اجتمع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في موسكو، اليوم الثلاثاء، باللجنة الوزارية المكلفة من القمة العربية الإسلامية للجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي، لمناقشة الوضع في قطاع غزة.
وأكدت اللجنة، ضرورة وقف الحرب على قطاع غزة، ووضع حدّ للانتهاكات الإسرائيلية للقانون الدولي، مطالبة مجلس الأمن بتحمّل مسؤوليته في وقف الاعتداءات على الفلسطينيين، مؤكدة بأن ذلك يُعدّ أولوية لكلّ الدول العربية والإسلامية.
وأشار أعضاء اللجنة إلى أهمية رفع الحصار المفروض على قطاع غزة بشكلٍ فوري، وإطلاق الأسرى والرهائن، وإعادة تفعيل عملية سلام جادة وعادلة، تحظى بدعم مرجعيات الشرعية الدولية.
ودعا أعضاء اللجنة الوزارية، المجتمع الدولي للاضطلاع بمسؤوليته عبر رفض كافة أشكال الانتقائية في تطبيق المعايير القانونية والأخلاقية الدولية، والتغاضي عن الجرائم البشعة التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي تجاه المدنيين الفلسطينيين العزل، وقطاع غزة، والضفة الغربية، والقدس الشرقية.
ولفتوا إلى أن استمرار الاحتلال الإسرائيلي في انتهاك قواعد القانون الدولي، وعدم الالتزام بقرارات الشرعية الدولية، وآخرها قرار مجلس الأمن الأسبوع الماضي، يضعف شرعية النظام الدولي، ومصداقية المدافعين عنه، وقدرته في الحفاظ على السلم والأمن والاستقرار الإقليمي مستقبلاً، كما يغذي بواعث التطرف والعنف.
وشدد أعضاء اللجنة الوزارية على أهمية السماح الفوري بإيصال المساعدات الإنسانية والغذائية، والماء، والوقود، والكهرباء إلى غزة، والتي تُعدّ مسؤولية أخلاقية وقانونية على المجتمع الدولي برمته، مشيرين إلى أن حرمان أهالي غزة من متطلبات الحياة الأساسية يُعدّ خرقاً واضحاً للقانون الدولي الإنساني، وخصوصاً اتفاقية جنيف الرابعة، وتجاوز على كل القيم والمبادئ الإنسانية.
وشارك في الاجتماع، وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان آل سعود، ونائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، ووزير الخارجية المصري سامح شكري، ووزيرة الخارجية الإندونيسية ريتنو مارسودي، ووزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي، والأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي حسين إبراهيم طه.
وقال لافروف في كلمته إن روسيا "تشارك تقييمات منظمة التعاون الإسلامي بشأن الحاجة إلى وقف إطلاق النار في قطاع غزة"، مضيفًا أن "روسيا ضد الإرهاب بجميع أشكاله، ويجب مكافحته دون انتهاك القانون الإنساني الدولي".
وأكد لافروف أن "حجم المساعدات الإنسانية التي تدخل غزة غير كافٍ، والآن الأولوية الرئيسية هي لوقف الأعمال العدائية، وإطلاق سراح الرهائن، وحل القضايا الإنسانية"، قائلاً إن روسيا "تدعو إلى بدء الاستعدادات لاستئناف عملية التفاوض لإنشاء دولة فلسطينية في الوقت الحالي".
وعن الدور العربي، قال الوزير الروسي إن "المجموعة الرباعية للوسطاء في الشرق الأوسط لم تضم ممثلين عن العالم العربي، لذلك فشلت في وظائفها، إذ ينبغي أيضاً تمثيل البلدان الإقليمية في آلية حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي".
وإذ لفت إلى أن الأمم المتحدة تجاهلت إشراك الدول العربية في جهود السلام، أبدى استعداد بلاده لإنشاء آلية لتأمين شروط حلّ دائم وفق حلّ الدولتين.
وأكد لافروف أنه "لا بد من العودة إلى المبادرة العربية للسلام، وتحقيق هدف إقامة دولة فلسطينية وفق آلية دبلوماسية تشارك فيها دول المنطقة".
بدوره، اعتبر شكري أن "القصف المستمر للنازحين في جنوب قطاع غزة هدفه واضح، وهو إجبار سكان القطاع على مغادرته"، مشدداً على أن مصر "أعلنت بوضوح رفضها لأية محاولة لتهجير الفلسطينيين".
وأعلنت الخارجية المصرية أن مصر "صاغت مشروع قرار جديد لطرحه أمام مجلس الأمن باسم المجموعتين العربية والإسلامية، لمعالجة الخلل القائم في دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة".
وقال الوزير المصري سامح شكري خلال اللقاء مع وزير خارجية روسيا: "نقدر الدعم الذي قدمته روسيا للقضية الفلسطينية، ونشجعكم على القيام بالمزيد في مجلس الأمن، للتوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار في غزة".
وسأل شكري: "كم هو عدد الضحايا من المدنيين الفلسطينيين الذين يجب أن يسقطوا كي يتحقق هدف إسرائيل من هذه الحرب؟".
من جهته، شدد وزير الخارجية السعودي، على ضرورة وقف إطلاق النار في غزة، ورفع الحصار، وإطلاق الأسرى، وإيصال المساعدات، معتبراً أن الجرائم المرتكبة بحق الشعب الفلسطيني أغضبت العالمين العربي والإسلامي.
وقال: "من الضروري تفعيل آلية المحاسبة الدولية لأن جرائم إسرائيل تقوّض النظام العالمي، وتنذر بمزيد من العنف".
وأمس الاثنين، بدأت اللجنة الوزارية المكلفة من القمة العربية الإسلامية، والمعنية ببلورة تحرك دولي لوقف الحرب على غزة، جولة عالمية لبلورة موقف دولي، وكانت أولى محطاتها الصين.