انتقد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، ناصر كنعاني، اليوم الإثنين، موقف واشنطن من الاحتجاجات في بلاده ودعمها لها، قائلاً إن "الدعم الأميركي المباشر لأعمال الشغب الأخيرة داخل إيران تكرار لسياسة خاطئة وغير مثمرة تجاه إيران"، معتبراً في الوقت ذاته أنها "تخطيء إذا راهنت على التطورات الداخلية في إيران".
واتّهم كنعاني في مؤتمره الصحافي الأسبوعي، الولايات المتحدة الأميركية بأنها "طرف في أعمال الشغب في إيران ودعمها"، عازياً الموقف الأميركي من الاحتجاجات إلى سعي واشنطن لتحصيل "تنازلات" من إيران في المفاوضات النووية.
وفي السياق، أكد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية أن الإدارة الأميركية "لا يمكنها إرغام إيران على تقديم تنازلات من خلال الترهيب والتحريض"، مشيراً إلى أن بلاده "تجاوزت الظروف الراهنة وهم مخطئون إذا ما راهنوا على التطورات الداخلية في إيران"، وذلك في إشارة إلى الاحتجاجات التي تشهدها إيران منذ السابع عشر من الشهر الماضي على وفاة الشابة مهسا أميني بعد أيام من إيقافها لدى شرطة الآداب في طهران بسبب عدم التقديم بمعايير الحجاب.
وانتقد كنعاني الإعلان الأميركي بوقف المفاوضات وأنها لم تعد أولويتها، متسائلاً: "إذا توقفت المفاوضات كما يقول الأميركيون فلماذا يرسلون الرسائل عبر الوسطاء، لماذا يعلنون عن استعدادهم لاستئناف المفاوضات"، متهماً إياهم بأنهم "يريدون العودة إلى الاتفاق النووي لكن من دون دفع استحقاقات العودة إليه".
وهاجم المسؤول الإيراني الموقف الأميركي من المفاوضات باتهام واشنطن بـ"النفاق"، قائلاً "إنهم ينافقون كثيرا ويكذبون رسميا"، على حد وصفه، مع تأكيده على أن المطالب الإيرانية في المفاوضات "قانونية وشفافة ومنطقية"، رابطاً التزام إيران بالاتفاق النووي بالتعهد الأميركي لتنفيذه.
كما انتقد موقف دول أوروبية من الاحتجاجات، قائلاً إن "بعض السفارات الأجنبية للأسف انتهجوا نهجاً غير دبلوماسي خلال أعمال الشغب"، مع القول إن الخارجية الإيرانية "وجهت تحذيرات لهذه السفارات بعد رصد تحركاتها".
وفي السياق، خص المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، الحكومة البريطانية بالذكر، قائلاً إن موقفها تجاه التطورات الداخلية الأخيرة "لم يكن بناء"، متهماً لندن بتوفير "فضاء إعلامي ودعائي والسماح لتيارات لها سجل إرهابي" بالعمل ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وذلك في إشارة إلى قنوات تلفزيونية، تتخذ لندن مقرا لها، مثل "إيران إينترنشنال" الناطقة بالفارسية والمتهمة إيرانياً بأنها ممولة من قبل السعودية، وقناة "بي بي سي" الفارسية التابعة لهيئة الإذاعة البريطانية، و"منوتو" الفارسية.
كما توعد المتحدث بأن طهران سترد على "الممارسات غير البناءة لأطراف غربية وخاصة الإدارة الأميركية والاتحاد الأوروبي وبعض الدول البارزة في الاتحاد".
كذلك، جدد كنعاني، التأكيد على موقف طهران من الحرب في أوكرانيا، قائلاً إن "موقفنا من الأزمة الأوكرانية واضح وشفاف ولا نرسل الأسلحة لأي طرف ضد الآخر"، متهماً الولايات المتحدة وأوروبا بالتسبب في اندلاع الحرب من خلال "تصرفات مستفزة" أشعلتها.
ونفى المتحدث الإيراني صحة التصريحات والتقارير الأميركية عن وجود عسكريين إيرانيين في شبه جزيرة القرم لمساعدة روسيا على استخدام المسيرات، قائلاً إن هذه التقارير "واهية ولا صحة لها".
وعن الحوار الإيراني السعودي في بغداد والذي سبق أن أجريت خمس جولات منه على المستوى الأمني منذ إبريل/نيسان 2021، قال كنعاني إن "الظروف باتت مهيأة للانتقال إلى مستوى الحوار السياسي" بين الطرفين.
وأكد أن تعيين طهران سفيراً لها في اليمن بعد وفاة سفيرها السابق، العام الماضي، "يشكل أولوية"، معرباً عن أمله في أن "تتوفر إمكانية ذلك بعد أن تتحسن الظروف".