انتقد السفير الإيراني الدائم لدى الأمم المتحدة في فيينا محسن نذيري أصل، اليوم الأربعاء، موقف الترويكا الأوروبية (فرنسا وبريطانيا وألمانيا) ودولة الإمارات من برنامج طهران النووي، خلال اجتماع مجلس محافظي الوكالة الدولية في فيينا.
وقال نذيري أصل في كلمة خلال اجتماع مجلس محافظي الوكالة تعقيباً على كلمة مندوب الإمارات إن "الإمارات تبذل قصارى جهودها لتجاهل حقائق القرن الـ21 منها البرنامج السلمي الإيراني"، حسب قوله.
وأضاف المسؤول الإيراني، بحسب وكالة "إرنا" الإيرانية الحكومية، أن الإماراتيين "حاولوا شرح أمانيهم وأحلامهم من دون النظر إلى الحقائق"، مصوباً على البرنامج النووي الإماراتي.
كما أعرب عن قلق إيران من "ضعف الأمان وأمن محطة الإمارات النووية"، معتبراً إياها "تهديداً جاداً للبيئة والاستقرار في المنطقة".
واتهم نذيري أصل، أبوظبي، "بالتدخل في الدول الجارة والهجوم على أفقر دولة في المنطقة وطرح ادعاءات ضد دول أخرى"، معتبراً أن ذلك "نماذج من مخاطر وتهديدات حقيقية في المنطقة".
كما انتقد الدبلوماسي الإيراني بشدة بيان الترويكا الأوروبية ضد برنامج إيران النووي، ودعوة دول الترويكا الثلاث إلى تنفيذ تعهداتها النووية، مضيفاً أن هذه الدول الأوروبية "تبذل قصارى جهودها لإخفاء حقيقة واضحة جداً هي إن الاتفاق النووي له شركاء وأعضاء آخرون".
وطالب الدول الأوروبية بإبداء حسن النوايا وتجنب التوجهات "الاستفزازية وغير البناءة"، معرباً عن القلق تجاه مواقف الاتحاد الأوروبي، والدول الأوروبية الثلاث، رغم، ما قال إنه "تعاون واسع" بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية"، و"التقدم الملموس الكبير" بين الطرفين.
وهاجم السفير الإيراني الدائم لدى الأمم المتحدة، موقف واشنطن وحديثها "المكرر" عن إخراج الاتفاق النووي من أجندتها، وقال إن هذا الموقف يبعث على "القلق الجاد".
وأضاف أن "المحاسبات الخاطئة والبرامج السياسية الضيقة هي الطاغية على حساب إحياء الاتفاق النووي".
وكان الاتحاد الأوروبي قد انتقد إيران، أمس الثلاثاء، في بيان خلال جلسة مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، محملاً إيران مسؤولية عدم إحياء الاتفاق النووي.
وأضاف البيان الأوروبي أن تقدم البرنامج النووي الإيراني "زاد من خطر أزمة انتشار الأسلحة النووية في المنطقة"، معلناً دعم دول الاتحاد الأوروبي للجهود الدبلوماسية لتنفيذ الاتفاق النووي بالكامل.
من جهتها، قالت فرنسا وبريطانيا وألمانيا في بيان إن خطوات إيران لتنفيذ اتفاقها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية "غير كافية وأقل من التوقعات"، داعية طهران إلى "تنفيذ فوري للبيان المشترك" مع الوكالة، والذي توصلا إليه خلال مارس الماضي.
وأكدت الدول الثلاث أن أنشطة إيران النووية "تهديد واضح للأمن في المنطقة والعالم".
من جهته، قال سفير روسيا الدائم لدى المنظمات الدولية في فيينا، ميخائيل أوليانوف، اليوم الأربعاء، في كلمة أمام أعضاء مجلس محافظي الوكالة الدولية إن بلاده ترحب بحل القضايا العالقة المرتبطة بثلاثة مواقع إيرانية بعد العثور على جزيئات اليورانيوم فيها.
وأضاف أن "التقدم نسبي لكنه ملموس جداً"، مشيراً إلى أن ذلك يعكس "التعامل البناء" للطرفين.
وتأتي الانتقادات الغربية بعد أن أعلن مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافاييل غروسي، في مؤتمر صحافي، بعد جلسة افتتاحية لمجلس محافظي الوكالة المكون من 35 دولة، الإثنين، إن الوكالة أعادت تركيب كاميرات المراقبة في منشآت إيرانية، إلا أنه أكد في الوقت ذاته أن الوكالة كانت تطمح لأكثر من ذلك.
وأوضح أن الوكالة "لأجل المراقبة على تخصيب اليورانيوم المخصب بدرجة نقاء عالية، قامت لأول مرة بوضع جهاز مراقبة على تخصيب اليورانيوم في منشأة فوردو لتخصيب الوقود، وكذلك مصنع تحت الاختبار لتخصيب الوقود في نطنز".
وتحدث غروسي عن "تقدم" مع إيران، لافتاً إلى أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية تلقت إيضاحات وردوداً من الجانب الإيراني، بشأن المواقع الثلاثة المشتبه بممارسة نشاطات نووية سرية فيها، حسب إعلان سابق للوكالة.
وعلق مدير عام الوكالة على تصريحات إيرانية بشأن إغلاق ملف موقع "مريوان" من المواقع الثلاثة بالقول، إن هذه الردود بشأن الموقع كانت "معقولة"، لكنه قال في الوقت ذاته إنه "لا يمكننا الجزم حالياً ما إذا كان التفسير الإيراني دقيقاً أم لا، بشأن ما تم العثور عليه في موقع مريوان".
وأضاف أن الوكالة تحقق في الردود الإيرانية، موضحاً أن إيران اتخذت "خطوات إيجابية" نحو استئناف بعض جوانب عمليات المراقبة للوكالة.