اجتماع في قاعدة رامشتاين لبحث دعم أوكرانيا وسط مخاوف من تراجع دعم واشنطن

09 يناير 2025
أوستن وزيلينسكي في اجتماع مجموعة الاتصال الأوكرانية في رامشتاين، 6 سبتمبر 2024 (فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- اجتمع حلفاء أوكرانيا في قاعدة رامشتاين بألمانيا لمناقشة دعم كييف ضد روسيا، بحضور وزراء الدفاع وكبار القادة العسكريين من مجموعة الاتصال الأوكرانية، وممثلين من دول خارج الناتو.
- تثير شروط مفاوضات السلام المستقبلية قلق كييف، خاصة مع وعود ترامب بإنهاء الحرب سريعاً، بينما تواجه أوكرانيا صعوبة في صد الجيش الروسي الذي يسيطر على 20% من أراضيها.
- عارض نائب المستشار الألماني مطلب ترامب بزيادة الإنفاق الدفاعي للناتو، مقترحاً زيادة الإنفاق الألماني إلى 3.5% وإنشاء صندوق خاص للدفاع.

يجتمع حلفاء أوكرانيا والرئيس فولوديمير زيلينسكي، اليوم الخميس، في قاعدة رامشتاين الجوية العسكرية الأميركية في ألمانيا لمناقشة مواصلة دعم كييف في حربها مع روسيا. وتعد قاعدة رامشتاين أكبر قاعدة جوية أميركية خارج الولايات المتحدة، وقد استضافت اجتماعات مماثلة منذ هجوم روسيا على أوكرانيا قبل ما يقرب من ثلاث سنوات.

ودعا وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن وزراء الدفاع وكبار القادة العسكريين من الدول الأعضاء في مجموعة الاتصال الأوكرانية للمشاركة في المؤتمر. وكما في الاجتماعات السابقة في رامشتاين، من المتوقع حضور ممثلين من دول خارج حلف شمال الأطلسي (الناتو). كما تتوقع مشاركة مسؤولة ملف العلاقات الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس، والأمين العام لحلف الناتو مارك روته.

وسيكون اجتماع "مجموعة الاتصال" لشركاء كييف في قاعدة رامشتاين الجوية الأميركية، قرب فرانكفورت، الأخير الذي يشارك فيه وزير الدفاع الأميركي في إدارة الرئيس الأميركي الحالي جو بايدن الذي سيخلفه الرئيس المنتخب دونالد ترامب في البيت الأبيض في 20 يناير/ كانون الثاني الحالي.

وقال زيلينسكي، الذي سبق وأتى إلى رامشتاين، خلال الاجتماع السابق في سبتمبر/ أيلول الفائت، إنه ينوي أيضاً إجراء "محادثات على مستوى وزراء الدفاع والقادة العسكريين". ويفتتح لويد أوستن المحادثات قرابة الساعة 11.00 بالتوقيت المحلي (الساعة العاشرة بتوقيت غرينتش)، أمام ممثلي حوالى خمسين دولة. وسيكون الاجتماع، اللقاء الخامس والعشرين لمجموعة الاتصال هذه لتنسيق توفير السلاح لكييف لصد الغزو الروسي. ويتوقع أن يعلن المسؤول الأميركي برنامج مساعدات عسكرية كبيراً لكييف.

وتشنّ روسيا حرباً توسعية ضد جارتها أوكرانيا منذ 24 فبراير/ شباط 2022، حيث يقدم الغرب دعماً لكييف في دفاعها. وتخشى كييف أن يؤدي تولي ترامب مهامه قريباً إلى خفض جذري في دعم الولايات المتحدة لبلاده وضغط من الرئيس المنتخب لكي تقوم كييف بتنازلات للرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

تكهنات حول شروط مفاوضات السلام مستقبلاً

وفي دعوة لمواصلة دعم الأوكرانيين، شدد لويد أوستن، أمس الأربعاء، على أن "حس القيادة الأميركي له أهمية كبرى"، وقال لوكالة فرانس برس: "لم نطلب من الدول توفير مساعدة أمنية فحسب بل أظهرنا لها الطريق في كل حالة حول كمية المساعدة الأمنية وحول السرعة التي ينبغي بها توفير هذه المساعدة".

ومنذ أسابيع، تكثر التكهنات حول شروط مفاوضات سلام في المستقبل، إذ إن دونالد ترامب وعد بوضع حد للحرب "في غضون 24 ساعة" من دون أن يحدد كيفية التوصل لذلك. ومع قلقها من احتمال انخفاض المساعدة، تأمل كييف بأن يتخذ الرئيس الأميركي المقبل قرارات قوية. ورأى زيلينسكي في مطلع الشهر الحالي أن "عدم القدرة على توقع" ما يمكن لترامب القيام به، قد يساعد على إنهاء الحرب.

