اتساع رقعة التصعيد في اليمن: عشرات القتلى شمالي الضالع وأطراف مأرب

23 نوفمبر 2021
مقاتلون موالون لجماعة الحوثيين (Getty)
+ الخط -

سقط عشرات القتلى والجرحى، الثلاثاء، في معارك عنيفة بين الجيش اليمني وجماعة الحوثيين، مع اتساع رقعة التصعيد العسكري بين الجانبين إلى محافظة الضالع، جنوبي البلاد، فضلا عن استمرار المعارك في الأطراف الجنوبية لمحافظة مأرب النفطية وبلدات الساحل الغربي.  

وقالت مصادر عسكرية، لـ"العربي الجديد"، إن القوات المشتركة في محور الضالع، شنت عملية عسكرية على مواقع تمركز الحوثيين في الأطراف الشمالية الغربية لمحافظة الضالع، وتحديدا في قطاعي الفاخر وحبيل العبدي.  

وأشارت المصادر إلى أن القوات المشتركة تمكنت من السيطرة على قرية حبيل العبدي وتلة المعدان الأعلى ومدرسة وبيت عمار، شمالي مدينة الفاخر، وذلك بعد معارك عنيفة مع جماعة الحوثيين أسفرت عن سقوط عشرات القتلى والجرحى.  

وأعلنت القوات المشتركة، في بيان صحافي، أن المعارك التي اندلعت من مسافة صفرية، أسفرت عن مقتل وإصابة 26 عنصرا من جماعة الحوثيين، وفرار ما تبقى منهم إلى حقول الألغام التي قاموا بزراعتها سابقا في الأراضي الزراعية. 

ويبدو أن تحريك جبهة الضالع التي كانت تشهد ركودا منذ أشهر، يأتي في إطار الاستراتيجية الجديدة للقوات الحكومية والتحالف الذي تقوده السعودية في إرباك الحوثيين بمحافظات مختلفة من أجل تخفيف الضغط عن مدينة مأرب.  

وفي المقابل، أعلن الحوثيون إحباط الزحف الذي قامت به القوات الحكومية في جبهة الفاخر شمالي الضالع، ونفت خسارتها لأي مواقع في تلك المناطق، وفقا لقناة "المسيرة" المتحدثة بلسان الجماعة.  

وذكرت "المسيرة" أن الزحف الذي اتخذ 3 مسارات واستمر لمدة 6 ساعات اليوم الثلاثاء، انتهى بمقتل وإصابة أكثر من 17 عنصرا من القوات الحكومية، من دون أن يتسنى التحقق من دقة الأرقام التي أوردها الجانبان.  

وفي محافظة مأرب، قال مصدر في الجيش اليمني، لـ"العربي الجديد"، إن القوات الحكومية مسنودة بمقاتلات التحالف، تمكنت من إحباط زحف جديد للحوثيين في الأطراف الجنوبية للمحافظة النفطية، وذلك في أطراف مديرية الجوبة، وصولا إلى جبهات صرواح في الجبهة الغربية.  

وذكر المصدر أن عشرات العناصر الحوثية قتلوا أثناء محاولة التوغل في وادي ذنّة، في مسعى من الجماعة للوصول إلى سلسلة جبال البلق الاستراتيجية والتي تعد أهم التحصينات الدفاعية للقوات الحكومية.  

وأعلن التحالف الذي تقوده السعودية تنفيذ 17 عملية استهداف ضد المليشيا الحوثية في مأرب خلال الـ24 ساعة الماضية، وقال إن تلك العمليات أسفرت عن مقتل 110 عناصر من الحوثيين وتدمير 12 آلية عسكرية.  

وتطابقت الحصيلة التي أوردها التحالف مع التي أحصتها جماعة الحوثيين للغارات الجوية، حيث ذكرت وسائل إعلام حوثية أن 9 ضربات طاولت مديرية الجوبة، و7 على مديرية صرواح، فضلا عن غارتين في الساحل الغربي. 

ولم تتطرق جماعة الحوثيين إلى حجم الخسائر البشرية التي تسببت بها عمليات التحالف، وفي وقت سابق، الثلاثاء، أذاعت وكالة "سبأ" الخاضعة للحوثيين بيانا لتشييع 12 عسكريا في موكب جنائزي موحد بصنعاء. 

وفي سياق معركة مأرب وتحول خطوط المواجهة، حذرت مفوضية اللاجئين، مساء الثلاثاء، من أن حياة ما يُقدّر بأكثر من مليون شخص من النازحين داخليا معرضة للخطر، لا سيّما أن إمكانية الوصول إلى المساعدات الإنسانية أصبحت أكثر صعوبة بالنسبة لهم. 

وأشارت المفوضية، إلى أن الضربات الصاروخية بالقرب من المواقع التي تؤوي النازحين تسببت في إثارة الرعب والذعر، وكان آخرها في 17 نوفمبر/تشرين الثاني عندما انفجرت قذيفة مدفعية، من دون وقوع إصابات، بالقرب من موقع قريب من مدينة مأرب. 

ووفقا لتقارير أممية، فقد اضطر حوالي 40 ألف شخص للفرار داخل مأرب منذ شهر أيلول/سبتمبر، ويمثل ذلك ما يقرب من 70 في المائة من كافة حالات النزوح في هذه المحافظة الواقعة إلى الجنوب الشرقي من البلاد من بداية العام الجاري.