إيران تأمل استئناف مفاوضات النووي وروسيا تؤيد إحياء الاتفاق

23 يونيو 2022
أكد لافروف وعبد اللهيان عملهما على إفشال العقوبات الأميركية بحق بلديهما (فرانس برس)
+ الخط -

أعرب وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، اليوم الخميس، عن أمله في استئناف المفاوضات بشأن الاتفاق النووي قريباً، مع مقاربة "واقعية" من الطرف الآخر.

وشدد عبد اللهيان خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الروسي سيرغي لافروف على أهمية الحل الدبلوماسي للأزمة في أوكرانيا.

وكان وزير خارجية إيران ومسؤول السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، قد أجريا مباحثات هاتفية، السبت الماضي، تناولت استئناف مفاوضات فيينا، بعدما توقفت منذ 11 مارس/آذار الماضي.

وطالب مسؤول السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي خلال الاتصال إيران باستئناف المفاوضات، قائلاً إنّ "الوقت قد حان لاستئناف المفاوضات بسرعة والسعي لمنع زيادة التوتر"، وفق بيان لوزارة الخارجية الإيرانية نُشر على حساب المتحدث باسمها سعيد خطيب زادة على منصة "تيليغرام".

وأكد بوريل حينها أن "متابعة الدبلوماسية وتجنب الخطوات غير البناءة هما السبيل للخروج من الظروف الراهنة"، مشدداً على رغبته في مواصلة "الدور الإيجابي للتوصل إلى اتفاق نهائي".

من جانبه، قال لافروف، في المؤتمر الصحافي مع نظيره الإيراني: "عازمون على إعادة إحياء الاتفاق النووي مع طهران دون تعديلات"، في إشارة إلى الاتفاق الموقع بين إيران والدول الكبرى 2015، والذي انسحبت منه الولايات المتحدة عام 2018.

ودعا إلى "إلغاء جميع العقوبات غير القانونية التي تنتهك الاتفاق النووي"، موضحاً "هدفنا هو تصحيح خطأ ارتكبته أميركا وعندما هي خرجت من الاتفاق والقرار 2231 (المكمل له) نقضت مرة أخرى القانون الدولي ونأمل أن تختار الولايات المتحدة الطريق المنطقي".

وأضاف أن موسكو ليست "عقبة" أمام إحياء الاتفاق النووي، متهماً واشنطن بعرقلة ذلك.

وأكد وزير الخارجية الروسي "أبلغنا أصدقاءنا الإيرانيين دعمنا موقفهم في إحياء كامل للاتفاق النووي من دون نقص أو إضافة".

وقال وزير الخارجية الروسي إنّ روسيا وإيران "قررتا توسيع العلاقات" والرقي بها، مشيراً إلى أنّ العلاقات بين الدولتين وصلت إلى أعلى نقطة تطور في تاريخها، لافتاً إلى ارتفاع التجارة بين البلدين بنسبة 80 في المئة خلال العام الأخير.

كما أكد وزير الخارجية الروسي أنه ناقش "الخطوات غير الشرعية" للولايات المتحدة وحلفائها ضد روسيا وإيران.

وقال لافروف إنّ الولايات المتحدة تحاول استبدال القانون الدولي وسيادة الدول وحرية اتخاذ القرار من خلال محاولاتها السيطرة على مواقف الدول، مندداً بسياسة العقوبات التي تفرضها الولايات المتحدة بحق كل من إيران وموسكو.

وبشأن سورية، أشار لافروف إلى الهجمات الإسرائيلية عليها، داعياً إسرائيل إلى احترام سيادة سورية، وأكد أنّ موسكو ستبحث القصف الإسرائيلي الأخير لمطار دمشق في الأمم المتحدة.

كما أكد استعداد بلاده لخلق حوار وتعاون بين إيران والدول العربية، مضيفاً أن روسيا "متعهدة" باستقرار منطقة الخليج وضمان أمنها.

من جهته، أشار وزير الخارجية الإيراني إلى أنه بحث مع لافروف إبرام معاهدة التعاون الشامل الاستراتيجي بعيد المدى بين روسيا وإيران، وأوضح أن طهران وموسكو تعملان معاً لأجل إفشال أثر العقوبات الأميركية التي تستهدف البلدين.

وقال: "نشكر روسيا والصين على موقفهما المؤيد لإيران في الوكالة الدولية للطاقة الذرية"، ولفت إلى أن إيران "مستعدة" لإلغاء متبادل لتأشيرات السفر مع روسيا تطبيقاً لمبدأ "المعاملة بالمثل".

وتابع أمير عبد اللهيان أنه بحث أيضاً مع لافروف "العربدة السياسية للكيان الصهيوني" ضد إيران، قائلاً إنّ المنطقة لن تسمح أن يهدد هذا الكيان أمنها واستقرارها.

لافروف يلتقي الرئيس الإيراني: عهد جديد من التعاون الاستراتيجي

وكان لافروف قد التقى، مساء الأربعاء، الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي في طهران. وقال موقع الرئاسة الإيراني، اليوم الخميس، إنّ رئيسي أكد أن اللقاءات والمشاورات المستمرة بين البلدين تعكس وجود "إرادة جادة لبلورة عهد جديد من التعاون الاستراتيجي".

وأكد الرئيس الإيراني ضرورة تعزيز التعاون والتنسيق الاقتصاديين بين طهران وموسكو، قائلاً إنّ ذلك "طريق مؤثر للتصدي للعقوبات والأحادية الاقتصادية الأميركية ضد الدول المستقلة".

وحول الأزمة الأوكرانية، شدد رئيسي على "أهمية إنهاء الحرب في أسرع وقت"، معلنا استعداد إيران للمساعدة في إيجاد حل دبلوماسي"، غير أنه أكد أن "تحركات أميركا والناتو هي سبب وقوع هذه المواجهات"، داعيا إلى مواجهة محاولات توسيع "الناتو" في العالم خاصة في الشرق الأوسط والقوقاز وآسيا الوسطى.

كما أعلن الرئيس الإيراني رفض بلاده "أي حضور أجنبي عسكري في بحر قزوين". من جهته، أكد وزير الخارجية الروسي في لقائه مع رئيسي رغبة موسكو واستعدادها للرقي بالتعاون مع طهران إلى المستوى الاستراتيجي.

المساهمون