أظهر مقطع فيديو إطلاق الشرطة الإيرانية النار على محتجين على نقص المياه، في وقت متأخر من ليلة الأحد جنوب غربي إيران، في أحدث اضطرابات بعد أيام من التظاهرات التي شهدت مقتل شخصين.
وأظهر مقطع فيديو متداول على مواقع التواصل الاجتماعي، واطلع عليه "العربي الجديد"، إطلاق النار في سوسنكرد، التي كانت مركزاً للمظاهرات في محافظة خوزستان المضطربة في إيران.
وظهر فيه شرطي يطلق النار في الهواء، وكان أفراد شرطة مكافحة الشغب على دراجات نارية عند زاوية ويطلقون النار على المتظاهرين.
Anti-regime demonstrations are still underway in Iran's #Khuzestan province. This video is from #Susangerd where security forces are seen shooting at innocent protesters asking for water.
— Masih Alinejad 🏳️ (@AlinejadMasih) July 18, 2021
Khuzestan doesn't have water and the regime is to blame for wrong water policies. pic.twitter.com/QNugWzPZB2
وتشير الأنباء إلى مقتل شخصين على الأقل خلال هذه الاحتجاجات، التي اندلعت الخميس الماضي في محافظة خوزستان على خلفية أزمة مياه الشرب والزراعة التي تعاني منها المحافظة، والاحتجاج على تنفيذ مشاريع نقل المياه منها إلى محافظات أخرى.
وذكرت التقارير أن الشاب الإيراني قاسم خضيري (17 عاماً)، أصيب بجروح بعد تعرضه لإطلاق النار خلال تجمع احتجاجي في مدينة الأهواز الليلة الماضية، لكنه توفي خلال تلقيه العلاج في المستشفى. كما سبق أن أعلنت وسائل الإعلام الإيرانية عن مقتل شاب آخر، ليلة الجمعة/السبت، يدعى مصطفى النعيماوي، في مدينة شادغان بمحافظة خوزستان.
وأمس الأحد، أكد مندوب خوزستان في مجلس خبراء القيادة، رجل الدين محسن حيدري، مقتل شخصين، لكنه حمّل من وصفهم بـ"المجموعات المعادية للثورة" مسؤولية ذلك.
وقال حيدري، في مقابلة مع وكالة "فارس" الإيرانية، إن المزارعين ومربي المواشي والمواطنين "لديهم مطالب محقة، ولا يوجد من يعارضها"، منتقداً "تهميش هذه المطالب من قبل مجموعات معارضة للثورة"، حسب قوله.
وفي السياق، قال النائب عن إيذة وباغمك بالمحافظة في البرلمان الإيراني عبد الله إيزد بناه إن "انعدام الأمن في خوزستان يعني انعدامه في كل البلاد"، مشيراً إلى أن أمن المحافظة مهدد بسبب "الأخطاء الإنسانية والقرارات الخاطئة"، وفقاً لما أوردته وكالة "إيسنا".
ودعا إيزد بناه، وهو رئيس تكتل نواب خوزستان بالبرلمان، إلى وقف مشاريع نقل مياه المحافظة، مضيفاً أن "الجفاف أحد العوامل، ونقل المياه تسبب في إيصال خوزستان إلى هذا الوضع".
وينتقد المحتجون والناشطون الإيرانيون سياسات الحكومة الإيرانية في التعامل مع مسألة المياه وتوزيعها، محملين إياها مسؤولية أزمة المياه وانعدامها وشحها الحاد في قرى ومدن.
وخلال الأيام الماضية، قام بعض المحتجين بإغلاق طرق وإشعال إطارات السيارات ورفعوا هتافات "عطشانين، نريد الماء"، وأخرى ضد الحكومة.
يشار إلى أن إيران تواجه شحاً في الأمطار، تقول الحكومة إنه غير مسبوق منذ 52 عاماً، ما أدى إلى جفاف أنهار وأهوار وشح مياه الشرب في مدن وقرى، فضلاً عن تراجع توليد الكهرباء من السدود، والذي أدى أيضاً إلى انقطاعات متكررة للطاقة الكهربائية في أنحاء إيران خلال الفترة الأخيرة، وهي مستمرة.