أكد رئيس الحكومة الإسرائيلية نفتالي بينت، اليوم الثلاثاء، أن إسرائيل لن تكون ملزمة بالاتفاق النووي مع إيران حتى في حال التوصل إلى اتفاق جديد، مشيرًا إلى "أن الخطأ الذي ارتكبته إسرائيل بعد الاتفاق النووي في العام 2015 لن يتكرر".
وأضاف بينت، في كلمة له أمام مؤتمر مركز هرتسليا للدراسات الاستراتيجية والسياسات استضافته جامعة رايخمان، صباح اليوم، أن إيران في مرحلة متطورة جداً من برنامجها النووي، مشيراً إلى امتلاكها أجهزة تخصيب أكثر تطورا من أي وقت مضى.
وانتقد بينت سياسة سلفه بنيامين نتنياهو وتهديداته الإعلامية دون أي فعل، إذ قال: "عندما دخلت لمنصب رئيس الحكومة قبل أقل من نصف عام ذهلت من الفجوة بين الخطاب الذي كان معلنا وبين الفعل. وجدت مسافة تبعث على القلق في المقولات المترددة التي كانت دائماً تؤكد عدم السماح لإيران بامتلاك سلاح نووي".
وزعم رئيس الحكومة الإسرائيلية أنّ "إيران تمكنت دائما وبشكل مثابر من إحاطة إسرائيل بطوق من المليشيات من حولها". وأضاف: "لقد طوق الإيرانيون إسرائيل بالصواريخ فيما يجلسون في قلب طهران. هم يضايقوننا من بعيد، يمتصون طاقاتنا ويلحقون بنا الأضرار وكل هذا دون أن يخرجوا من البيت. يستنزفون دماءنا دون أن يدفعوا ثمنا. مطاردة الإرهابي المناوب الذي يرسله (فيلق القدس) لم تعد منطقية يجب الوصول إلى من أرسله".
وقال بينت: "الإيرانيون حساسون لحياتهم ويفضلون دائما العثور على متطوعين أفغان ولبنانيين ويمنيين للقتال باسمهم. نحن الآن في هذه النقطة عمليا نحارب حرب العالم كله ونأمل ألا يتردد العالم لكننا نحن أيضا لا نعتزم التردد. أمامنا فترة معقدة وشائكة ويحتمل حدوث عدم توافق أيضا مع أفضل الدول الصديقة لنا ولن تكون هذه المرة الأولى، ولكن حتى إذا تمت العودة للاتفاق النووي فإن إسرائيل ليست طرفا فيه ولن تلتزم به".
وزعم بينت أن "إيران ترسل وكلاء من لبنان وغزة وأماكن أبعد، وأن إسرائيل تتعارك مع الرسل. علينا استغلال أفضلياتنا النسبية مقابل نقاط ضعفهم بشكل فعال أكثر. لإسرائيل اقتصاد قوي، وسايبر وشرعية دولية، وإذا أجرينا مقاربة، فإنه يمكن القول إن الولايات المتحدة انتصرت بهذه الطريقة على الاتحاد السوفييتي في أواخر الثمانينيات"، مشددًا على ضرورة توسيع الفجوة بين إسرائيل والأعداء مجتمعين وكل منهم على انفراد.
وأشار إلى أن "إسرائيل دولة قوية، لكن عليها أن تكون أقوى. يجب الاهتمام بالنمو الاقتصادي واستثمار هذا النمو بالصواريخ والسايبر والليزر (إشارة لتطوير منظومة إسرائيلية تعمل بالليزر لاعتراض الصواريخ) ومختلف أنواع التكنولوجيا، ورواتب جنود الخدمة الإلزامية".
جاءت تصريحات بينت هذه مع نشر القناة الإسرائيلية العامة "كان 11"، ومحرر الشؤون العسكرية في صحيفة "هآرتس" عاموس هرئيل، صباح اليوم الثلاثاء، عن ارتفاع التوتر والجدل بين إسرائيل والولايات المتحدة عشية استئناف المفاوضات في فيينا بشأن الاتفاق النووي.
وأشارت القناة إلى أن القلق يساور إسرائيل من التوجه الأميركي واستعداد الولايات المتحدة تحت إدارة بايدن للتوصل إلى اتفاق جديد بأي ثمن، فيما وصف هرئيل في تحليله هذا الخلاف بأنه نوع من حرب الأعصاب بين الدولتين.
وفي السياق، قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، أمس، إنّ الإدارة الأميركية حذرت إسرائيل من أن عملياتها ضد المشروع النووي الإيراني بما في ذلك ضرب منشآت إيرانية لن تأتي بنتيجة.
غانتس: إيران حاولت تهريب متفجرات عبر طائرات مسيّرة
من جهته، اتّهم وزير الأمن الإسرائيلي بني غانتس، اليوم الثلاثاء، إيران بأنها حاولت تهريب مواد متفجرة بواسطة طائرات مسيّرة لكنه تم إسقاطها.
