إيران تربط نجاح مفاوضات فيينا بالإرادة الأميركية... وتشاؤم أوروبي

30 مارس 2022
عبداللهيان: حل القضايا الباقية بحاجة إلى "واقعية لدى الطرف الأميركي" (الأناضول)
+ الخط -

بدأ التفاؤل بالتوصل إلى اتفاق في مفاوضات فيينا لإحياء الاتفاق النووي يخبو، ليحل مكانه تشاؤم في إمكانية حصول اتفاق قريباً. وعلى وقع أجواء التشاؤم الجديدة، كرر وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبداللهيان، اليوم الأربعاء، موقف بلاده من المفاوضات، وقال إن إزالة العقبات الباقية فيها رهن إرادة الطرف الأميركي.

وجاء هذا التصريح لأمير عبداللهيان خلال لقائه نظيره الباكستاني محمود شاه قريشي في العاصمة الصينية بكين على هامش مؤتمر حول أفغانستان. 

وفي تصريحات أخرى، في لقائه نظيره القطري، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، بحث الوزير الإيراني مفاوضات فيينا، مؤكداً أن حل القضايا الباقية بحاجة إلى "واقعية لدى الطرف الأميركي"، داعياً الولايات المتحدة إلى التخلي عمّا وصفه بأنه "مطالب مبالغ فيها لكي تنتهي الجهود المكثفة لجميع الأطراف على مدى شهور إلى نتيجة لازمة وتعود الأطراف إلى تعهداتها".

ودان وزير الخارجية الإيراني عقد مؤتمر النقب الوزاري بين الاحتلال الإسرائيلي والولايات المتحدة الأميركية ودول عربية، واصفاً إياه بأنه "مؤتمر الشر والخيانة"، مع التأكيد أن "الكيان الصهيوني معضلة أساسية للعالم الإسلامي".

بدورها، نقلت وكالة الإعلام الروسية عن وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف قوله اليوم الأربعاء، إن موسكو ستعمل مع إيران على اتخاذ خطوات عملية تستهدف الالتفاف على العقوبات الغربية.

ولم يتضح ما إذا كان لافروف يشير إلى العقوبات المفروضة على روسيا تحديداً، أو تلك المفروضة على إيران أيضاً.

وتوقفت مفاوضات فيينا في الـ11 من الشهر الجاري، وعاد المفاوضون إلى عواصمهم، وذلك بطلب من مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد جوزيب بوريل، الذي يعتبر أيضاً كبير منسقي الاتفاق النووي والمفاوضات الجارية لإحيائه، قائلاً إنّ هناك حاجة إلى "وقفةٍ" في محادثات فيينا.

مع ذلك، استمرت المفاوضات غير المباشرة بين طهران وواشنطن في العواصم عبر منسقها أنريكي مورا، خلال الأسبوعين الأخيرين، الذي تبادلَ الرسائل بين الطرفين، وفق الخارجية الإيرانية، فضلاً عن نقل أطراف إقليمية أيضاً هذه الرسائل بينهما.

وفي السياق، زار، طهران السبت الماضي، منسق مفاوضات فيينا لإحياء الاتفاق النووي، إنريكي مورا، الذي يشغل منصب نائب مفوض السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، وذلك للعمل على "سد الفجوات الباقية" في المفاوضات.

وأجرى مورا، مباحثات مكثفة مع كبير المفاوضين الإيرانيين، علي باقري كني، ووزير الخارجية حسين أمير عبداللهيان. 

وبعيد زيارته لطهران، توجه دبلوماسي الاتحاد الأوروبي إنريكي مورا إلى واشنطن الثلاثاء، لإجراء مباحثات مع المفاوض الأميركي روب مالي ومستشار البيت الأبيض للشرق الأوسط بريت ماكغورك، ومساعدة وزير الخارجية الأميركي للشؤون السياسية فيكتوريا نولاند، لحل نقاط التباين الباقية بين طهران والولايات المتحدة.

وبعد تفاؤل أبدته الأطراف حول التوصل إلى اتفاق قريب في مفاوضات فيينا، تحدث مسؤول السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، جوزيف بوريل، مطلع الأسبوع، عن قرب التوصل إلى اتفاق، لكنه أدلى أمس الثلاثاء بتصريحات يغلب عليها التشاؤم، حيث قال إن المفاوضات "ليست قريبة من نتيجة نهائية".

وأضاف بوريل في كلمة في البرلمان الأوروبي: "سيكون مؤسفاً عدم التوصل إلى اتفاق، بينما اقتربنا إليه كثيراً إلى حد ما. لكن لا يمكنني ضمان الوصول إلى اتفاق".

وأوضح أن مفاوضات فيينا اقتربت قبل أسبوعين من الوصول إلى اتفاق "لكن روسيا عرقلته وكانت تسعى لصناعة أداة ضغط على الغرب بشأن حربه على أوكرانيا"، متهماً إياها بأنها كانت تسعى لمنع رفع العقوبات النفطية عن إيران. 

وعزا بوريل سبب ذلك إلى أنه "إذا ما استأنفت إيران تصدير النفط فسيتم تأمين سوق الطاقة، وهذا ليس في مصلحة روسيا"، قائلاً إن روسيا بعد "تلقي ضمانات لازمة" تخلت عن معارضتها في التوصل إلى اتفاق، إلى حين برزت خلافات أخرى ليست ضمن الاتفاق (النووي) منها موقع الحرس الثوري الإيراني ومطالبة إيران برفعه من قائمة الإرهاب الأميركية".

وأشار إلى أن هذا الطلب الإيراني أوقف تقدم مفاوضات فيينا. 

في المقابل، رد مندوب روسيا في مفاوضات فيينا، ميخائيل أوليانوف، باستخفاف واستهزاء في تغريدة على تصريحات مسؤول السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، واصفاً إياها بأنها "غير لائقة".

وأضاف: "لكن هناك عذر. لم يقضِ السيد بوريل يوماً واحداً في مفاوضات فيينا حول الاتفاق النووي، ولذلك هو ليس مضطراً إلى فهم الوضع الحقيقي. لا تستحق الاهتمام".

 

The website encountered an unexpected error. Please try again later.