أكد ممثل إيران الدائم لدى المنظمات الدولية في فيينا، كاظم غريب أبادي، مساء الأحد، أن بلاده دخلت "مرحلة جديدة من تخصيب اليورانيوم"، مشيرا إلى أن ذلك حصل بعد "ضخ غاز هكسا فلوريد اليورانيوم أو UF6 لأجهزة الطرد المركزي، وهو آخر مرحلة لبدء التخصيب وفصل اليورانيوم 238 عن اليورانيوم 235".
وأضاف غريب أبادي، في حوار مع موقع "خبر أونلاين" الإيراني، أنه "علاوة على أجهزة الطرد المركزي من الجيل الأول ستقوم سلسلة مكونة من 174 جهاز طرد مركزي من النوع IRM2 بعملية التخصيب".
وفي إشارة إلى البيان الأخير للدول الأوروبية الثلاث، فرنسا وبريطانيا وألمانيا، بشأن الخطوات النووية الإيرانية، قال إن هذه الدول سبق أن أعلنت مواقفها تجاه تطوير إيران أجهزة الطرد المركزي المتطورة، مؤكدا: "إننا قلنا لهم مرارا إنه ما لم يعد الاتفاق النووي إلى مساره الصحيح من خلال رفع العقوبات واستفادة إيران من منافعه، فلن نقوم بوقف خفض تعهداتنا".
وبدا واضحا أن التأكيد الإيراني على دخول التخصيب "مرحلة جديدة" يمثل ردا على البيان الأوروبي الأخير الصادر الخميس الماضي، والذي اتسم بلغة حادة تجاه إيران.
كما أن تصاعد الخلافات بين إيران وأوروبا بشأن الاتفاق النووي، والخطوة الإيرانية، يأتي في توقيت لافت للنظر، أي بعد فوز المرشح الديمقراطي الأميركي جو بايدن في الانتخابات، فلسان حال الخطوة يكشف عن أنه ليس بوارد حسابات إيران التراجع عن إجراءاتها من دون مقابل، هو إلغاء العقوبات التي رفعت بموجب الاتفاق النووي المبرم مع المجموعة الدولية عام 2015، لكن الرئيس الأميركي الخاسر دونالد ترامب أعاد فرضها بعد انسحابه من الاتفاق عام 2018.
وتأتي هذه التطورات فيما أصبح يتحدث مراقبون عن أن فوز بايدن يشكل فرصة لعودة المسار الدبلوماسي بين طهران وواشنطن لخفض التوترات، فضلا عن أن الرئاسة الإيرانية من جهتها أشارت إلى ظهور هذه "الفرصة"، لكن هناك من المراقبين والمحللين من يرى أن فوزه لا يعني أن عودته إلى الاتفاق النووي ستكون تحصيل حاصل وأن جوهر السياسة الأميركية تجاه طهران لن يتغير بمجيئه، وسط توقعات بأن يوظف بايدن إرث ترامب في ما يتعلق بإيران لتحصيل امتيازات من طهران.
وفي بيان، أرسلته الترويكا الأوروبية إلى الوكالة الدولية للطاقة الذرية، الخميس، انتقدت ما اعتبرته مواصلة طهران انتهاك الاتفاق النووي والتزاماتها المنصوص عليها، مشيرة إلى أن ذلك جاء "رغم الجهود الإيجابية للدول الداعمة للاتفاق النووي".
ودعت الدول الثلاث إيران إلى العودة إلى تنفيذ كامل تعهداتها النووية لإنقاذ الاتفاق النووي، معربة في الوقت نفسه عن أسفها من الانسحاب الأميركي منه، ومعتبرة أنها بذلت جهودا لمواجهة العقوبات الأميركية من خلال تأسيس آلية "إنستكس" المالية لمواصلة التجارة مع إيران. علما بأنها آلية تأسست خلال يناير 2019 لهذا الغرض، لكنها أخفقت في إجراء معاملات مالية وبنكية مع إيران بسبب الضغوط الأميركية.
وأعربت الأطراف الأوروبية في بيانها عن قلقها من قيام طهران بالتخصيب بدرجة نقاء أكثر من 3.67 وزيادة مخزونها من اليورانيوم المخصب، فضلا عن تركيب أجهزة الطرد المركزي المتطورة، داعية إياها إلى العودة إلى القيود التي ينص عليها الاتفاق النووي في هذه المجالات.
وطالبت الترويكا الأوروبية إيران بالتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية في ما يتعلق بأسئلتها حول موقعين مشتبهين، قام مفتشو الوكالة خلال سبتمبر/أيلول الماضي بتفتيشهما، لكن الوكالة الدولية تشير إلى العثور على آثار لليورانيوم، مطالبة طهران بالشفافية حول ذلك.
وكانت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، قد وزعت، في الـ11 من الشهر الجاري، أحدث تقاريرها السرية بشأن الأنشطة الإيرانية النووية بين الدول الأعضاء في الوكالة، والذي أطلعت عليه وسائل إعلام غربية، وأشارت فيه إلى ارتفاع كبير للمخزون الإيراني من اليورانيوم المخصب، وتركيب طهران أجهزة طرد مركزي متطورة جديدة تحت الأرض، فضلا عن حديثها عن "عدم صدقية" المعلومات التي قدمتها الحكومة الإيرانية بشأن موقع مشتبه به.
وأكد التقرير الأممي أن مخزون إيران من اليورانيوم المخصب تجاوز في الوقت الراهن الحد المسموح به في الاتفاق النووي المبرم، 12 ضعفاً، ليصل "إجمالي مخزون إيران من اليورانيوم المخصب إلى 2442.9 كيلوغراما".
ومن جهة أخرى، قالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية إن المعلومات التي وفرتها إيران حول موقع مشتبه به "تفتقر للصدقية"، مطالبة إياها بتقديم توضيحات جديدة.
كما أشارت إلى أن إيران قامت بـ"بتركيب وتوصيل سلسلة من أجهزة الطرد المركزي من طراز "آي.آر-2 ام"، لكنها لم تغذ السلسلة بغاز سادس فلوريد اليورانيوم، وهو المادة الأولية لأجهزة الطرد المركزي.