استمع إلى الملخص
- أثار إلغاء استضافة المؤتمر احتجاجات من الجالية اليهودية، حيث اتهم رئيس الجالية منظمة العفو الدولية بالتحيز، لكنه أكد على أهمية تقديم الموضوع بشكل متوازن.
- سيركز المؤتمر على تقرير جرائم الحرب في غزة، مع مداخلات من خبراء وشهادات عن انتهاكات حقوق الإنسان، ودور إيطاليا والمجتمع الدولي في التصدي لها.
أعلنت منظمة العفو الدولية بفرعها الإيطالي، اليوم الأربعاء، أنها ستعقد مؤتمرها المخصص لعرض تقريرها المعنون "بتحسّ إنّك مش بني آدم: الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل ضد الفلسطينيين في قطاع غزة" بجامعة كا فوسكاري (بمدينة البندقية)" في موعده المقرر غداً الخميس، في أعقاب الاعتذار الذي تقدمت به مؤسسة أكاديمية فينيتو الثقافية عن عدم استضافة مؤتمر منظمة العفو قبل انعقاده بأقل من 48 ساعة.
وأشارت منظمة العفو الدولية إلى أنها تلقت رسائل دعم ومقترحات للمساعدة لا حصر لها، وبصفة خاصة من قبل أساتذة "لجنة الحرب والسلام بجامعة كا فوسكاري (بمدينة البندقية)" الذين أعربوا عن استعدادهم السماح للمنظمة باستخدام قاعة مؤتمرات غويدو كاتسافيللان في فرع الجامعة بمنطقة سان جوبّى لعقد مؤتمرها.
وبررت أكاديمية فينيتو الثقافية، في بيان، اعتذارها بأنها تلقت "في الساعات الأخيرة معلومات تنذر بإمكانية حدوث تدخلات خارجية من شأنها تعكير صفو المؤتمر ومسار انعقاده. وقد وجدت مؤسستنا نفسها مضطرة، لدواع ترتبط حصرياً بتأمين وحماية المقر، لإلغاء استضافتها المؤتمر".
تجدر الإشارة إلى أن رئيس الجالية اليهودية في مدينة البندقية داريو كاليماني كان قد بعث في الأيام القليلة الماضية برسالة احتجاج إلى أكاديمية فينيتو اتهم فيها منظمة العفو الدولية بعمل "دعاية ديماغوغية تنتمي إلى العالم الثالث وبلغة مشجعي كرة القدم، من دون الاكتراث بعرض بانوراما تاريخية إجمالية لمأساة تعصف بجميع الفاعلين على الساحة".
وعقب اعتذار الجامعة عن عدم استضافة المؤتمر، قال كاليماني إن "قرار إلغاء استضافة المؤتمر المنتظر لا يمثل لي أي داع للسرور، ولم آمل قط في منع هذه الفعالية، بل كنت أرغب في أن يُعرَض هذا الموضوع بشكل متوازن مدعوماً بالوقائع"، مضيفاً أن الغرض من احتجاجه كان "إفساح المجال للتأمل في هذا الاتجاه، علاوة على لغة الخطاب المتبناه، والحقيقة أن منظمة العفو الدولية تخلق رأياً مهماً لما لها من ثقل".
وكان المتحدث باسم منظمة العفو في إيطاليا، ريكّاردو نوري، قد أعرب أول من أمس، عن أسف المنظمة العميق "لعدم التمكن من عرض تقريرنا، حول قضية معروضة أمام محكمة العدل الدولية وأدلى فيها بآرائهم خبراء أمميون ومن منظمات حقوقية أخرى، في أهم وأقدم أكاديمية ثقافية في مدينة البندقية". وأضاف نوري أن "هذا القرار يأتي في أعقاب احتجاج عام من قبل الجالية اليهودية في البندقية، التي اتهمتنا بالتحيز، واحتجت على استخدام مصطلح ’الإبادة الجماعية‘".
من المقرر أن يتركز المؤتمر على عرض تقرير خبراء منظمة العفو الدولية عن الفترة من أكتوبر/تشرين الأول 2023 إلى يوليو/تموز 2024 متضمناً شهادات عن جرائم حرب وانتهاكات أخرى للقانون الدولي ارتكبتها إسرائيل في قطاع غزة، والتي من الممكن أن ترتقي إلى مرتبة الإبادة الجماعية وفقاً للقانون الإنساني الدولي.
وسوف يتضمن المؤتمر مداخلة لمنسقة حملات منظمة العفو الدولية /إيطاليا تينا ماريناري التي ستعرض جانباً من أهم الشهادات التي جُمعت في غزة بشأن انتهاكات حقوق الإنسان، بينما سيتحدث المستشار القانوني للمنظمة، وأحد المشاركين في إعداد التقرير، فيتو توديسكيني، في مقدمة موجزة عن تعريف مصطلح الإبادة الجماعية وفقاً للقانون الدولي، وسوف يشرح كيف يمكن أن ترتقي أفعال إسرائيل في غزة إلى مرتبة الإبادة الجماعية من وجهة النظر القانونية. وفي ختام المؤتمر، سوف تعرض تينا ماريناري ملاحظات ومطالب منظمة العفو الدولية لوضع حد لعمليات الإبادة الجماعية، من خلال التركيز على دور إيطاليا والمجتمع الدولي في هذا الإطار.