اتهام ترامب بمحاولة قلب نتيجة الانتخابات الرئاسية في ولاية جورجيا

15 اغسطس 2023
وصف ترامب الاتهام بـ"السخيف" (Getty)
+ الخط -

اتهمت هيئة محلفين كبرى في أتلانتا، الاثنين، دونالد ترامب بمحاولة قلب نتيجة الانتخابات الرئاسية لعام 2020 في ولاية جورجيا الأميركية، خصوصاً من خلال ممارسته ضغوطاً على مسؤولين عن الاقتراع.

وهذه رابع لائحة اتهام توجه إلى الرئيس الجمهوري السابق الساعي إلى خوض السباق إلى البيت الأبيض عام 2024.

ووافقت هيئة المحلفين الكبرى في ولاية جورجيا، مساء الاثنين، على توجيه لائحة من عشر تهم، بعد يوم من الاستماع إلى شهود بشأن محاولات مزعومة وغير قانونية من جانب ترامب لقلب نتيجة انتخابات 2020 في هذه الولاية الرئيسية، وفق ما ذكر عدد من وسائل الإعلام الأميركية.

إمهال ترامب حتى 25 أغسطس

وأمهلت المدعية العامة لمنطقة أتلانتا فاني ويليس ترامب و18 متهماً آخرين حتى 25 أغسطس/ آب للمثول أمام المحكمة في جورجيا، وقالت إنها تريد محاكمة ترامب في غضون ستة أشهر.

ومساء الاثنين، أظهرت لقطات تلفزيونية أميركية في محكمة في أتلانتا حزماً من الوثائق قدمت إلى قاضٍ، لكن لم تُكشف على الفور أسماء المتهمين الآخرين أو التهم الموجهة إليهم. وأظهرت اللقطات القاضي خلال توقيعه النتائج التي توصلت إليها هيئة المحلفين الكبرى.

ويمهد ذلك لصدور لائحة اتهام تطاول عدداً كبيراً من المتهمين.

وهذه رابع لائحة اتهام ترفع ضد ترامب (77 عاماً)، هذا العام، ما قد يؤدي إلى أول محاكمة متلفزة لرئيس سابق في التاريخ الأميركي تشمل تهماً تستخدم عادة لإسقاط رجال العصابات.

وقال المحلل السياسي في جامعة ولاية جورجيا أنتوني كريس، في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي: "سيكون هناك العديد من المتهمين على الأرجح، ما سيظهر نمطاً من السلوك غير القانوني (استهدف) قلب الانتخابات في جورجيا: القرصنة والبيانات الكاذبة والمضايقات، إلخ".

ويتوقع محللون قضائيون أن تجمع المدعية العامة لمنطقة أتلانتا الادعاءات ضد ترامب وعدد من المتآمرين معه في قضية واحدة في إطار قانون تأثير الابتزاز والمنظمات الفاسدة (المعروف اختصاراً باسم ريكو) لولاية جورجيا.

وتشكل الولاية الجنوبية التي فاز بها الرئيس جو بايدن بأقل من 12000 صوت عام 2020، أخطر تهديد لحرية ترامب، بينما يسعى إلى الفوز بترشيح الحزب الجمهوري لمحاولة إعادة انتخابه عام 2024.

وحتى لو انتُخِب، لن يتمتع ترامب في جورجيا بأيّ من السلطات التي يتمتع بها الرؤساء في النظام الفيدرالي لإصدار عفو عن النفس أو جعل المدعين يسقطون القضايا.

ترامب: اتهامات زائفة

من جهته، ندد ترامب، الثلاثاء، بالاتهامات، معتبراً أنها "زائفة"، وكتب على منصته للتواصل الاجتماعي "تروث سوشال" معلقاً على لائحة الاتهام الصادرة بحقه: "تبدو لي زائفة!".

وأضاف "لماذا لم يوجهوا التهمة لي قبل سنتين ونصف؟ لأنهم يريدون القيام بذلك وسط حملتي السياسية".

كما ندد محامو ترامب في بيان بـ"تسريب لائحة اتهام مزعومة ومبكرة قبل إدلاء الشهود بإفاداتهم أو قبل مداولات هيئة المحلفين الكبرى"، منددين بآلية "غير دستورية تشوبها أخطاء".

مكالمة هاتفية

عادة تستخدم قوانين "ريكو" لاستهداف الجريمة المنظمة ويمكن إدانة أي شخص يمكن أن يكون مرتبطاً بـ"مؤسسة" إجرامية إذا كان هناك نمط من الجريمة يرتكب عبر هذه المؤسسة.

لكن بموجب قانون جورجيا الأوسع، يسمح للمدعين بدمج التهم التي يرتكبها متهمون مختلفون بدون إثبات وجود منظمة إجرامية.

ومن بين الوقائع التي يرجح أن تبرز بين الاتهامات مكالمة هاتفية أجراها ترامب مع مسؤولين في جورجيا طلب منهم فيها "إيجاد" الأصوات التي من شأنها قلب هزيمته أمام الديمقراطي بايدن في الولاية الجنوبية.

ويتوقع المحللون أيضاً أن يتم تقديم اتهامات بشأن مخطط لإرسال شهادة مزيفة عن فوزه المزعوم في جورجيا إلى الكونغرس الأميركي، وكذلك بشأن شهادة زور أدلى بها مساعدون لترامب عن تزوير الانتخابات.

ويُحتمل أن تعرض هذه القضية أيضاً المضايقات التي تعرض لها اثنان من موظفي الاقتراع في مقاطعة فولتون، والوصول إلى بيانات حساسة من مكتب انتخابات في مقاطعة ريفية بجنوب أتلانتا غداة أحداث الشغب في الكابيتول عام 2021.

وكانت هيئة محلفين كبرى "خاصة" منفصلة قد استمعت خلال العام الماضي إلى 75 شاهداً وقدمت تقريراً سرياً في فبراير/ شباط، أوصى بالعديد من التهم.

شفافية

ظاهرياً، تبدو القضية في جورجيا كأنها نسخة مصغرة من قضية وزارة العدل ضد ترامب حول التدخل بالانتخابات - التي تركز على ولايات عدة - لكنها تختلف في جوانب مهمة أخرى بجانب عنصر "ريكو".

في جورجيا، أرسلت ويليس رسائل استهداف إلى محامي ترامب السابق رودي جولياني الذي مارس ضغطاً على المشرعين المحليين في عدة جلسات استماع للجنة عقدت بعد الانتخابات، و16 ناخبًا وهميًا نصفهم يقال إن لديهم صفقات حصانة.

وبحسب "سي أن أن"، فقد توجه ويليس اتهامات إلى أكثر من عشرة أشخاص، قد يكون من بينهم رئيس الموظفين السابق في البيت الأبيض مارك ميدوز ومساعدون آخرون لم يكونوا محل تركيز لائحة الاتهام الفدرالية لترامب.

ويعد نظام المحاكم في جورجيا أكثر شفافية من النظام الفيدرالي، ما يعني أنه ليس هنالك ما يمنع بث القضية عبر التلفزيون من الجلسة التمهيدية الأولى.

وتجتمع هيئة المحلفين الكبرى في مقاطعة فولتون أيام الاثنين والثلاثاء. ويتوقع مراقبو المحاكم المحلية أن تقوم ويليس بإنهاء وتقديم أي اتهامات توافق عليها اللجنة في غضون يومين، وهو الجدول الزمني المعتاد لقضايا الابتزاز.

(فرانس برس)