احتجت إسرائيل رسمياً لدى روسيا، على قيام وزارة خارجية الأخيرة، بدعوة رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" الفلسطينية، إسماعيل هنية، إلى زيارة موسكو، وإجراء لقاءات مع كبار المسؤولين الروس.
وكشفت قناة التلفزة الإسرائيلية العاشرة، مساء الثلاثاء، النقاب عن أنّ السفير الإسرائيلي في موسكو، جيري كوهين، سلّم الخارجية الروسية، احتجاجاً رسمياً على زيارة هنية، في حين قدمت خارجية الاحتلال الإسرائيلي احتجاجاً مماثلاً للسفارة الروسية في تل أبيب.
وبحسب القناة، فقد استغلّ رئيس الوكالة اليهودية إسحاك هيرتسوغ، زيارته الحالية إلى موسكو، واحتج أمام وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، على دعوة هنية.
وذكر براك رفيد، المعلّق السياسي في القناة، أنّ إسرائيل برّرت احتجاجها على دعوة هنية إلى زيارة موسكو، بأنّ مثل هذه الخطوة تشجع حركة "حماس" على مواصلة خطها "الإرهابي" ضد إسرائيل.
وأشار المعلّق الإسرائيلي إلى أنّ هيرتسوغ زعم، أمام لافروف، أنّ حماس هي المسؤولة عن موجة العمليات التي استهدفت جنود الاحتلال ومستوطنيه، في الضفة الغربية المحتلة، خلال الأسبوعين الماضيين، مطالباً بأن تعمل موسكو على استغلال الزيارة في الضغط على هنية لوقف هذه العمليات.
ووفق رفيد، فقد بدا الردّ الروسي على الاحتجاج الإسرائيلي مقنعاً، حيث أشار إلى أنّ كبار المسؤولين في الخارجية الروسية لفتوا أنظار السفير الإسرائيلي في موسكو، إلى حقيقة أنّ إسرائيل التي تجري اتصالات غير مباشرة مع حركة "حماس"، سواء الاتصالات المتعلقة بالتوصل إلى صفقات تبادل أسرى أو الهادفة إلى إنجاز مسار تهدئة، لا يمكنها توجيه نقد لروسيا في حال أجرت اتصالات مع الحركة.
وأشار رفيد، إلى أنّ لافروف برّر دعوة هنية، بالقول إنّ موسكو تسعى من خلال إجراء اللقاءات معه إلى محاولة بحث فرص تهدئة الأوضاع في الأراضي الفلسطينية، من خلال تشجيع "حماس" وحركة "فتح" على إنجاز المصالحة الداخلية، على اعتبار أنّ هذا التطور يمكن أن يسهم في تعزيز استقرار الأوضاع الأمنية، ويمكن أن يفضي إلى احتواء التصعيد بين "حماس" وإسرائيل.
وكما روت القناة، فإنّ السفير كوهين تدخّل في الحوار الذي دار بين لافروف وهيرتسوغ، وطالب القيادة الروسية بأن تعامل رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو كما تعامل هنية، حيث أشار إلى أنّ كل المحاولات التي بذلتها إسرائيل، خلال الشهرين الماضيين، لترتيب لقاء بين نتنياهو والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، باءت بالفشل، حيث يرد الروس بأنّ جدول أعمال الأخير لا يسمح بعقد هذا اللقاء.
وأوضح رفيد أنّ نتنياهو يبدو مهتماً، بشكل كبير، بعقد لقاء مع بوتين، من أجل التأكد من احتواء تداعيات إسقاط الطائرة الروسية في محيط اللاذقية على ساحل سورية، قبل أكثر من شهرين، حيث اتهمت موسكو، في حينها، جيش الاحتلال الإسرائيلي، بالتسبب في سقوط الطائرة.
يُذكر أنّ موسكو استقبلت، عدة مرات، قيادات في حركة "حماس"، كما أنّ رئيس الوزراء الروسي ديمتري ميدفيديف التقى، خلال زيارته دمشق في مايو/أيار 2010، رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" في ذلك الوقت، خالد مشعل.
ويتوجّه هنية إلى العاصمة المصرية القاهرة، الأسبوع المقبل، والتي ستكون محطة قبل توجهه إلى موسكو، لتلبية الدعوة التي وجهتها له وزارة الخارجية الروسية. وكان هنية قد تلقّى دعوة روسية، في الثامن والعشرين من نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، حملها سفير روسيا لدى دولة فلسطين، حيدر رشيد، خلال لقاء جمعه برئيس المكتب السياسي لحركة "حماس"، غربي مدينة غزة.
وفي سياق آخر، كشف ألون بن دافيد، معلّق الشؤون العسكرية في قناة التلفزة الإسرائيلية العاشرة، النقاب عن أنّ وفداً يمثّل قيادة جيش الاحتلال الإسرائيلي أنهى، مساء أمس الثلاثاء، زيارة لموسكو، هي الزيارة الثانية التي يقوم بها جنرالات إسرائيليون للعاصمة الروسية، في غضون عشرة أيام.
وفي تقرير بثته القناة، مساء الثلاثاء، ذكر بن دافيد أنّ المؤشرات، في أعقاب الزيارة الأخيرة، تدلل على أنّ الروس وافقوا على استعادة العمل بشكل مطلق بقواعد التنسيق بين الجيشين الروسي والإسرائيلي في سورية، وذلك عبر آليات الاتصال المباشر التي تربط مقر قيادة سلاح الجو الإسرائيلي في تل أبيب، بمقر قيادة الجيش الروسي في قاعدة حميميم السورية.