على وقع دعوات جديدة للتظاهر والإضراب، شهدت إيران، اليوم السبت، تجمعات طلابية جديدة في الشهر الثاني من الاحتجاجات، التي أعلنت الداخلية الإيرانية، اليوم، أنها "في أيامها الأخيرة"، فيما تشير أنباء غير رسمية إلى إغلاق محلات تجارية في مدن كردية غربي إيران.
وتظهر مقاطع مصورة متداولة، احتجاجات طلابية، اليوم السبت، في جامعات "الشهيد بهشتي" في طهران، و"جندي شابور" في الأهواز، وجامعة تبريز وجامعة "الفنون" في يزد، مع رفع هتافات سياسية، والهتاف الاعتيادي "امرأة حياة حرية".
كذلك، انتشرت فيديوهات على شبكات التواصل الاجتماعي، قيل إنها لـ"إضراب المحلات التجارية" في مدن كردية غربي إيران، بعد دعوات مكثفة خلال اليومين الأخيرين للإضراب في إطار الاحتجاجات التي انطلقت في السابع عشر من الشهر الماضي على خلفية وفاة الشابة الإيرانية الكردية مهسا أميني، إلا أن السلطات ووكالات الأنباء الرسمية وشبه الرسمية الإيرانية، تعزو إغلاق هذه المحلات إلى مخاوف أصحابها من "تهديدات" من جماعات كردية معارضة.
وفي السياق، رصدت وكالة "إرنا" الإيرانية التابعة للحكومة، اليوم السبت، في تقرير مصور، الأوضاع بمدينة سنندج، مركز محافظة كردستان، والتي شهدت تجمعات احتجاجية وسط اتهامات بقمع المحتجين، قائلة إنها هادئة، مع اتهامها وسائل إعلام سعودية وأميركية بـ"تضخيم كبير" لأوضاع مدينة سنندج.
وقالت "إرنا" في تقريرها عن المدينة، والذي حمل عنوان "من سنندج الدامية إلى سنندج كردستان" إن الأنباء عن "مذبحة بحق الناس وإضراب المحلات عار عن الصحة ومزورة".
كما تشير أنباء غير رسمية، إلى إضراب العاملين في شركة صناعة الشوكولات "أيدين" في مدينة تبريز، مركز محافظة أذربيجان الشرقية عن العمل، غير أن السلطات ووكالات الأنباء الإيرانية لم تؤكد أو تنف بعد هذا الخبر.
في الأثناء، أكد أمين مجلس أمن الدولة، نائب وزير الداخلية للشؤون الأمنية، مجيد مير أحمدي، اليوم السبت، لوسائل الإعلام الإيرانية، استمرار التجمعات الاحتجاجية في إيران، لكنه قال إنها "تشهد تراجعاً يوميا"، حيث قال المسؤول الإيراني إن "بعض الجامعات مازالت تشهد تجمعات مختلفة، لكنها يومياً في تراجع مستمر وأعمال الشغب في أيامها الأخيرة".
وكان وزير الداخلية الإيراني، أحمد وحيدي، قد قال الثلاثاء الماضي، إن "الأجهزة الأمنية والاستخباراتية سيطرت على أعمال الشغب في أنحاء البلاد"، في إشارة إلى الاحتجاجات.
وعن أوضاع مدينة زاهدان، مركز محافظة سيستان وبلوشستان، والتي شهدت أمس الجمعة، احتجاجات جديدة، قال نائب وزير الداخلية الإيراني إنها "الآن تعيش هدوءا"، مضيفاً أن "موضوع زاهدان مسألة مستقلة (عن الاحتجاجات)".
وعزا احتجاجات الجمعة في المدينة إلى من وصفهم بـ"زعران"، على حد تعبيره، وقال إن عددهم "150 شخصاً قاموا بتخريب الممتلكات العامة والمحال التجارية".
وجاءت احتجاجات زاهدان بعد أحداث الجمعة الدامية في المدينة أواخر الشهر الماضي، وخلفت حسب الرواية الرسمية، 25 قتيلاً والرواية غير الرسمية تشير إلى مقتل 90 شخصاً، مع تضارب الروايات أيضاً بشأن أسباب هذه الحوادث ومقتل هؤلاء المحتجين.
وتتهم السلطات "انفصاليين بلوشيين" بإطلاق النار تجاه مقر للشرطة بالقرب من مسجد مكي، لكن يتهم نشطاء وخطيب أهل السنة في مركز سيستان وبلوشستان، رجل الدين البارز المولوي عبدالحميد إسماعيل زهي، الشرطة بإطلاق النار تجاه المحتجين المتجمعين أمام مركز الشرطة، محملين قواتها مقتل هؤلاء. وانتقد إسماعيل زهي في خطبته أمس الجمعة، طريقة تعاطي المسؤولين الإيرانيين مع ما حصل في الجمعة 30 سبتمبر/أيلول الماضي في زاهدان.
وكان "الحرس الثوري" الإيراني، أعلن عن وفاة 6 من عناصره في حوادث زاهدان، أبرزهم العميد حميد رضا هاشمي، قائد استخباراته في المدينة.
وأكد أمين مجلس أمن الدولة الإيرانية، مجيد مير أحمدي، أن المحافظات الإيرانية "تعيش وضعاً جيداً"، قائلاً إنه "لا توجد أعمال شغب ترافقها اضطرابات في المدن وما يحصل هو غالباً تحركات إيذائية في بعض المدن".
وأشار مير أحمدي إلى الدعوات للتظاهر اليوم السبت، لكنه قال إنه "حتى الآن ليس هناك أي تجمع في أي نقطة"، متهماً "الأعداء بتأجيج أعمال الشغب" في إشارة إلى الاحتجاجات.
كما اتهم وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، واشنطن، بأنها "تسعى إلى تأجيج قضايا الأيام الأخيرة في إيران" في إشارة إلى الاحتجاجات.
وأطلقت وفاة الشابة مهسا أميني يوم السادس عشر الشهر الماضي في مستشفى في طهران بعد أيام من إيقافها من قبل شرطة الآداب بتهمة عدم التقيد بالحجاب "المناسب"، احتجاجات وردود فعل واسعة في إيران منذ السابع عشر من الشهر الماضي، وكانت لها أيضاً تداعيات خارجية، حيث أضافت توتراً جديداً إلى العلاقات مع الغرب في ظل تعثر المفاوضات النووية.
وعلقت واشنطن وعدد من الدول الأوروبية، على الاحتجاجات بالإعلان عن دعمها لها واتهامها الأجهزة الأمنية الإيرانية بـقمع المحتجين"، مع فرض عقوبات جديدة على إيران. واتهمت السلطات الإيرانية أطرافا خارجية في مقدمتها الولايات المتحدة الأميركية بـ"تدبيرها" و"التخطيط لها".