أكد كبير المفاوضين الإيرانيين، علي باقري كني، اليوم الأحد، أن بلاده "لن تتنازل عن مطالبها على طريق تفعيل الاتفاق النووي المبرم عام 2018، ورفع العقوبات" خلال مفاوضات فيينا.
وشدد باقري كني، في تصريحات صحافية نقلتها وكالات الأنباء الإيرانية، على أن "أميركا عليها أن تتخذ الخطوة الأولى، لكونها هي التي انسحبت من الاتفاق النووي عام 2018"، مشيراً إلى أن المقترحات التي قدمها خلال المفاوضات الجديدة، الأربعاء الماضي، لأطراف المفاوضات، "منطقية وموثقة، ويمكنها أن تكون أساساً للمفاوضات".
إلى ذلك، قال مسؤول رفيع في الخارجية الإيرانية، في تصريحات نقلتها وكالات الأنباء الإيرانية، إن مسودات المقترحات التي قدمتها بلاده "تتوافق بالكامل مع الاتفاق النووي، وهي لم ولن تكون الحد الأقصى، لكن للأسف الطرف الآخر لديه توجه لتنفيذ الحد الأدنى من التزاماته".
وأوضح أن "الطرف الآخر بمجرد تلقيه المسودات طرح وقف المفاوضات والعودة إلى العواصم للتشاور"، متهما الأطراف الأوروبية المشاركة في المفاوضات بأنها "تفتقر إلى الإرادة لاتخاذ القرار في فيينا، ولديها هاجس استرضاء الوفد الأميركي وتنسيق مواقفها مع هذا الوفد".
وأضاف أن "هذا التوجه لدى الأطراف الأوروبية سبّب مشكلة أمام تقدم المفاوضات"، متهماً الأطراف الغربية بأنها "حضرت إلى فيينا لانتزاع الحد الأقصى من التنازلات، مقابل تقديم الحد الأدنى من التنازلات، وهي لم تكن راضية بالكامل عن المسودات المقترحة".
وتابع المسؤول الإيراني في الخارجية، والذي لم تذكر هويته، أنه اتضح أن الدول الأوروبية (فرنسا وبريطانيا وألمانيا) "أولاً، ليست مستعدة لتقديم الامتيازات المنصوص عليها بالاتفاق النووي. وثانياً، هي غير راغبة في إعادة التفاوض بشأن ما ورد في المسودات" التي توصلت إليها إيران والأطراف الأخرى خلال المفاوضات السابقة.
وقال: "قد اتضح أن أميركا لا ترغب في التخلي الكامل عن العقوبات، وهو ما يشكل أهم التحديات على طريق تقدم المفاوضات. نحن نعتقد أنه في أي وقت تتخلى الإدارة الأميركية عن سياسة الضغوط القصوى، وتبدي الأطراف الأوروبية الإرادة السياسية اللازمة في المفاوضات، فإن الطريق للتوصل السريع إلى اتفاق يصبح سالكاً".
غير أن المسؤول الإيراني قال إن "الحوارات خلال الأسبوع الماضي جرت في أجواء مهنية وصريحة، والأطراف الأخرى طرحت مواقفها في أجواء غير متوترة، ولذلك يمكن القول إن الأجواء كانت بنّاءة".
وانتهت، الجمعة، الجولة الجديدة من مفاوضات فيينا الرامية إلى إحياء الاتفاق النووي عبر رفع العقوبات عن إيران، وعودة الأخيرة إلى التزاماتها النووية، على أن تستأنف الأسبوع المقبل.
وثمة اتهامات بين إيران والأطراف الأميركية والأوروبية بعدم إبداء الجدّية في هذه المفاوضات التي استؤنفت الإثنين الماضي، بعد أكثر من خمسة أشهر من توقفها.