتني، الذي فُقد ظهر يوم أمس في أثناء توجهه من منزله الكائن في المدينة إلى قريته الكسيب في الريف الشرقي للمحافظة.

وقالت مصادر لـ"العربي الجديد"، إن الاتهامات تدور حول مجموعات تتبع لأجهزة أمن الدولة، على اعتبار أن الشيخ رائد المتني كان له موقف مؤيد للحراك الشعبي منذ بدايته، وقد شارك بالاحتجاجات في ساحة الكرامة عدة مرات. بينما أكد مواطنون آخرون أن احتمالات الخطف "قد تكون لخلافات عائلية مع إحدى العائلات في المحافظة، التي شهدت خلال الأشهر القليلة الماضية نزاعات بين العائلتين أدت إلى مقتل أكثر من شاب من الطرفين".

عائلة الشيخ رائد المتني تلوّح بتصعيد أكبر

من جانبها، أصدرت عائلة الشيخ رائد المتني بياناً حذرت فيه الجهات الخاطفة أو المغيبة للشيخ المتني من أي عمل يؤثر في صحته وحياته، وطالبت بإطلاق سراحه فوراً قبل أن تبدأ بتصعيد أكبر. ووجهت أصابع الاتهام إلى جهاز أمن الدولة المجاور لمنزل المتني على طريق قنوات.

بينما شهدت مدينة السويداء ليل أمس استنفاراً كبيراً لمجموعات أهلية قطعت فيه العديد من الشوارع الرئيسية وقامت بأعمال بحث وتفتيش للمارة، وكذلك أدت إلى احتجاز عدد من عناصر الجيش والأمن راوحت أعدادهم بين أربعة وخمسة عناصر.

من جهة أخرى، طالب سليمان عبد الباقي، قائد تجمّع أحرار السويداء، بإطلاق سراح المعتقل مهند صياغة الموقوف لدى الأجهزة الأمنية في دمشق منذ عام وتسعة أشهر، وهدد بالتصعيد إذا لم تبين السلطات أسباب احتجازه ومكانه ولم تطلق سراحه إذا لم يكن موقوفاً بجرم ويوجد ادعاء شخصي بحقه.

أحد أفراد المجموعات الأهلية قال لـ"العربي الجديد"، إن الأجهزة الأمنية التابعة للنظام السوري تغذي هذه الحالة من الفلتان الأمني وتدفع المواطنين إلى الاقتتال فيما بينها أو لمواجهة مسلحة مع الجيش السوري، من أجل أن تتدخل بشكل عنيف وتفرض سلطتها وأحكامها. وأضاف: "وفي الحالتين تعلم السلطة أنه لا حلول أمامها لإنهاء هذا الرفض العام لوجودها في السويداء إلا باقتتال داخلي، وهذا سبيلها لإنهاء الحراك السلمي ووقف المطالبات الشعبية بالتغيير".

ويتابع المصدر، الذي فضّل عدم ذكر اسمه: "برأيي الشخصي، قد لا تكون الأجهزة قامت بأعمال الخطف مباشرةً، ولكن لها أدواتها وخططها لتأجيج النزاعات العائلية وإحداث حالة من الخوف والذعر كلما هدأت المحافظة. ونحن باعتبارنا مجموعات أهلية احتجزنا العناصر والضباط كطريقة أصبحت متبعة ومثمرة في معرفة مصير أي مخطوف أو معتقل".

واندلعت الاحتجاجات في السويداء ضد النظام السوري صيف العام الماضي، ولا تزال مستمرة، وفي حين لا يجد النظام مبرراً لاستخدام الحل العسكري والأمني المفرط مع الحراك، فإن الأهالي يتخوفون من زعزعة الأمن عبر الأذرع الخفية للنظام.

مقتل تجار مخدرات مرتبطين بـ"داعش"

إلى ذلك، عثر الأهالي في ريف محافظة درعا، جنوبيّ سورية، بعد منتصف ليل الجمعة - السبت، على جثتين لشخصين مقتولين من مجهولين، يعملان في تجارة المخدرات وتنفيذ عمليات الاغتيال في المحافظة ولهم صلة بتنظيم "داعش".

وقال أبو محمود الحوراني، المتحدث باسم "تجمّع أحرار حوران" (تجمّع لناشطين معني بمتابعة أخبار الجنوب السوري)، في حديث لـ"العربي الجديد"، إن "كلّاً من رعد الراضي، ومحمد عبد السلام الشريف قُتلا بعد منتصف ليل الجمعة، بعد تعرضهما للاختطاف من مسلحين مجهولين، وعثر على جثتيهما عند دوار بلدة أم المياذن شرقي درعا، جنوبيّ سورية".

وبيّن الحوراني أنه "كلٌّ من الراضي والشريف يعملان في تجارة المخدرات وتهريبها، وتنفيذ عمليات اغتيال في درعا البلد والريف الشرقي لدرعا، ويعرفان بارتباطهما بتنظيم داعش".

وكان الأهالي قد عثروا يوم الأربعاء الفائت، على جثة الشاب شامل المحاميد، بالقرب من بلدة الشيخ سعد غربي درعا، بعد ساعات من اختطافه من مجهولين في أثناء وجوده في ريف درعا الغربي، حيث إن المحاميد ينحدر من درعا البلد، وهو عنصر تابع للفرقة الرابعة، التي يقودها شقيق رأس النظام السوري، ماهر الأسد.

في سياق ذي صلة، عثرت مجموعات تابعة لقوات سوريا الديمقراطية (قسد) ليل الجمعة، على جثتي كلٍّ من هارون بوطان ورامز حمودي الكلي، وذلك بعد اختطافهما من مجهولين على طريق الخرافي الواصل بين محافظتي دير الزور والحسكة، شمال شرقيّ سورية، وسط توجيه أصابع الاتهام إلى خلايا تنظيم "داعش" بالوقوف وراء العملية.

المساهمون