اجتماع بين "الإطار التنسيقي" والصدر في بغداد: مساع لتجاوز أزمة نتائج الانتخابات العراقية
قالت مصادر سياسية عراقية إن لقاء بدأ اليوم الخميس بين قادة القوى والكتل السياسية الرافضة لنتائج الانتخابات العراقية 2021، المنضوية تحت ما يعرف بـ"الإطار التنسيقي"، مع زعيم "التيار الصدري" مقتدى الصدر في بغداد.
ويأتي ذلك ضمن وساطة جديدة تهدف للتخفيف من التوتر الحالي وفتح منافذ جديدة للحوار بين المعسكرين المتصارعين، في وقت تحدثت مصادر أخرى عن مساع لإعادة إحياء ما يعرف بـ"البيت السياسي الشيعي"، عبر جملة من التفاهمات بين القوى الرئيسة تعيد ترتيب التوازنات فيما بينها لتشكيل حكومة توافقية.
ويأتي الاجتماع بُعيد يوم واحد من إعلان النتائج النهائية للانتخابات البرلمانية العراقية التي أجريت قبل أكثر من 50 يوما، دون أن تحمل تغييرات كبيرة عن النتائج الأولية التي أعلنت مسبقا.
وتصدر "التيار الصدري" نتائج الانتخابات بواقع 73 مقعدا بفارق أكثر من النصف عن أبرز منافسيه وهو تحالف "دولة القانون"، بزعامة نوري المالكي، بينما جاءت الأحزاب الأخرى الحليفة لطهران متأخرة في قائمة الكتل الفائزة حيث حظي تحالف "الفتح"، الجناح السياسي لـ"الحشد الشعبي"، بواقع 17 مقعدا فقط.
وتعليقا على التطورات الجديدة قال عضو بارز في تحالف "الفتح"، لـ"العربي الجديد"، إن "اجتماع اليوم هو لتلطيف الأجواء وتخفيف حدة التوتر بين الكتل الشيعية من جهة وبين مقتدى الصدر من جهة أخرى بوساطة مدعومة إيرانيا".
وأضاف المصدر ذاته، طالبا عدم ذكر اسمه، أنه "اجتماع أولي ولا ينتظر منه شيء كبير فيما يتعلق بالأزمة الحالية، لكنه مهم بطبيعة الحال، وهناك رعاة لوساطة التهدئة منهم شخصيات دينية وسياسية محلية وآخرون من الأخوة في الجمهورية الإسلامية"، في إشارة إلى إيران.
وذكرت تقارير إخبارية لوكالات محلية وقنوات فضائية عراقية في وقت سابق، عن مصادر سياسية وصفتها بالمطلعة تأكيدها بأن اجتماعا سيعقد ظهر اليوم ببغداد، في منزل زعيم تحالف "الفتح" هادي العامري، بحضور زعماء كتل منضوية ضمن ما يعرف بـ"الإطار التنسيقي"، ومشاركة الصدر.
ومن أبرز المشاركين في الاجتماع بالإضافة للصدر والمالكي، كل من رئيس تحالف "قوى الدولة الوطنية"، عمار الحكيم، ورئيس المجلس القيادي للتحالف، حيدر العبادي، وزعيم مليشيا "عصائب الحق"، قيس الخزعلي، ورئيس "هيئة الحشد الشعبي"، فالح الفياض، ورئيس "المجلس الأعلى الإسلامي"، همام حمودي.
وتحدثت معلومات عن أن الاجتماع مهيأ له منذ أمس الأربعاء وضمن وساطة مدعومة من طهران لطي أزمة الانتخابات والذهاب لتشكيل حكومة توافقية.
وقال المتحدث باسم تحالف "دولة القانون"، هشام الركابي، إن "زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر سيكون بضيافة الإطار التنسيقي اليوم الخميس"، دون ذكر أي تفاصيل أخرى.
عاجل : السيد الصدر سيكون بضيافة الاطار التنسيقي يوم غد .
— هشام الركابي (@HushamHamad) December 1, 2021
بينما نقلت الوكالة الوطنية العراقية للأنباء عن عضو البرلمان السابق، هشام السهيل قوله إن "لقاء اليوم بين قوى الإطار التنسيقي وزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، سيكون بلا اتفاق قبل بت المحكمة الاتحادية بالشكوى الخاصة بالانتخابات"، مستدركا بالقول: "نتمنى أن تسفر هذه اللقاءات عن انفراج للأزمة".
وأضاف السهيل، "نحن نراهن على حكمة بعض القادة ومنهم عمار الحكيم الذي بذل جهودا جبارة لإيجاد حلول لهذه الأزمة"، موضحا أن "الكل سينتظر قرار المحكمة الاتحادية وأي اتفاق لا يمكن أن يحدث قبل صدور قرارها بالمصادقة على النتائج والبت بالشكاوى المقدمة لها".
بدوره قال القيادي في منظمة "بدر"، التي يرأسها هادي العامري، بهاء الدين النوري، في تصريحات لمحطة تلفزيون محلية عراقية إن مأدبة غداء "ستجمع الصدر وقيادات الإطار التنسيقي الشيعي وبضمنهم نوري المالكي".
وأضاف أن "المجتمعين لن يناقشوا موضوع رئاسة الوزراء، لكنهم سيناقشون ما إذا كانت المحكمة الاتحادية ستلغي الانتخابات أو تأمر بإعادة عد وفرز الأصوات".
لكن عضو "التيار الصدري"، عصام حسين، قال في سلسلة تغريدات له على موقع "تويتر"، صباح اليوم الخميس إن اللقاء اليوم المرتقب، لن يحضره المالكي ولا الخزعلي.
حسب التسريبات،
— عصام حسين (@IssamHussein19) December 2, 2021
الإطار التنسيقي يريد فقط ضمانات بعدم الملاحقة القانونية لفاسديهم وأيضا عدم المساس بسلاحهم، لأن بوصلة التحالفات انتهت وهم خارج لعبة تشكيل الحكومة المقبلة..
ويأتي التطور بالتزامن مع إصدار "الإطار التنسيقي"، الذي يضم القوى الحليفة لإيران والمعترضة على نتائج الانتخابات العراقية بيانا جديدا أكد فيه استمرار موقفه الرافض للنتائج الحالية واستمرار مضيه بإجراءات قانونية للطعن بالنتائج أمام المحكمة الاتحادية، كما أكد استمرار الاحتجاجات والتظاهرات التي ينظمها منذ أسابيع أمام المنطقة الخضراء.
حكومة توافقية قوية
وحول التطور الجديد، أكد عضو تحالف "قوى الدولة"، بزعامة عمار الحكيم، طه الدفاعي، وجود ما وصفه بـ"اجتماعات بين الكتل الشيعية لإعادة إحياء وتكوين البيت الشيعي مرة أخرى".
وقال الدفاعي في تصريح إن "هناك توجهات ومؤشرات لبعض الكتل لإحياء البيت الشيعي والذهاب به لتشكيل حكومة توافقية قوية"، مضيفا أن "الجميع ينتظر مصادقة المحكمة الاتحادية على نتائج الانتخابات وبعدها سيبدأ العمل بجدية على شكل التحالفات وتشكيل البيت الشيعي مجددا".
وتحدث عما وصفه بـ"ضرورة تشكيل البيت الشيعي وتصدر المشهد السياسي مرة أخرى وإنهاء الخلافات وخصوصاً أن هناك جهات لا تريد إعادة تشكيله وتحارب ذلك بقوة".