وفي ظل إدارة جو بايدن، شكلت الولايات المتحدة الداعم الأكبر لكييف في تصديها للغزو الروسي موفرة مساعدة عسكرية تزيد قيمتها عن 65 مليار دولار منذ فبراير/ شباط 2022. وتلي واشنطن في هذا المجال ألمانيا الداعم الثاني لكييف مع 28 مليار يورو. لكن ذلك لم يكن كافياً لكي تحسم أوكرانيا الوضع الميداني بل هي تواجه صعوبة في صد الجيش الروسي الأكثر عديداً، لا سيما في الجزء الشرقي من البلاد. وأعلنت روسيا، الاثنين الفائت، سيطرتها على مدينة كوراخوفي في شرق أوكرانيا بعد معركة استمرت حوالي ثلاثة أشهر.

من جانبه، أعلن الجيش الأوكراني أنه شن، الثلاثاء، "عمليات قتالية" في منطقة كورسك الروسية الحدودية من دون الكشف عن هدفها، في حين تتحدث موسكو عن هجوم أوكراني جديد في هذه المنطقة الاستراتيجية التي دخلتها قوات كييف في أغسطس/ آب الفائت. إلا أن روسيا سيطرت على حوالي 20% من الأراضي الأوكرانية حتى الآن، فيما سرعت تقدمها في شرقها في الأشهر الأخيرة.

حلفاء أوكرانيا يضعونها أمام خيارات "الواقعية والتنازلات"

وفي ظل هذه الأوضاع، تكبدت أوكرانيا ضربة جديدة، الاثنين، مع تصريحات صادرة عن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي دعا الأوكرانيين "إلى مناقشات واقعية حول المسائل المتعلقة بالأراضي" لإيجاد تسوية للنزاع، محذراً من عدم وجود "حل سريع وسهل".

حتى بولندا، الداعم الكبير لكييف، فتحت الباب على لسان وزير خارجيتها أمام احتمال حصول تنازلات عن أراض "بمبادرة من أوكرانيا". وتطالب موسكو بأن تتخلى كييف عن أربع مناطق تسيطر عليها روسيا جزئياً، فضلاً عن القرم التي ضمتها في 2014، وأن تعزف عن الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي. وهي شروط يعتبرها زيلينسكي غير مقبولة.

نائب المستشار الألماني يعارض مطلب ترامب بشأن الإنفاق الدفاعي

من جهة أخرى، عارض نائب المستشار الألماني روبرت هابيك مطلب دونالد ترامب من شركاء حلف شمال الأطلسي (الناتو) استثمار 5% من ناتجهم المحلي الإجمالي في الدفاع. وقال هابيك، وهو أيضاً وزير الاقتصاد، في تصريحات لصحف مجموعة "فونكه" الألمانية الإعلامية: "ما يقترحه دونالد ترامب غير واقعي. لن نصل إلى نسبة 5% في نهاية المطاف". وتجدر الإشارة إلى أن الهدف المشترك الحالي للناتو في الإنفاق الدفاعي يبلغ 2% من الناتج المحلي الإجمالي لكل دولة عضو في الحلف.

وأكد هابيك، وهو مرشح حزب الخضر للمنافسة على منصب المستشار في الانتخابات العامة المقبلة، مجدداً سعيه لزيادة الإنفاق الدفاعي في ألمانيا إلى 3.5% من الناتج المحلي الإجمالي، وقال: "3.5% هو تقريباً ما تتم مناقشته حاليا في حلف شمال الأطلسي باعتباره هدفاً متوسط ​​الأجل"، مشيراً إلى أن الوضع الأمني ​​المتغير يتطلب من أوروبا أن تبذل المزيد من الجهود من أجل أمنها.

وذكر هابيك أنه يمكن إنشاء صندوق خاص جديد للدفاع أو إصلاح نظام كبح الديون دون أي تخفيضات في الميزانية من أجل تحقيق الهدف الجديد في الإنفاق الدفاعي. وبحسب هابيك، فإن نسبة الـ3.5% قد تكون مؤقتة فقط، وقال: "إذا وصلنا إلى حالة معقولة من الأمن في ألمانيا خلال بضع سنوات، فإننا سوف نكون قادرين على خفض الإنفاق مرة أخرى".

(أسوشييتد برس، فرانس برس، العربي الجديد)

المساهمون