أكد أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، علي شمخاني، اليوم الأربعاء، أن الرئيس الأميركي جو بايدن يرفض تقديم ضمانات لطهران بعدم الخروج من الاتفاق النووي إذا ما عادت واشنطن إليه، قائلا: "إذا لم تتغير الظروف الراهنة فنتيجة المفاوضات واضحة من قبل"، أي قبل استئنافها.
وجاءت تصريحات شمخاني، في تغريدات، شبّه فيها الفترة الحالية التي تواجهها إيران بفترة الحرب الإيرانية العراقية، حيث قال إن "الدعوة إلى التفاوض خلال الحرب وهذه الأيام فيها تشابهات لاستخلاص العبر"، مشيرا إلى أن الدعوة للتفاوض إبان الحرب كانت في وقت استمرت هجمات الرئيس العراقي السابق صدام حسين، "وكانت أجزاء من إيران محتلة من قبل العدو".
وأضاف أن اليوم العقوبات مستمرة فیما أخذ اقتصاد إيران "رهينة"، قائلا إنه في أيام الحرب "كان المناضلون يدافعون على الجبهات واليوم العلماء النوويون يواصلون أنشطتهم القانونية".
وأكد أن ما يميز هذه الفترة عن أيام الحرب أن "قوة إيران ومقاومتها الشاملة باتت محلية مستمرة ومبنية على القدرات الداخلية".
في سياق متصل، قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، سعيد خطيب زادة في تغريدة إن "التهديد ضد إيران لم يكن مجديا أبدا"، مشيرا إلى تلويح الإدارة الأميركية باللجوء إلى "خيارات أخرى" ضد إيران، قائلاً إن "الخيارات الافتراضية للولايات المتحدة تم اختبارها من قبل في منطقتنا، فالفشل الكارثي الناتج عن ذلك لأميركا والفضيحة التي تركتها واضحان للعيان وبات على الآخرين تداركهما".
ودعا خطيب زادة، الولايات المتحدة إلى "استخلاص العبر، كالمتسبب الرئيسي لما آل إليه الاتفاق النووي راهنا".
Threats have never worked against Iran.
— Saeed Khatibzadeh | سعید خطیبزاده (@SKhatibzadeh) November 2, 2021
The supposed US "options" have already been tested in our region. Resulting catastrophic US defeats & the mess left for others to address are evident for all to see.
As main culprit behind current state of JCPOA, US should embrace lessons pic.twitter.com/KgTaWWMlJM
وفيما ترفض الإدارة الأميركية ضمانات مكتوبة ورسمية تريدها طهران كشرط للتوصل إلى اتفاق خلال مفاوضات فيينا المرتقبة لإحياء الاتفاق النووي، وذلك إلى جانب شروطها الأخرى مثل رفع "مؤثر وكامل" للعقوبات وإمكانية التحقق من ذلك عمليا، فإن الرئيس الأميركي جو بايدن أرسل في البيان الصادر أخيرا مع قادة فرنسا وبريطانيا وألمانيا، الدول الأوروبية الشريكة في الاتفاق النووي، على هامش مؤتمر روما لقمة العشرين، رسالة ملفوفة على هذا الصعيد لطهران، حيث جاء في البيان نقلا عن قادة الترويكا الأوروبية: "نحن نرحب بتعهد واضح من الرئيس بايدن حول عودة الولايات المتحدة إلى الالتزام الكامل بخطة العمل الشاملة المشتركة (الاتفاق النووي) والالتزام الكامل به ما دامت إيران تفعل مثل ذلك".
وكانت إيران قد اتفقت مع الاتحاد الأوروبي، الخميس الماضي، على استئناف مفاوضات فيينا المتعثرة، الرامية إلى إحياء الاتفاق النووي "المترنح"، قبل نهاية نوفمبر/ تشرين الثاني، وذلك خلال لقاء بين نائب وزير الخارجية الإيراني علي باقري كني ونائب مفوض السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي في بروكسل إنريكي مورا.
كما أكّد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زادة، الإثنين، أنه سيجري هذا الأسبوع الإعلان عن التاريخ الدقيق لاستئناف مفاوضات فيينا، بعد التشاور مع الاتحاد الأوروبي المنسق للمفاوضات ومجموعة 1+4 الشريكة في الاتفاق النووي، وهي مكوّنة من الصين وروسيا وفرنسا وبريطانيا وألمانيا.
وفي السياق، قالت مصادر إيرانية، اليوم الأربعاء، لـ"العربي الجديد" إن إيران على الأغلب تقترح على مفوضية السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي باعتبارها منسق مفاوضات فيينا يوم 20 أو 22 من الشهر الحالي لاستئنافها.
وأشارت هذه المصادر التي رفضت الكشف عن هويتها إلى أن هذه التواريخ "ليست نهائية بعد"، مؤكدة أنه سيتخذ القرار النهائي بشأنها خلال الساعات القادمة، لكنها رجحت أن تختار إيران استئناف مفاوضات فيينا، تزامنا مع اجتماع مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، الذي سيعقد من 22 إلى 26 الشهر الجاري.
وتوقعت المصادر أن يتم الإعلان عن تاريخ دقيق لاستئناف المفاوضات حتى غد الخميس مساء، وذلك في اتصال هاتفي لنائب وزير الخارجية الإيراني، علي باقري كني مع نائب مفوض السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي إنريكي مورا.
وأمس الثلاثاء، دعا وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان في تغريدات مجموعة 1+4 الشريكة في الاتفاق النووي، وهي مكونة من الصين وروسيا وفرنسا وبريطانيا وألمانيا، إلى الاستعداد لـ"مفاوضات مبنية على المصالح والحقوق المتبادلة".
وقال الوزير الإيراني إن بلاده تقيّم "بدقة" سلوك الرئيس الأميركي، مؤكداً أن "هدف التفاوض ليس فقط مجرد الحديث، بل هو الوصول إلى اتفاق ملموس واحترام المصالح المتبادلة".