وقال غانتس، في حديث له خلال مؤتمر مركز هرتسليا، إنّ إيران حاولت استخدام الطائرات المسيّرة لتهريب مواد متفجرة إلى نشطاء في الضفة الغربية المحتلة، عام 2018، إلا أنه تم إسقاطها.
وأشار إلى أنه تم إسقاط طائرة مسيّرة من نوع "شاهد 141" أطلقتها إيران من مطار "تي فور" في سورية، في فبراير/شباط من عام 2018، بالقرب من مدينة بيسان.
وقال غانتس إنّ "إيران لا تستخدم الطائرات المسيّرة للهجوم فقط وإنما أيضاً لتنفيذ عمليات لتهريب السلاح لأذرعها".
بدوره، قال رئيس جهاز الاستخبارات الإسرائيلي "الموساد" السابق، تمير باردو، في المؤتمر ذاته، إنّ "بمقدور الجيش الإسرائيلي والمؤسسة الأمنية توجيه طعنات دقيقة عينية على أفضل وجه".
وتابع: "إيران ليست مجرد دولة فهي من دول الحلقة الثالثة"، معتبراً أن "الولايات المتحدة وحدها القادرة على شن حرب لمواجهة طهران، وهي أيضاً تحتاج عادة لحلفاء".
ورأى أنه "إذا لم يكن ممكنا تنفيذ ذلك بشكل مضمون فتُستحسَن إعادة التفكير في الموضوع".
إيران على رأس سلم أولويات جيش الاحتلال
قال قائد سلاح الجو الإسرائيلي، الجنرال عميرام نوركين، في معرض تطرقه للخيار العسكري الإسرائيلي ضد إيران، خلال المؤتمر نفسه: "إنه وفقاً لتوجيهات رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، أفيف كوخافي، فإن إيران على رأس سلم أولويات الجيش وهذا يحدد تخصيص الموارد والتدريبات لنا، وهو في صلب تحسين قدراتنا".
وتابع "أفترض أننا سنضطر لتسريع جزء من عمليات الشراء والإنتاج وقدرات التزود بالوقود للمسافات البعيدة، وبدون شك ستتم ملاءمة الخطة الاستراتيجية لهذا الأمر".
وأكد "يوجد شيء واحد يتفق الجميع بشأنه وهو أن الخيار العسكري يجب أن يكون مطروحاً. ومسؤوليتنا إعداد هذا الخيار"، مبيناً أن "الجيش يقوم ببناء الخطة بالتنسيق مع المستوى السياسي ونحن نستعد لذلك".
وبحسب نوركين، فإن التهديد الإيراني سيبقى ماثلاً في السنوات المقبلة، مضيفاً "لذلك سنرى بشكل أقل شن هجمات ضد إسرائيل عبر سلاح برية".
وذكر أنه "خلال الحملة الأخيرة ضد غزة أسقطنا طائرة إيرانية بدون طيران حاولت اختراق إسرائيل من الحدود الشمالية"، زاعماً بأنه "كانت هناك في غزة 5 محاولات مشابهة، إذ تحاول حماس خوض هذه الجبهة أيضاً".
الدبلوماسية الجوية
ورأى نوركين، إن سلاح الجو الإسرائيلي يكتسب أهميته ليس فقط في "كونه القوة الجوية المحققة للردع" بل أيضاً في كونه "الدبلوماسية الجوية".
وتابع أنه "في نهاية المطاف فإن كل دولة تملك قوة اقتصادية وقوة عسكرية كبيرة هي لاعب إقليمي وعالمي مع قوة قادرة على التأثير. فليس صدفة أن تشارك دول مختلفة في المناورات الجوية "علم أزرق".
وذكر أن "البريطانيين وبعد سنوات من عدم المشاركة في المناورات، شاركوا أخيراً فيها، لأنهم أدركوا أهميتها والحاجة إلى أن يكونوا جزءا من اللعبة. هذه هي الدبلوماسية الجوية".
وفي السياق ذاته، أضاف نوركين أنه لهذا السبب "تشتري منا ألمانيا خدمات عسكرية، هذا يوفر لنا شرعية في العالم. هذا يساعد أيضاً التكنولوجيا الإسرائيلية".
وأردف "عندما كنت في دبي كان هناك قادة جيوش من مختلف أنحاء العالم ولم يمتنع أي واحد منهم عن مصافحتي ولذلك أعتقد أن هذه فرصة". وقال "أتوقع أن نجري سريعاً جداً مناورات مع الإمارات العربية المتحدة. وفي العام المقبل سنشارك في مناورات مشتركة مع الإمارات في اليونان".
وتابع "بعد 10 أيام سأزور اليابان للمرة الأولى لمدة 48 ساعة، نحن أمام فرصة غير عادية. هذا هو جزء من استراتيجية تطوير العلاقات، والفضاءات المفتوحة أمام إسرائيل والشرعية".