بات "اتفاق استوكهولم" الذي ترعاه الأمم المتحدة بين الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً والحوثيين في مدينة الحديدة مهدداً بالانهيار أكثر من أي وقت مضى، مع اتساع رقعة المعارك إلى أكثر من بلدة في المحافظة الساحلية الواقعة على البحر الأحمر.
وقالت مصادر عسكرية، في تصريحات منفصلة لـ"العربي الجديد"، إن البلدات الجنوبية لمدينة الحديدة شهدت تصعيداً عسكرياً واسعاً لليوم الثاني على التوالي بين القوات المشتركة المدعومة إماراتياً وبين الحوثيين، وخصوصاً في مديرية الدريهمي وأطراف مديرية حيس، جنوبي الحديدة.
وأشارت المصادر إلى أن الحوثيين دفعوا بمئات المقاتلين، في مسعى منهم لكسر الحصار المفروض من القوات المدعومة إماراتيا على عناصرها في مركز مديرية الدريهمي منذ أكثر من عام، وحققت اختراقاً جزئيا.
ومنذ توقيع اتفاق استوكهولم منتصف ديسمبر/ كانون الأول 2018، وبدء الهدنة الأممية الهشة، أطبقت قوات طارق صالح وألوية العمالقة المدعومة إماراتياً الحصار على عشرات العناصر الحوثية في مركز مديرية الدريهمي من جميع الاتجاهات، وطيلة الفترة الماضية، كانت الجماعة تلجأ لإيصال الإمدادات لهم عبر طائرات مسيرة أو صواريخ غير متفجرة، وفقاً لمصادر "العربي الجديد".
ومع اشتداد الحصار على عناصرها، حاولت جماعة الحوثي خلال اليومين الماضيين تنفيذ هجمات واسعة لدحر القوات المدعومة إماراتياً، إذ تناقلت وسائل إعلام تابعة للجماعة أنباء عن سيطرتهم على مديرية "الدريهمي" بالكامل، رغم نفي القوات المشتركة.
ومع توسع الشائعة الحوثية حول سيطرتهم على كامل الدريهمي، نفى وزير الإدارة المحلية بالحكومة الشرعية، عبدالرقيب فتح، تلك المزاعم، وقال في تدوينة على "تويتر" إن "حملة الإشاعات المنظمة انتقلت من مأرب إلى الساحل الغربي (..)، مديرية الدريهمي معظمها محرر، ومركزها تتواجد فيه قوات الحوثيين تحاول إخراجهم منذ فترة".
وفيما شدد على أن المزاعم الحوثية هي إشاعات منظمة، حاول المسؤول اليمني التمهيد لأي انتكاسة محتملة للقوات الحكومية في خارطة السيطرة والنفوذ هناك، حيث لفت إلى أن الحرب كر وفر، وكل شيء متوقع.
انتقلت حملات الاشاعات المنظمة
— عبدالرقيب سيف فتح (@AbdulraqibFateh) October 4, 2020
من مارب الي الساحل الغربي...؟؟
مديرية الدريهمي معظمها محرر.
مركزها تتواجد فيها قوات للحوثيين.
تحاول اخراجهم منذ فترة...
الحرب كر وفر...
وكل شئ متوقع..
لكن المؤكد ان الميليشيات الحوثية
تطلق اشاعات منظمة ويروج لها البعض
دون تمحيص....
لنعي ذلك..
وبدأت رقعة المعارك تتسع اليوم الأحد إلى مناطق أخرى بعيداً عن الدريهمي، حيث شهدت مديرية حيس وأطراف مديرية الجراحي، قتالاً عنيفاً أسفر عن سقوط عشرات القتلى والجرحى من الجانبين، وفقا لبيان صادر عن القوات المشتركة المدعومة إماراتياً.
وزعم البيان أن "جماعة الحوثي" تكبدت أكثر من 70 قتيلاً وجريحاً في المعارك التي دارت بمديرية الجراحي شمالي حيس، بينهم قيادي حوثي بارز يُدعى "أبو الحسين الكبسي".
وأشارت القوات المشتركة إلى أنها تصدت لكافة الهجمات الحوثية على مديرية حيس في منطقة الرون، ما أسفر عن مقتل العشرات من المجاميع المهاجمة، دون أن يتنسى لـ"العربي الجديد" التحقق من تلك الأرقام.
واتهمت القوات المدعومة إماراتياً، "جماعة الحوثي" بشن ما أسمتها بـ"الحرب الشاملة" في جميع خطوط التماس بمحافظة الحديدة، وخصوصاً الدريهمي ومديرية حيس، معتبرة ذلك أنه "انسحاب غير معلن" من اتفاق استوكهولم والهدنة الأممية.
وفي المقابل، اتهمت "جماعة الحوثي" القوات المدعومة إماراتياً بالساحل الغربي، بشن هجمات متفرقة على مناطق مختلفة بمدينة الحديدة، منها 50 قذيفة مدفعية بمديرية حيس، في إشارة إلى أن المنطقة قد باتت مسرحاً رئيساً للمعارك بجانب مديرية الدريهمي.
#المسيرة_عاجل | الحديدة: استشهاد المواطن أمين محمد أحمد فراعه من أبناء حي الربصة بمديرية الحوك إثر القصف المدفعي لمرتزقة العدوان على الأحياء السكنية
— المسيرة - عاجل (@MasirahTV) October 4, 2020
وتحدثت قناة "المسيرة" الناطقة بلسان الحوثيين عن مقتل مواطن من سكان حي الربصة بمديرية الحوك، وإصابة 3 مدنيين بجروح جراء قصف منسوب للقوات المدعومة إماراتياً بالدريهمي، و7 آخرين من أسرة واحدة بقصف مماثل استهدف من "حي 7 يوليو".
في سياق آخر، أكد رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتياً، عيدروس الزُبيدي، صحة المعلومات التي أوردتها مصادر حكومية لـ"العربي الجديد"، السبت، حول بوادر انفراجة باتفاق الرياض الذي ترعاه السعودية بينهم وبين الحكومة الشرعية.
وكشف الزُبيدي، خلال لقاء افتراضي من الرياض مع قيادات المجلس المتواجدة بعدن، عن توافق حول جزء كبير من خطة خاصة بهم لإعادة التموضع العسكري، دون الإفصاح عن ماهيتها، وفقاً لبيان رسمي نشره الموقع الإلكتروني للمجلس.
وأعلن الزُبيدي، تمسكهم بـ"تطبيق مبدأ المناصفة" في إشارة للحقائب المقررة لهم بحكومة الشراكة المرتقبة، والتي تتألف من 24 وزارة ستُوزع بالتساوي بين المحافظات الشمالية والجنوبية.
وحول ما إذا كان هناك خلافات داخل المجلس الانتقالي نفسه فيما يخص المناصب التي سيتقلدونها، وعد الزُبيدي أنصاره بأنه "لن يكون هناك أي خلافات أو تباينات بين مكونات الجنوب في هذا الشأن"، دون الإفصاح عن مزيد من التفاصيل.