إيران: تصاعد الغضب بعد انتشار مقاطع مصورة على الإنترنت لقمع المحتجين

02 نوفمبر 2022
إيرانيون يطالبون بتغيير سياسي شامل (Getty)
+ الخط -

تصاعد الغضب إزاء حملة القمع واسعة النطاق في إيران التي شملت اعتقالات لشخصيات كبيرة من مغني راب إلى اقتصاديين ومحامين بهدف إنهاء الاضطرابات المستمرة منذ سبعة أسابيع وسط انتشار مقاطع مصورة على وسائل التواصل الاجتماعي لقوات الأمن الإيرانية وهي تعتدي بالضرب المبرح على محتجين وسط البلاد.

وأدت الاحتجاجات التي اندلعت بعد وفاة الشابة مهسا أميني أثناء احتجازها لدى شرطة الأخلاق في 16 سبتمبر/أيلول بعد اعتقالها لارتداء "ملابس غير لائقة"، إلى زعزعة المؤسسة الدينية الإيرانية، إذ طالب أشخاص من جميع طبقات المجتمع بتغيير سياسي شامل.

واتهم القادة الإيرانيون الولايات المتحدة وقوى غربية أخرى بالمسؤولية عن تفجر الأزمة.

ونقلت وسائل إعلام رسمية عن خامنئي قوله، اليوم الأربعاء، إن المسؤولين الأميركيين الذين يدعمون الاحتجاجات "وقحون". وأضاف خامنئي "من يعتقدون أن الولايات المتحدة قوة محصنة مخطئون.. الأحداث الجارية كشفت أنها ضعيفة للغاية".

وفي تحدٍ لتحذير قائد الحرس الثوري الإيراني، خاطر الإيرانيون بحياتهم وبإمكان اعتقالهم وظلوا في الشوارع على الرغم من حملة القمع.

وأظهر مقطع مصور بتاريخ 22 أكتوبر/تشرين الأول انتشر على وسائل التواصل الاجتماعي عشرات من أفراد شرطة مكافحة الشغب يضربون رجلاً ليلاً في أحد شوارع جنوب طهران. وقام ضابط على دراجة نارية بدهسه ثم أطلق آخر النار عليه من مسافة قريبة. ولم يتسن لرويترز التحقق من صحة المقطع المصور.

منظمة العفو الدولية: قسوة قوات الأمن الإيرانية لا حدود لها

وفي تعقيبها على ذلك المقطع المصور، قالت منظمة العفو الدولية على تويتر "هذا التسجيل المصور المروع الذي أُرسل من طهران اليوم هو تذكير مروع آخر بأن قسوة قوات الأمن الإيرانية لا حدود لها".

وأضافت "وسط أزمة الإفلات من العقاب، يُطلق العنان لضرب المتظاهرين وإطلاق النار عليهم بوحشية. يجب على الأمم المتحدة التحقيق في هذه الجرائم على وجه السرعة".

وأصدرت الشرطة الإيرانية بياناً، أمس الثلاثاء، قالت فيه إنه صدر أمر خاص بفحص تفاصيل تسجيل مصور يظهر فيه ضباط شرطة يضربون مواطناً، دون إعطاء أي تفاصيل بشأن التسجيل المصور المعني.

ونقلت وكالة تسنيم للأنباء عن البيان أن "الشرطة لا توافق على المعاملة القاسية التي لا تلتزم بالأعراف، ومن المؤكد أن ضباط الشرطة المخالفين سيُعاملون وفقا للقانون".

وذكرت وكالة أنباء نشطاء حقوق الإنسان (هرانا) أن نحو 300 شخص قتلوا في الاضطرابات، بينهم 46 من القاصرات. وقالت إيران إن ما لا يقل عن 36 من قوات الأمن قتلوا أيضا.

وتوجهت قوات الأمن، مساء الاثنين، إلى منزل الخبير الاقتصادي داود سوري واعتقلته. وأخذ الضباط جهاز اللاب توب الخاص به وهاتفه المحمول معهم، وبعد إلقاء القبض عليه، أبلغوا أسرته بأنه في سجن إيفين، بحسب منشور على مواقع التواصل الاجتماعي لم تتمكن رويترز من التحقق منه.

ونشرت وسائل إعلام إيرانية، اليوم الأربعاء، مقطعا مصورا لإلقاء القبض على مغني الراب الإيراني الشهير توماج صالحي ظهر فيه معصوب العينين ويقول إنه لم يكن يقصد ما قاله في تعليقات سابقة تنتقد السلطات. وكان قد تم اعتقاله بعد نشره عدة مقاطع غنائية مصورة دعماً للاحتجاجات.

(رويترز)