أكد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني، اليوم الإثنين، أن بلاده لم تترك طاولة التفاوض أبدا و"لطالما أبدت استعدادها الجاد" لإجراء المحادثات، نافيا وجود أي مفاوضات بشأن التوصل إلى اتفاق مؤقت واتفاق بديل للاتفاق النووي المبرم عام 2015.
وشدد كنعاني، في مؤتمره الصحافي الأسبوعي، على أنه "لن يكون أي اتفاق مؤقت على أجندتنا، ولا نؤكد أي تفاوض حول اتفاق مؤقت بديل للاتفاق النووي السابق"، مشيرا إلى أن طهران تبادلت الرسائل مع الولايات المتحدة عبر سلطنة عُمان.
واعتبر المتحدث الإيراني أن الحديث عن اقتراب التوصل إلى اتفاق مؤقت هو "تكهنات إعلامية أو أنباء تروج لها بعض الأطراف، لأغراض سياسية لأجل ضرب المسار الجاري للمفاوضات". وقال إن أي اتفاق يراعي مطالب المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي، والتي وصفها بأنها "منطقية"، والمصالح الإيرانية، ولا يتخطى خطوط إيران الحمراء، هو محل ترحيب واهتمام من جانب طهران.
وفي معرض رده على سؤال بشأن الأنباء عن المفاوضات السرية غير المباشرة في مسقط بين كبير المفاوضين الإيرانيين علي باقري كني ومنسق الشرق الأوسط في البيت الأبيض بريت ماكغورك، وكذلك مفاوضات نيويورك المباشرة بين المبعوث الأميركي للشأن الإيراني روبرت مالي والسفير الإيراني في الأمم المتحدة سعيد إيرواني، قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، إن مفاوضات مسقط "لم تكن سرية ونحن نجري مفاوضات غير مباشرة".
وأضاف أن مفاوضات مسقط جاءت بمبادرة عمانية، مشيراً إلى أنها مستمرة.
وحول اللقاءات الأخرى، قال كنعاني: "لا نعير اهتماماً للتكهنات الإعلامية"، مضيفاً: "لن نهدر أي فرصة لتحقيق المصالح الوطنية وفي الوقت ذاته نراعي خطوطنا الحمراء".
وكان المرشد الإيراني الأعلى، علي خامنئي، قد قال أمس الأحد، في لقاء مع العاملين في الصناعة النووية الإيرانية، إن لا مشكلة في التوصل إلى اتفاق بشأن ملف إيران النووي بشرط "الحفاظ على البنى التحتية النووية الإيرانية". وأكد أن طهران لا تسعى لإنتاج الأسلحة النووية، مهاجماً السياسات الغربية في التعامل مع الملف النووي الإيراني.
وأضاف المتحدث باسم الخارجية الإيرانية أن الاتفاق النووي هو "واحد من ملفات الدبلوماسية الإيرانية وليس كلها"، مشيرا إلى استمرار الجهود الدبلوماسية للإفراج عن الأرصدة الإيرانية المجمدة في الخارج بفعل العقوبات الأميركية.
وبشأن المفاوضات مع واشنطن حول تبادل السجناء، قال المتحدث إن هذه المباحثات مستمرة عبر الوسطاء، رابطا التوصل إلى اتفاق بمدى جدية الطرف الأميركي وحسن نيته. وأضاف: "ننتظر نتيجة المباحثات الدبلوماسية عبر الوسطاء".
وحول تطورات العلاقات مع السعودية في ضوء إعادة فتح البعثات الدبلوماسية الإيرانية وعدم اتخاذ الرياض إجراء مماثلاً، قال كنعاني إنه "في المستقبل القريب سيعاد فتح السفارة والقنصلية السعوديتين في إيران".
وأضاف أن وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان سيزور إيران قريباً.
وحول تطورات العلاقات مع مصر، أعلن كنعاني ترحيب بلاده بـ"الرقي بهذه العلاقات"، لكنه قال إن إيران "مستعدة لتطويرها إذا أبدت مصر رغبتها في ذلك".