اجتماع ثلاثي بين "يونيفيل" وجيشي لبنان والاحتلال الإسرائيلي في رأس الناقورة

11 فبراير 2022
الاجتماع ناقش الحوادث على طول الخط الأزرق (جلاء ماري/ فرانس برس)
+ الخط -

عقد اجتماع ثلاثي، اليوم الجمعة، ضمّ كبار الضباط في الجيش اللبناني وجيش الاحتلال الإسرائيلي برئاسة قائد قوة الأمم المتحدة في لبنان "يونيفيل"، ستيفانو ديل كول، في رأس الناقورة جنوبي لبنان ناقش "الحوادث على طول الخط الأزرق، وخروقات المجال الجوي والانتهاكات الخطيرة لوقف الأعمال العدائية في انتهاك لقرار مجلس الأمن الدولي 1701"، بحسب ما ذكر بيان صادر عن "يونيفيل".

وشجّع رئيس بعثة "يونيفيل": "الأطراف على استئناف محادثات الخط الأزرق التقنية، بغية الوصول إلى اتفاقات حول عدد من النقاط الخلافية على طول الخط، واستخدام المنتدى الثلاثي للبناء على الإنجازات التي تحققت في الماضي ولإحراز تقدم نحو بيئة أكثر استقراراً"، وفق تعبيره.

وقال ديل كول "يجب علينا جميعاً أن نلعب دورنا للانتقال من المستوى التقني إلى الهدف الأسمى المتمثل في تحقيق سلام مستدام وهذا هو التحدي الذي أضعه أمامكم جميعاً".

وشدد على أن "خط اتصالات يونيفيل المفتوح مع الأطراف سوف يحافظ على حيويته، على الرغم من بعض التحديات"، مشيراً إلى أنه "خلال العديد من الحوادث التي وقعت على الخط الأزرق، واصلت كل من القوات المسلحة اللبنانية والجيش الإسرائيلي العمل مع يونيفيل، مما أتاح لها الوقت والمساحة للتهدئة".

وأضاف "من المشجّع أن كلا منكما واصل العمل عن كثب مع يونيفيل خلال كل حادث من هذه الحوادث لاحتواء الوضع واستعادة الاستقرار، وهذا يبين المساهمة الحاسمة لقنوات الارتباط والتنسيق التي نضطلع بها لتهدئة الوضع ونزع فتيل التوتر، وفي صميم هذه القنوات نجد منتدانا الثلاثي".

وأكد ديل كول في اجتماعه الأخير بعد انتهاء ولايته على "ضرورة الحفاظ على المستوى نفسه من الالتزام، والبناء على التقدم المحرز حتى الآن وإنهاء النقاط العالقة التي سبق أن اتفق عليها الطرفان، بما يتماشى مع توقعات مجلس الأمن".

من جهته قال الجيش اللبناني، في بيان له، إنّ "الجانب اللبناني أدان الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة التي تحصل يومياً، وحمّل العدو مسؤولية النتائج التي تترتب عنها". كما دعا الأمم المتحدة إلى "ممارسة الضغط على العدو الإسرائيلي من أجل كبح ممارساته العدائية، لاسيما استخدام المجال الجوي اللبناني لقصف الأراضي السورية، واستمرار انتهاكاته للسيادة اللبنانية براً وبحراً وجواً، وأكد التزام لبنان بالقرارات الدولية ولا سيما القرار 1701 ومندرجاته".

كذلك شدد الجانب اللبناني، وفق بيان الجيش، على "ضرورة انسحاب العدو الإسرائيلي من الأراضي اللبنانية المحتلة كافة ومنها: المنطقة المتاخمة لشمال الخط الأزرق ومزارع شبعا وتلال كفرشوبا والقسم الشمالي المحتل من بلدة الغجر وبقعة B1 المحتلة والنقاط الـ 17 المتحفظ عليها".

