اجتماعات فيينا: تقدم فني دون مواعيد نهائية لإنقاذ الاتفاق النووي الإيراني

28 ديسمبر 2021
الجولة الثامنة من المفاوضات انطلقت أمس الإثنين (أليكس هالادا/ فرانس برس)
+ الخط -

بدأت اجتماعات لجان الخبراء، اليوم الثلاثاء، بعدما انطلقت أمس الجولة الثامنة من مفاوضات فيينا لإحياء الاتفاق النووي، وذلك لبحث القضايا العالقة الخلافية في ما يتصل بملفي رفع العقوبات والخطوات النووية.

وسيعمل المفاوضون في لجنة الخبراء لرفع العقوبات على إكمال مسودة تحديد النقاط الخلافية في مسألة رفع العقوبات وحصرها، فيما يبحث المفاوضون في لجنة الخبراء للمسائل النووية إيجاد حلول للنقاط الخلافية في هذا الشأن، والتي حُدِّدَت في الجولة السابقة في مسودة جاهزة.

وتعمل لجنة "الإجراءات التنفيذية" على بحث ملف آليات تنفيذ الاتفاق المحتمل في ضوء مطالبة إيران بضرورة أن تقدم الولايات المتحدة أولاً على رفع العقوبات، ثم تتحقق طهران من ذلك، فضلاً عن المطالبة بتقديم ضمانات لعدم الخروج من الاتفاق النووي لاحقاً، في ظل الإدارة الأميركية الحالية أو في الإدارات المقبلة.

واليوم الثلاثاء، قال كبير المفاوضين الإيرانيين، علي باقري كني، لوكالة "إرنا" الإيرانية، إن أطراف المفاوضات أكدت خلال اجتماع الافتتاحية، يوم أمس الإثنين، "أولوية مسألة رفع العقوبات"، حسب قوله، مضيفاً أن "سر النجاح والتقدم في المفاوضات في التوصل إلى اتفاق يكمن في إلغاء العقوبات بشكل مؤثر وعملي".

وأكد باقري كني أن "تأكيد الأطراف هذا الموضوع وإبداءها الجدية في وضع رفع العقوبات على الأجندة، يشكلان مؤشراً يبعث على الأمل"، مشيراً إلى أن "حصول تقدم في هذا الملف يمكنه أن يسهل الطريق للتوصل إلى اتفاق".

وعن إمكانية الوصول إلى اتفاق لإحياء الاتفاق النووي قبل يناير/ كانون الثاني المقبل، شدد كبير المفاوضين الإيرانيين على أنه "كلما أبدى الطرف الآخر استعداداً وإرادة أكثر جدية للقبول بالآليات المطلوبة لدى الجمهورية الإسلامية في رفع العقوبات، خصوصاً في ما يتعلق بموضوعي التحقق من إلغائها وتقديم ضمانات، يمكن الوصول إلى الاتفاق في أقصر وقت".

ودعا باقري كني الولايات المتحدة إلى رفع العقوبات أولاً لتعود إيران إلى التزاماتها النووية بعد التحقق من رفع العقوبات عملياً، مشيراً إلى أن رفع العقوبات عن القطاعين المالي والمصرفي على جدول أعمال مفاوضات في هذه الأيام.

إيران تشدد على ضرورة رفع العقوبات

من جهته، قال وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، اليوم الثلاثاء، إن التفاوض سيجرى من اليوم على "نص مشترك جديد" تم التوصل إليه، مؤكداً أن "أهم موضوع بالنسبة لإيران هو رفع العقوبات والتحقق من ذلك عملياً".

وأكد أمير عبد اللهيان في تصريحات إعلامية خلال مراسم تأبين السفير الإيراني في اليمن حسن إيرلو الذي توفي حسب السلطات الأسبوع الماضي بسبب مضاعفات إصابته بفيروس كورونا: "نريد أن نصل إلى نقطة بحيث يمكن بيع النفط الإيراني بسهولة ومن دون مانع وأن يتم تحويل عوائده بالعملة الصعبة إلى حسابات إيران المصرفية"، مشدداً على أنه "يجب أن تتمكن إيران من الاستفادة من جميع امتيازات الاتفاق النووي".

وأضاف الوزير الإيراني أن المفاوضات تتركز حالياً على بحث النقاط الخلافية المحددة، لافتاً إلى أنه "إذا ما أبدى الطرف الآخر الجدية فيمكن الوصول إلى اتفاق جيد في المستقبل القريب".

مفاوضون أوروبيون: أمامنا أسابيع لإنقاذ الاتفاق النووي

بدورهم، قال مفاوضون أوروبيون، الثلاثاء، إن أمام أطراف الاتفاق النووي "أسابيع وليس شهوراً" لإنقاذ الاتفاق، مضيفين أنه تم إحراز بعض التقدم الفني في الجولة الأحدث من المحادثات فيما يتعلق بالطلبات الإيرانية.

ومع ذلك، قال مفاوضو بريطانيا وفرنسا وألمانيا، الدول الأوروبية أطراف الاتفاق، إنهم لا يحددون مواعيد نهائية للمفاوضات.

روسيا: "تقدم لا خلاف عليه"

من جهته، قال المبعوث الروسي للمحادثات النووية الإيرانية في فيينا اليوم الثلاثاء إن مجموعة العمل أحرزت تقدماً "لا خلاف عليه"، وفق ما أوردته وكالة "رويترز".

وكتب المبعوث ميخائيل أوليانوف على "تويتر": "تجرى مناقشة رفع العقوبات بشكل فعال في المحادثات غير المباشرة".

وانطلقت أمس الإثنين الجولة الثامنة من مفاوضات فيينا غير المباشرة بين طهران وواشنطن بواسطة أطراف الاتفاق النووي، وهي روسيا والصين وفرنسا وبريطانيا وألمانيا ومفوضية السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي.

وبعد الجلسة الافتتاحية للجنة المشتركة للاتفاق النووي، قال منسق المفاوضات، أنريكي مورا، إن المفاوضات "على الطريق الصحيح"، مؤكداً ضرورة إنهاء المفاوضات للوصول إلى اتفاق "في فترة زمنية معقولة في غضون أسابيع، لا أشهر".

وذكر مورا الذي يشغل منصب نائب مفوض السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي أنه "إذا ما عملنا خلال الأيام والأسابيع المقبلة بجهد مكثف، يمكننا أن نصل إلى نتيجة إيجابية"، داعياً إلى اتخاذ "قرارات صعبة" للتوصل إلى اتفاق لعودة واشنطن وطهران إلى تنفيذ تعهداتهما في رفع العقوبات، وتنفيذ الالتزامات بالاتفاق النووي.

المساهمون