إيران تحمّل إسرائيل مسؤولية الهجوم على أصفهان متوعدة بالرد

02 فبراير 2023
اندلعت النيران في المنشأة العسكرية التي استُهدفت بطائرات مسيّرة (رويترز)
+ الخط -

حمّلت إيران، اليوم الخميس، إسرائيل مسؤولية الهجوم الذي استهدف أخيراً منشأة عسكرية في أصفهان بطائرات مسيّرة، متوعدة بالرد.

وفي رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة، قال أمير سعيد إيرواني مبعوث طهران لدى المنظمة الدولية، إن التحقيقات الأولية تشير إلى مسؤولية إسرائيل عن الهجوم الذي وقع مساء السبت.

وأضاف إيرواني في الرسالة وفقًا لـ"رويترز"، أن "إيران تحتفظ بالحق في رد حازم في الوقت والطريقة التي تشعر بأنها ضرورية"، وأن "هذا الفعل الذي ارتكبته إسرائيل يتعارض مع القانون الدولي"، بحسب وكالة أنباء الطلبة الإيرانية.

وجاء الهجوم وسط تصاعد للتوتر مع الغرب بسبب ملف طهران النووي وتزويدها روسيا بالأسلحة في حربها مع أوكرانيا، بما في ذلك "طائرات مسيّرة انتحارية"، إضافة إلى استمرار المظاهرات في إيران منذ مقتل الشابة مهسا أميني عقب اعتقالها في سبتمبر/أيلول الماضي.

وكانت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية قد نقلت، يوم الأحد الماضي، عن مسؤولين أميركيين أن إسرائيل نفذت غارة سرية بطائرات مسيّرة استهدفت مجمعاً دفاعياً في إيران.

وجاءت تصريحات المسؤولين الأميركيين بعد ساعات من إعلان إيران عن تصدي دفاعاتها لهجوم بطائرات مسيّرة على موقع عسكري في محافظة أصفهان، وسط البلاد، من دون أن تقع إصابات.

ونقلت وكالة "إرنا" عن بيان لوزارة الدفاع أنّه "في مساء 28 يناير/ كانون الثاني، قرابة الساعة 23:30 (20:00 توقيت غرينتش)، تمّ تنفيذ هجوم فاشل باستخدام طائرات مسيّرة على أحد المجمّعات العسكريّة التابعة لوزارة الدفاع". وأشار البيان إلى أنّ "الدفاعات الجوّية للمجمّع أسقطت إحدى المسيّرات، بينما حوصِرت مسيّرتان وانفجرتا".

وقالت الوزارة إنّ الهجوم "لم يتسبّب في أيّ تعطيل لعمل المجمّع". وأشارت إلى أنّ الهجوم لم يتسبّب في وقوع إصابات، بل أحدث فقط "أضرارًا طفيفة في سقف" أحد المباني. وفي وقت لاحق، ذكرت "إرنا" أنّ ثلاث طائرات مسيّرة استهدفت "مصنعاً للذخيرة" شمال مدينة أصفهان.

من جانبها، قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، نقلاً عن مسؤولين أميركيين لم تسمهم، إنّ "الضربة التي نفذتها إسرائيل في إيران، سببها محاولة إيرانية لتطوير (ربما بمساعدة روسية) مثل هذا السلاح الذي يمكن أن يخترق الدفاع الجوي".

واشنطن وتل أبيب تلمحان إلى وجود تنسيق مشترك وراء الهجمات الأخيرة ضد إيران

إلى ذلك، ألمحت إسرائيل والولايات المتحدة، إلى أنّ الهجمات التي طاولت أهدافاً عسكرية في إيران، تمت بالتنسيق بينهما.

وقالت صحيفة "هآرتس" في عددها الصادر اليوم الخميس، إنّ تنفيذ ثلاث هجمات جوية ضد أهداف إيرانية، أحدها في عمق الأراضي الإيرانية، بالتزامن مع زيارة مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية وليام بيرنز، تل أبيب، وفي ظل الاستعدادات لاستقبال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، يمثل رسالة لإيران "بأن الهجمات تمت بالتنسيق مع واشنطن".

وفي تحليل أعده معلقها العسكري عاموس هارئيل، لفتت الصحيفة إلى أنّ إسرائيل أرسلت من خلال الهجمات التي تُنسب لها رسالة مفادها بأنها "لا تخشى من تبعات تصعيد المواجهة معها".

ولفتت الصحيفة إلى أنّ التقديرات السائدة في تل أبيب تفيد بأنّ إيران سترد على هذه الهجمات، وأنها لا تنوي غض الطرف عنها. وأشارت الصحيفة إلى ثلاث هجمات نسبت إلى إسرائيل وطاولت ثلاثة أهداف إيرانية في غضون 48 ساعة، حيث استهدفت منشأة عسكرية في أصفهان، وقافلتي سلاح على الحدود العراقية السورية.

وأشارت إلى أنّ الهجوم على المنشأة في أصفهان تم باستخدام حوامات انتحارية، لافتة إلى أنّ الهجوم يدل على أنّ إسرائيل لا تضرب فقط الأهداف المرتبطة بالمشروع النووي الإيراني.

ومما يدل على أن هناك تنسيقاً أميركياً إسرائيلياً في توجيه الرسائل الردعية لإيران، ما قاله الجنرال جون بوتشيني، أحد أبرز القيادات في القيادة المركزية للجيش الأميركي، خلال مقابلة بثتها، مساء الأربعاء، قناة "كان" الرسمية الإسرائيلية.

وأكد الجنرال للقناة أنّ "المناورة المشتركة للجيشين الأميركي والإسرائيلي التي تمت الأسبوع الماضي تمثل رسالة للعالم مفادها بأنه بوسعنا نشر قواتنا في الشرق الأوسط بسرعة"، كاشفاً أنّ الولايات المتحدة ترمي من خلال هذه المناورة إلى لفت الأنظار إلى أنه على الرغم من انشغالها في أوكرانيا والمحيط الهادئ وغيرها من مناطق، فإنّ بإمكانها أن تنقل قوات بسرعة فائقة إلى الشرق الأوسط.

وأقرّ بوتشيني بأنّ هدف الولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة هو العمل على المسّ بصناعة المسيرات الإيرانية، معتبراً أنّ هذه المسيرات تمثل تهديداً للأمن الأميركي. وأوضح أنّ المناورة المشتركة "تمثل بداية تعاون واسع في مواجهة إيران"، لافتاً إلى أنّ الولايات المتحدة ستجري مناورات بمشاركة جيوش دول أخرى في المنطقة.

وبحسب القناة، فقد شارك في المناورة ستة آلاف جندي أميركي وألف جندي إسرائيلي و140 طائرة وسفينة حربية.

المساهمون