ويأتي هذا الاجتماع في وقتٍ يدرس فيه لبنان المقترحات الجديدة التي قدمها كبير مستشاري الولايات المتحدة لأمن الطاقة آموس هوكستين للمسؤولين خلال لقاءاته الرسمية التي عقدها في بيروت يومي الثلاثاء والأربعاء، وذلك في ملف ترسيم الحدود البحرية والتي ترتكز على فكرة الخط المتعرج تبعاً لما كشفته أوساط قصر بعبدا لـ"العربي الجديد" والذي يضمن للبنان حقل قانا كاملاً.

وكان مصدر في قصر بعبدا قد أكد لـ"العربي الجديد" أنّه "تم الاتفاق على أن يكمل الوسيط الأميركي جولته ليعود بمقترحات خطية توضع على الطاولة ويبدأ النقاش حولها وقد تكون عرضة لتدوير الزوايا أو إدخال تعديلات وما إلى ذلك، وبالتالي فإن هوكستين سيجري تقييماً للجوابين اللبناني والإسرائيلي ومن ثم يعود باقتراحات خطية توضع على الطاولة لتناقش في زيارته المقبلة إلى لبنان".

وقال مصدر في السفارة الأميركية في بيروت، لـ"العربي الجديد"، إنّ "لقاءات هوكستين كانت إيجابية جداً وهناك احتمال جدي للتوصل إلى اتفاق في ملف ترسيم الحدود"، مع الإشارة إلى أنّ أمين عام "حزب الله" حسن نصر الله كان استبق زيارة الوسيط الأميركي بموقف عبّر عنه في إطلالته مع قناة "العالم" الإيرانية أقفل فيها الباب على أي تقاسم للموارد بين لبنان والاحتلال الإسرائيلي ورفض أي شبهة تطبيع.

وأكد وزير الدفاع السابق، إلياس بو صعب، بعد لقائه رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي، أنّ "هناك خطوة للأمام في ما قدمه الوسيط الأميركي، ولكن لا شيء نهائياً بعد، وسنرى كيف ستكون نتائجها، هناك أمور يجب أن تستكمل داخلياً، كما أن هناك أموراً سيقدمها هوكستين لاحقاً".

وناقش بو صعب وهو مكلّف من قبل الرئيس اللبناني، ميشال عون، بجانب من الاتصالات مع الأميركيين حول الملف مع رئيس الوزراء، أمس الخميس، نتائج زيارة الوسيط الأميركي وجرى تقييم للاجتماعات التي تمت، وأين هي مصلحة لبنان وماهية الخطوات المقبلة لهذه الزيارة.

وفي وقت ترددت معلومات عن إمكانية حصول لقاء ثلاثي بين عون وميقاتي ورئيس البرلمان نبيه بري، أكدت مصادر "العربي الجديد" أن "لا لقاء حالياً لبحث الملف ولا سيما أنّ الرئيس نجيب ميقاتي مسافر خارج البلاد".

من جهتها، أكدت "كتلة التنمية والتحرير" بعد اجتماعها، اليوم الجمعة، برئاسة بري أنّ "اتفاق الإطار الذي أنجز بعد تفاوض مضن باسم لبنان على مدى عشر سنوات يبقى هو القاعدة المثلى وطنياً وسيادياً كآلية للتفاوض غير المباشر في موضوع ترسيم الحدود البحرية للبنان مع فلسطين المحتلة التي يمكن لها أن تحفظ للبنان سيادته وتصون وتحمي حقوقه في استثمار ثرواته من نفط وغاز ومياه كاملة في البر والبحر من دون أي انتقاص أو مساومة أو مقايضة أو تنازل أو تطبيع بأي شكل من الأشكال".

وجددت الكتلة إدانتها استباحة الاحتلال الإسرائيلي سيادة لبنان بحراً وجواً وبراً وتحويل أجوائه منصة لاستهداف الأراضي السورية، داعيةً المجتمع الدولي إلى "تحمل مسؤولياته والتحرك العاجل للجم إسرائيل ووقف اعتداءاتها المتواصلة عبر الحدود والأجواء اللبنانية".

المساهمون