أعلن رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، محمد إسلامي، اليوم الثلاثاء، قيام طهران أخيراً بتشغيل أجهزة طرد مركزي جديدة في منشأة فوردو الواقعة على بعد أكثر من 100 كيلومتر من جنوب العاصمة طهران.
وجاء حديث إسلامي على هامش ندوة في طهران تعليقاً على أنباء وتقرير للوكالة الدولية الطاقة الذرية، يوم 21 يونيو/ حزيران الجاري، حول تركيب إيران هذه الأجهزة في منشأة فوردو التي يحظر الاتفاق النووي المبرم عام 2015 القيام بتخصيب اليورانيوم فيها.
وأضاف رئيس الطاقة الذرية الإيرانية أنّ تشغيل هذه الأجهزة جاء في إطار قانون "الإجراء الاستراتيجي لإلغاء العقوبات" الأميركية، وفقاً لوكالة "إيسنا" الإيرانية.
وأقرّ مجلس الشورى الإسلامي (البرلمان) في إيران، هذا القانون، يوم الثاني من نوفمبر/ تشرين الثاني 2020، لاتخاذ خطوات نووية تجبر الطرف الآخر على رفع العقوبات، منها رفع مستوى التخصيب وكذلك إلغاء العمل بالبروتوكول الإضافي الذي يحكم الرقابة الدولية على البرنامج النووي الإيراني بموجب الاتفاق النووي المبرم عام 2015، والذي انسحبت منه واشنطن يوم 8 مايو/ أيار 2018.
وبموجب الاتفاق النووي، منعت إيران من تخصيب اليورانيوم في منشأة فوردو، وسمح لها بتخصيب ذلك بنسبة 3.67 % في منشأة نطنز الواقعة في أصفهان وسط البلاد، لكنها في إطار تنفيذ المرحلة الرابعة من خفض تعهداتها النووية، اعتباراً من 6 نوفمبر/تشرين الثاني 2019، رداً على تداعيات الانسحاب الأميركي من الاتفاق النووي عام 2018، قامت بتفعيل منشأة فوردو الحساسة، واستئناف تخصيب اليورانيوم فيها عند مستوى 5%.
وكانت الوكالة الدولية للطاقة الذرية قد ذكرت في تقرير اطلعت عليه "رويترز"، يوم 21 يونيو/ حزيران الجاري، أنّ إيران تصعّد من وتيرة تخصيب اليورانيوم من خلال الاستعداد لاستخدام مجموعة من أجهزة الطرد المركزي المتطورة (آي.آر-6) في موقع فوردو تحت الأرض، التي يمكنها التبديل بسهولة أكبر بين مستويات التخصيب.
وهذه أحدث خطوة ضمن خطوات عديدة كانت إيران قد هددت باتخاذها منذ فترة طويلة، لكنها أحجمت عن تنفيذها إلى أنّ أيدت 30 من 35 دولة عضواً في مجلس محافظي الوكالة مشروع قرار هذا الشهر ينتقد طهران لتقاعسها عن تفسير وجود آثار يورانيوم في مواقع لم تعلنها.
وجاء في تقرير وكالة الطاقة الذرية السري للأعضاء أنّ مفتشي الوكالة تحققوا من أن إيران مستعدة لضخ غاز سادس فلوريد اليورانيوم، وهو المادة التي تخصبها أجهزة الطرد المركزي، في المجموعة الثانية من اثنتين، من أجهزة (آي.آر-6) في فوردو، وهو موقع مقام داخل جبل.
وكانت إيران قد أبلغت وكالة الطاقة الذرية بأنّ "تخميل" السلسلة، وهي عملية تسبق التخصيب، وتشمل أيضاً ضخ سادس فلوريد اليورانيوم في الأجهزة، قد بدأت. والأهم من ذلك أنّ السلسلة المؤلفة من 166 جهازاً، هي الوحيدة التي تحتوي على ما يسمى "الرؤوس الفرعية المعدلة" التي تسهل عملية التحول إلى التخصيب بدرجات نقاء أخرى.